التاكسي الجديد ومأساة سواقين التاكسي
مصريات
بقلم: جلال حمام
من حوارات سائقي التاكسي. غالباً ما ندرك حقيقة الشارع المصري. بكل تناقضاته.. بجميع همومه وأوجاعه وأحلامه وطموحاته.. وأحياناً ما يكون سائق التاكسي بطلاً في روايات كثيرة. عما يدور ويجري في هذا الشارع.
قبل أيام.. استقللت تاكسياً من مصر الجديدة الى المهندسين.. كانت المسافة طويلة. وصامتة. بهدوء الليل الذي قاربت ساعته على الثالثة صباحاً.. لم يقطعها إلا مكالمة تليفونية على المحمول. فهم بعدها السائق أنني أعمل صحفياً في جريدة قومية.. فاستدار برأسه يستحلفني أن أكتب عن مأساتهم مع مشروع التاكسي الجديد. هذه الكارثة كما أسماها التي باتت تقض مضاجعهم. بفعل ما ألقت عليهم من أعباء مالية. لا قبل لهم بها. تتعلق بمشروع. يفترض فيه أن يكون مدعاة للراحة والأمان. في الحياة ولقمة العيش!
قال لي السائق إنهم اشتروا منه سيارة التاكسي القديمة بخمسة آلاف جنيه فقط. وأعطوه أخرى جديدة من أحد التوكيلات التي انفتحت لها طاقة القدر من وراء هذا المشروع الجديد. بقسط شهري يزيد على ثمانمائة جنيه.. سيارة جديدة على الزيرو. مريحة ومكيفة.. ولكنها أمر ظاهره الرحمة وباطنه العذاب. الذي يندلع من الصيانة الدورية بعد كل خمسة آلاف كيلو متر تقطعها السيارة. شرطاً للترخيص المروري كل ثلاثة أشهر.. وارتباط إتمام الصيانة بدفع الأقساط في البنك. وارتباطهما معاً كشرط ضروري لمنح ترخيص السير في الشوارع. ومن ثم العمل واكتساب رزق من يجلسون في البيوت. منتظرين رب البيت العائد بلقمة العيش التي يعز مجيئها في أحيان كثيرة. لأن المطلوب أكثر من المجلوب!
يقول السائق: إن خمسة آلاف كيلو متر سير. تقطعها السيارة بين 25 يوماً الى شهر.. وليس معني هذا أن كل هذه المسافة تأتي بعائد مادي كما يعد العداد. لأن أكثر من نصفها يأتي بلا مقابل. لأنها دوران في الشوارع. بحثاً عن زبون مع الأخذ في الاعتبار العدد الضخم من سيارات التاكسي في الشوارع.. وبعد هذا الشهر يأتي موعد الصيانة. في المراكز المعتمدة من موزع السيارات وإدارات المرور.. وهذه المراكز تتقاضي ثمانمائة جنيه عداً ونقداً. مقابل كل مرة صيانة. ولا فكاك من ذلك. لأن الصيانة لابد أن تكون في هذه المراكز دون غيرها. وبالأسعار التي تضعها.. يعني من الآخر. احتكار وفرض عين.. يتبعه دفع القسط لدى البنك الذي يشترط وجود استمارة الصيانة لاستلام مبلغ القسط حتى يمنح السائق إشعاراً لإدارة المرور بإمكانية الترخيص. وإلا فلا!
تُري.. مَنْ صاحب المصلحة من وراء كل ذلك؟.. بل. من المستفيد الدوري من وراء كل هذه الأموال المدفوعة في الصيانة الدورية المتعاقبة تعاقب الليل والنهار؟.. ولماذا لا نرحم هؤلاء الناس ونخفِّفْ عن كاهلهم بجعل دورية الصيانة كل عشرة آلاف كيلومتر.. أليس ذلك أرحم بهم؟.. ومشاركة لهم في هم لقمة العيش المجبورين عليها؟!
***
وبعد..
نحن مع شوارع نظيفة. متحضرة. وسيارات تسر الناظرين. وإن كان لي تحفُظ على اللون الذي اختير لشكل التاكسي الخارجي. الذي جاء باهتاً لا تمييز فيه. على عكس تاكسي العاصمة.
نحن مع صيانة دورية. تحافظ على أمان السيارة ومستخدمها وراكبيها. وعلى جدتها ومتانتها.. لكنا لسنا مع مد الأيادي في جيوب هؤلاء. لنسحب منها. في كل شهر. ما داروا من أجله في كل الشوارع لتحصيله في النهار ليأتي أصحاب القرار في الليل ليجعلوه هباء منثوراً!
نحن في انتظار رأي إدارة المرور في ذلك!
منه لله ابو الفتوح خرب بيوتنا الله يفحره
منهم لله . ربنا يذلهم
منهم لله وربنا يذلهم
مراكز الصيانه لا تخضع لقانون……….لهذا تضع الايعار فى الصيانه كما تشاء مع الاتفاق لموكليها ……….. هرجله……فى هرجله………والضحيه السائق مابين الاقساط والصيانه والزحام وووووووووووووووو