كتبت – الهام نجيب:
في العام 2010 عرض مسلسل الجماعة للكاتب والسيناريست المبدع وحيد حامد، الذي تناول به احداث نشوء جماعة الاخوان المسلمين منذ تأسيسها في العام 1928 على يد حسن البنا وثلة من ارهابيي ذلك الزمان، وكان وحيد حامد قد وعد بتكملة احداث هذا المسلسل التاريخي الشيق بكتابة الجزء الثاني وربما الجزء الثالث منه، غير انه وللاسف لم يف بوعده حتى اليوم ،رغم النجاح الشعبي والتجاري الذي لاقاه الجزء الاول من المسلسل، ورغم ان وحيد حامد تحدث في مناسبات عدة، عن بعض اسباب تأخره، في اكمال حكاية الجماعة المحظورة وقادتها، بعد مقتل حسن البنا وحتى مرشدها الاخير البائس المثير للشفقة محمد بديع (الذي يقبع الآن في سجن طرة مع باقي افراد العصابة الاجرامية وشطارها من مكتب الارشاد ورئيسها المخلوع محمد مرسي)، مروراً بمنظرها الاكبر سيد قطب، الزعيم الروحي للمنظمات الارهابية في مصر والعالم وعلى رأسها تنظيم القاعدة، فجيمع هذه التنظيمات على الاطلاق، وبدون اي استثناء تقريباً، خرجت من رحم، وأضلع، وتحت عباءة، هذه الجماعة، ولم تنقطع صلة الرحم بين الجماعة الأم وفراخها حول العالم في يوم من الايام.
ويبدو لي بان احد اهم اسباب عزوف وحيد حامد عن كتابة احداث الاجزاء المكملة الاخرى لمسلسله الدرامي وشبه الوثائقي، هي استحالة مواكبة ما يقوم بتمثيله الاخوان يومياً وعلى الهواء الحي الطلق مباشرة، منذ 28 يناير 2011 وحتى يومنا هذا لحظة كتابة هذه السطور وقبل اقل من اسبوع من يوم 28 يناير 2014.
لقد تكفلت اذاً الجماعة ذاتها، بلحمها وشحمها، باستكمال عرض حكايتها في احداث اليوم حتى النهاية، عبر مسلسل مظاهرات ومسيرات دموية احتفالية صاخبة، تفتعلها هنا وهناك، واينما كان، لا فرق، في اي بقعة على ارض مصر، المهم ان تكون بقعة صالحة للدم والمتاجرة به، و تبث حلقات مسلسل احداث مظاهرات الاخوان اليوم، على قناة الجزيرة الاخبارية القطرية وبشكل مباشر على قناة مباشر اخوان مصر، وتحت رعاية من امير هذه الدولة القناة المبجل تميم ابن ابيه، وبدعم من الخليفة السلطان الغير مأمون اردوجان الاول امير المؤمنين القابع في قصره العثماني بعاصمة دولة داعش بانقرة.
ولكن يبقى الفارق الاساسي بين احداث مسلسل وحيد حامد وبين مسلسل احداث مظاهرات الاخوان للجماعة بذاتها اليوم، هي بأن الاول، وبسبب من حبكته الدرامية، كان ممتعاً وشيقاً، أما مسلسلهم، فهو دموي رديء وممل ومقزز لأعلى درجات الاشمئزاز والقرف، اضافة الى انه يعرض على قناة الجزيرة الأكثر رداءةً وقرفاً ودموية.
لو بتحبو مصر حافظو عليها
كل فكر له فكر مساوي له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه