مصريات
في دراسة لمركز حوار للتنمية وحقوق الإنسان من حذرت من ارتفاع معدلات الجريمة خلال العام الماضي 2008 وحتى بداية عام 2009 خاصة التي ارتكبت بدافع الفقر. وكانت نتائج الدراسة التي أجريت علي تحليل لصفحات الحوادث في الصحف القومية والحزبية والمستقلة ارتكاب 254 جريمة في تلك الفترة فيما بلغ عدد المتهمين في تلك الجرائم 402 متهم.
زيادة غير مسبوقة في معدلات العنف الاسري
وأكد تقرير حديث أصدرته الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تزايد معدلات العنف الأسري في مصر بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. راصدا 82 جريمة قتل في نطاق الأسرة.
مصر و جرائم الشرف
وكشفت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدراسة أن 92% من جرائم القتل التي وقعت في الفترة الأخيرة تندرج تحت ما يسمى بجرائم الشرف وهي الجرائم التي يرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على الشرف و غسل العار.. واوضحت الدراسة أن 70% من هذه الجرائم ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم أما نسبة ال 3% الباقية من جرائم الشرف فقد ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم.
أخطر ما جاء في الدراسة هو التأكيد علي أن 70% من جرائم الشرف لم تقع في حالة تلبس وانما اعتمد علي ارتكبها سواء كان الزوج أو الأب أو الأخ علي الشائعات وهمسات الجيران والأصدقاء حول سلوك المجني عليها.
وأضافت الدراسة أن تحريات المباحث في 60% من هذه الجرائم أكدت سوء ظن الجاني بالضحية وأنها كانت فوق مستوي الشبهات.
أوضحت الدراسة أن 52% من هذه الجرائم ارتكبت بواسطة السكين أو المطواة أو الساطور وأن 11% منها تمت عن طريق الالقاء من المرتفعات.. وحوالي 9% بالخنق سواء باليد أو الحبال أو الايشارب.. و8% بالسم و5% نتيجة اطلاق الرصاص و5% نتيجة التعذيب حتي الموت.
و قد بينت دراسة لاحدى مراكز حقوق المرأة في مصر عن جرائم الشرف في مصر ان معظمها يكون في صعيد مصر بمحافظات الوجه القبلي كما اوضحت الدراسة ان هناك تمييز بين الرجل و المرأة في احكام القانون فيما يتعلق بجرائم الشرف في مصر و الذي يعاقب الرجل في حالة قتله لانثى بدافع الشرف بالحبس فقط و لكن من جهة اخرى يعاقب المرأة اذا وضعت في نفس الموقع بتهمة القتل العمد
وحول أسباب العنف الأسري المتزايد في الآونة الأخيرة يقول الدكتور إمام حسين. أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث إن ضغوط الحياة اليومية تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية للجرائم الأسرية. حيث يلجأ الأزاوج إلي الانتحار أو التخلص من حياتهم وربما حياة أسرهم إذا كانت متطلبات الحياة تفوق قدراتهم.
ويأتي الإدمان والانحلال الأخلاقي في المرتبة الثانية إذ أن المدمن يرتكب في سبيل حصوله علي المخدرات أو تحت تأثيرها أبشع الجرائم مثل زنا المحارم وقتل الآباء والأمهات. علاوة علي الازدحام والمساكن العشوائية التي يعتمد من يعيشون بها علي البلطجة والعنف حتي الأب مع زوجته وأبنائه.
انتبهوا أيها السادة!!
أما الدكتورة سوسن عثمان. نائب رئيس منظمة الأسرة العربية ورئيس الجمعية المصرية لتدعيم الأسرة فتري أن هناك حالة من الاهتزاز القيمي واللامعيارية انعكست علي كافة الأنظمة والعلاقات داخل الأسرة مما أدي إلي هدم أركانها وأسسها التي تنهض عليها وتري أن مؤسسة الزواج تحت التقليد الأعمي للغرب وتأثيرات العولمة في طريقها إلى الانقراض ولاسيما بعد أن امتدت مفاهيم الحرية الرأسمالية إلي النظام الأسري.
وتشير د.سوسن في هذا الصدد إلي تزايد نسبة الطلاق في مصر بحيث أصبحت الأولي علي مستوي العالم علاوة علي أن 50% من حالات الطلاق تقع خلال السنة الأولي وان معظم المطلقين لم يتعدوا سن الثلاثين. بالإضافة إلي الزواج العرفي والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج والتي وصلت إلي 60% في العام الماضي.
العاطفة القاتلة
ويري الدكتور إبراهيم عيد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس إلي أن الجانب العاطفي عادة ما يكون له دور مؤثر في الجرائم التي تقع بين الأزواج فمشاعر الغيرة الحمقاء والألم الذي قد يسببه أحد الطرفين للآخر يمكن أن تؤدي بالإنسان في النهاية إلي ارتكاب الجرائم.
فالعاطفة التي تستحوذ علي الجودان والعقل غالباً ما تفقد المرء القدرة علي التفكير الصحيح والسليم ويكون البديل الاندفاع العاطفي الأهوج. ويؤكد عيد على أن الإفراط في الحب شيء مدمر إذا لم يكن مسلحاً بقدر من المنطق.
ويشير عيد إلي أن الأزمات الاقتصادية التي تحدث للزوجين والاصطدام بالواقع قد تؤدي بأحد “الطرفين” إلي ارتكاب جريمة في نهاية المطاف مثل المهندس الذي قتل زوجته وأبناءه خوفا عليهم من الفقر.
وينوه د.عيد إلي أننا نضع دائماً من نحب ولاسيما المرأة في مكان سام يتجاوز الحدود الإنسانية ومن الصعب علي الكثير منا التغلب علي الأزمات العاطفية التي يتعرض لها من الطرف الآخر وهنا قد تحدث أيضاً جريمة.
وينصح “الخبير” بضرورة وجود توازن بين الجانب العاطفي الوجداني والمادي العقلاني في العلاقات بين الزوجين حتي لايكون الطريق ممهداً لارتكاب أي حماقات في المستقبل.