الحب وصينية البطاطس
جلال عامر
أعتذر لك مقدماً أنك لن تجد فى هذا المقال طلبك بسبب التجديدات بمناسبة «رمضان»، فقد رأيت من باب التغيير أن أحكى اليوم «حدوته» ومن أراد سياسة فليأخذها «رمزية» ومن أراد حكاية فليأخذها كما هى، وثق أن الحب وحده لا يكفى بل يحتاج بجواره إلى صينية بطاطس باللحمة، وعندما يجىء رمضان لا تكن منطوياً كالقطايف أو ملتوياً كالكنافة..
وطلّع لحمة واسمع الحكاية (جاءنى عقد عمل فطار أبى من الفرحة وألقت أمى بنفسها من النافذة ابتهاجاً.. كانت رحلتى الأولى فى الطائرة وبالمصادفة أيضاً كانت الرحلة الأولى للطيار، إذ سمعته فى الميكروفون الداخلى يقول «كابتن حسام يحييكم فى رحلته الأولى ويقول لكم ربنا يستر».. ثم أمرتنا المضيفة قبل التحرك أن يهمس كل راكب فى أذن جاره قائلاً: «سلمها لله»..
تحركت الطائرة على الممر بصعوبة وصعدت بميل حاد وصوت فرقعة، لكننا شعرنا بالاطمئنان عندما سمعنا صوت الكابتن «حسام» وهو يؤكد للركاب أن «الدنيا فانيه وماحدش واخد معاه حاجة، وطلب من كل واحد فينا أن يقول أنا مسامحك» فى هذه الدربكة طلب جارى من المضيفة عصير دوم ثم سألنى: «هل تمخض الجبل فولد صخراً أم تمخض الحزب فولد فقراً».. قلت له إن هذا ليس وقته.. وزعت المضيفة علينا مصاحف وأناجيل ثم قالت: «خير الأعمال ختامها»..
سألناها: هل يوجد خطأ فنى؟ فنفت بشدة وجود خطأ «فنى» وقالت: «هناك فقط خطأ «إدارى»، لأن الشيف حسام مسؤول المطبخ ركب مكان الكابتن «حسام» قائد الطائرة.. تأكدنا من صدق كلامها عندما سمعناه يسأل برج المراقبة عن أسماء العدادات ومكان الفرامل، وهمس لى جارى «ما طار طير وارتفع/ إلا كما طار وقع»… حضرت المضيفة وقالت للركاب (حد فيكم يعرف يسوق طيارة؟) وعندما لم تجد قالت (الشيف حسام يحييكم قبل أن يغادر الطائرة ويقول لكم اتصرفوا بمعرفتكم) ضحك جارى وقال: «الحمد لله الطياره ح تقع»..
سألته عن سبب سعادته فقال: «أنا كنت فى حادث قطار الصعيد وأخذت عشرة آلاف جنيه وكنت فى العبارة إللى غرقت وأخذت عشرين ألف جنيه ولما تقع الطياره دى ح أكمل ثمن الشقة وأتجوز»).
نقلاً عن المصري اليوم