بعد اتهامه باستخدام تبرعات غزة لتمويل أنشطة الجماعة:
اسرار خطة صقور الإخوان للتخلص من الدكتور أبو الفتوح
عـلاء عزمـي
أوصدت جميع الأبواب في وجه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان ، ولم يجد إلا الصمت حلاً مؤقتاً للهرب من الرد علي الاتهامات التي حاصرته بها نيابة أمن الدولة العليا في بداية التحقيقات معه في قضية التنظيم الدولي للإخوان والمتورط فيها بصفته مسئول وحدة الأنشطة الخارجية بالجماعة المحظورة.
وكشف قيادي إخواني سابق أن أبو الفتوح كان يشعر قبل بضعة أسابيع بتخوفه من عواقب كم المسئوليات الضخمة التي أوكلت إليه خلال الشهور القليلة الماضية بتفويض مباشر من المرشد مهدي عاكف، وذلك بعد سنوات من عزله (شبه الرسمي) من أي موقع قيادي أو تنفيذي بالجماعة، الأمر الذي كان يثير الدهشة لديه.
وإذا كانت الجماعة ترفض التعليق علي كافة المعلومات والإشارات التي تعكس وجود صراع طاحن علي السلطة داخلها، وأن أبوالفتوح راح ضحيته في النهاية، فإن المدقق في أحوال الجماعة خلال عام كامل مضي يمكنه تتبع سيناريو محكم أعده الدكتور محمد حبيب والدكتور محمود عزت وغيرهما ممن يعرفون بصقور الجماعة للتضحية والتخلص من أبوالفتوح، لاسيما بعد أن دعا مؤخراً لضرورة تعديل لائحة الإخوان الداخلية لتسمح بتداول السلطة بين قادة الجماعة. فقبل نحو عام كان أبوالفتوح غائباً تماماً عن دائرة صنع القرار بالجماعة، بل إنه لم يكن ليتمكن في الكثير من الأحيان من نشر مقالاته علي المواقع الإخوانية، وكان من الأمور الاعتيادية كذلك أن يتم حجب كتاباته بعد ساعات من نشرها أو يتم نفيها وتكذيبها علي لسان المرشد أو أحد القيادات الكبيرة.
ثم تغيرت الأمور فجأة، وتم تفعيل عضوية أبوالفتوح في مكتب الإرشاد، وأسند إليه العديد من الملفات داخل الجماعة، وذلك لتحقيق عدة أهداف مهمة، كان في مقدمتها شغل أبو الفتوح بأمور وملفات مثقلة تبعده عن فكرة السعي لتولي منصب المرشد، واستغلال قدرته التأثيرية علي شباب الإخوان في كسب شعبية لمكتب الإرشاد بين القواعد، وكذلك تقديمه ككبش فداء للقيادات الكبري في حال انكشاف الأنشطة المريبة للجماعة من قبل السلطات المعنية، وهو ما حدث بالفعل.
وقد كشفت تحقيقات النيابة مع أبوالفتوح أن الجماعة استغلت تعاطف المصريين مع ضحايا العدوان الإسرائيلي علي غزة في جمع التبرعات وتحويلها لحساب الجماعة، وإصدار تكليفات من قيادة الجماعة لتكثيف تحركاتهم في عدة محافظات، علي أن يتولي قياديو تلك المحافظات مهمة تحصيل التبرعات وتسليمها إلي الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح مسئول وحدة الأنشطة الخارجية لضخها في المشروعات الاقتصادية للجماعة وتمويل حركتها التنظيمية وانشطتها الداخلية والخارجية.
ويتعرض في الوقت الراهن المرشد العام للجماعة مهدي عاكف لحملة هجوم كاسحة من قبل شباب الإخوان ومدونيهم بعد شعورهم بتخليه هو وقيادات الجماعة عن أبوالفتوح ورفض اتخاذ أي إجراءات للإفراج عنه.