مصريات
السيد البابلي
عادت إلي الأضواء من جديد أفكار التكفير والهجرة بعد ان كنا قد اعتقدنا أننا قد تخلصنا من هذه الافكار الهدامة التي أدت خلال فترة التسعينيات إلي اغتيال وزير الاوقاف الاسبق الشيخ الذهبي.
فالتنظيم الذي أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض عليه في الشهر الماضي وضم 25 شخصا هو ايضا تنظيما تكفيريا من جماعة أفتت بتكفير العاملين بالشرطة والجيش والهيئات القضائية والوظائف الحكومية وحرموا الصلاة في المساجد لكونها ضررا ولا يقام فيها شرع الله وحرموا الالتحاق بالمدارس والجامعات.
والحقيقة ان هذا الفكر لا يجد قبولا في مصر، ولذلك لم، تنتشر هذه الجماعات بكثرة ولم تضم إلا مجموعات قليلة من الناشطين، إلا ان ذلك لا يعني عدم خطورة هذه الجماعات التكفيرية إذ ان هؤلاء قد يكونوا اكثر شراسة وعنفا وميلا إلي ارتكاب الجرائم الدموية فهم قد استحلوا المجتمع واعتبروا انهم يحاربون مجتمعا كافرا، ولذلك لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة ضده.
وأعضاء جماعات التكفير والهجرة يعتقدون انهم بهجرتهم المجتمع واعتزالهم الناس من الاهل والاقارب والاصدقاء وعدم التعايش مع مؤسسات المجتمع إنما هم في جهاد مع النفس من اجل التمكن والوصول إلى اليوم الذي سيعودن فيه من هجرتهم للمجتمع الكافر.. “فاتحين” بعد ان طهروا أنفسهم من الدنس والخطايا وأصبحوا أكثر قوة وإيمانا.
ولقد بثت قناة “العربية” الفضائية تقريرا مهما عن مراحل تحرك أعضاء هذه الجماعات وهي مرحلة الدعوة ثم مرحلة الاستعطاف فمرحلة التمكن، وهي مراحل ثلاث يبيحون خلالها أرواح وأموال وأعراض كل من يخالفهم.
إننا قد نتعاطف مع بعض الجماعات الاسلامية التي تدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن مع هؤلاء الذين يكفرون الجميع ويستحلون دمنا جميعا فإن التهاون معهم سيعني تمهيد الطريق لحمامات من الدم.