مصريات
وفجأة عادت السندريلا لتتصدر أخبارها كل وسائل الإعلام ولكن هذه المرة كانت السندريلا أصبحت جثة أمام عمارات ستيوارت تاور وسط لندن. ولأن الأضواء لم تتركها طوال حياتها فظلت وراءها حتى بعد وفاتها التي تحولت الى لغز. مرت 8 سنوات على هذا الرحيل المفاجيء والمأساوي ولكن ظلت السندريلا نجمة في السماء وظل لغز وفاتها على الأرض لم يحل.
النهاية المأساوية للسندريلا جاءت بعد معاناة مع المرض استمرت أكثر من 9 سنوات حيث عانت أوجاعا في الظهر في نهاية الثمانينات وبدأت الآلام تتزايد علىها و طلب منها زوجها السابق على بدرخان أن تعمل معه فيلم »الراعي والنساء« فلم تخذله ووافقت برغم تعبها الشديد، وبعد الانتهاء من الفيلم سافرت الى مرسيليا بفرنسا عام 1992 وأجريت لها عملية على يد الجراح الفرنسي البروفسير »رينيه لوي« في مستشفي دي لاكو نسيبسيون وكانت العملية تثبيت الفقرتين بصفيحة معدنية وعدة مسامير ، وفي عام 1995 أصيبت بالتهاب في الوجه يسمي شلل فيروسي في العصب السابع وأصيبت به عندما كانت نائمة . كانت هذه الإصابة على الوجه مفاجأة وكانت تتعالج بالكورتيزون الذي أدي الى زيادة في الوزن و تزايد في آلام الظهر بسبب تزايد الالتواء في الصفيحة المعدنية في العمود الفقري فقررت السفر للعلاج على حسابها الخاص، لكن ظل المرض يصارع السندريلا وتضاربت جميع أخبارها الى أن تم العثور على جثتها مساء يوم الخميس الموافق 21يونيو من عام 2001 ملقاة أسفل مجمع عمارات ستيوارت تاور وسط العاصمة البريطانية لندن، وأثبتت التحقيقات وقتها أنها سقطت من شرفة شقة بالطابق السادس كانت تقيم فيها قبل أيام من مصرعها لدي صديقتها البريطانية من أصل مصري نادية يسري.
مشهد النهاية كان أشبه بكثير بلحظة الميلاد ففي 26 من يناير عام 1944وولدت سعاد حسني في القاهرة لأم مصرية وأب مصري من أصل سوري. وكان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وترتيبها العاشر بين أخواتها، ولها شقيقتان فقط هما كوثر وصباح، وثماني إخوة لأبيها منهم أربعة ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها غير الشقيقات المطربة نجاة الصغيرة، وقد انفصلت والدتها جوهرة محمد حسن عن أبيها محمد حسني البابا فنان الخط المعروف عندما كانت سعاد في الخامسة من العمر، واقترنت الأم بالزوج الثاني عبد المنعم حافظ مفتش التربية والتعلىم، وفي حضانتها بناتها الثلاث كوثر وسعاد وصباح. لم تدخل سعاد حسني مدارس نظامية واقتصر تعلىمها على البيت وهو الأمر الذي طاردها وأشعرها بالنقص الشديد وارادت ان تبحث عن شيء يميزها وسط أشقائها فكانت بوابة السينما هي أقرب طريق لها وكان صاحب الفضل في اكتشاف موهبتها الفنية هو الشاعر (عبدالرحمن الخميسي)، وأشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير في دور أوليفيا، ثم ضمها المخرج هنري بركات عام 1958 لطاقم فيلمه حسن ونعيمة في دور نعيمة، ثم توالي بعدها تقديم الكثير من الأفلام والمسلسلات الإذاعية الى أن وصل رصيدها السينمائي الى91 فيلمًا منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1960الى 1970بالإضافة الى مسلسل تلفزيوني واحد هو مسلسل هو وهي، وثماني مسلسلات إذاعية.
وجاء ظهور سعاد حسني ليخلق نوعا من الصراع الفني علىها لتصبح بطلة تتصدر جميع أفيشات السينما المصرية وتزوجت سعاد حسني من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عام، ثم من على بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان لمدة أحد عشر عامًا انتهت في 1980ثم تزوجت زكي فطين عبد الوهاب ابن ليلي مراد والمخرج فطين عبد الوهاب لعدة أشهر فقط أما آخر زيجاتها فكانت من كاتب السيناريو »ماهر عواد« الذي ماتت وهي على ذمته
حصلت الفنانة سعاد حسني على العديد من الجوائز منها أحسن ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن دورها في فيلم »غروب وشروق« ثم جائزة من وزارة الثقافة المصرية خمس مرات عن أفلام الزوجة الثانية، وغروب وشروق، وأين عقلي، والكرنك، وشفيقة ومتولي.
وجائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصري خمس مرات عن أفلام أين عقلي، والكرنك، وشفيقة ومتولي، وموعد مع العشاء، وحب في الزنزانة وجوائز من مهرجان الإسكندرية وغيره عن فيلم الراعي والنساء وجائزة وأحسن ممثلة من جمعية فن السينما عن فيلم الراعي والنساء وأحسن ممثلة من وزارة الإعلام عام 1987 في عيد التليفزيون عن دورها في مسلسل هو وهي وشهادة تقدير من الرئيس أنور السادات.
رغم أن ظهور سعاد حسني على شاشة السينما المصرية كان علامة فارقة في تاريخ السينما إلا أنه بعد مرور ثماني سنوات على رحيل السندريلا لم تتذكرها السينما بأي عمل درامي يخلد مشوارها. العمل الوحيد الذي تناول حياة سعاد حسني كان مسلسل »السندريلا« بطولة مني زكي، و حتى هذه اللحظة مازالت السينما وصانعوها بعيدين عن القيام بعمل يجسد حياة السندريلا رغم ثراء هذه الحياة إنسانيا وفنيا. فما هي الأسباب؟
< المنتج كامل ابوعلى يقول دراما حياة الفنانة سعاد حسني كفيلة لصناعة أكثر من فيلم سينمائي فهناك الجوانب الإنسانية ونشأتها وسط عدد كبير من الإخوات بسبب تعدد زيجات والدها مما أثر علىها نفسيا فهذا الجانب يجب التركيز علىه لأنه دائما ما يكون سببا حقيقيا وراء إفراز الكثير من المواهب والتي تؤثر بشكل كبير في الحركة الفنية واتمني أن أجد السيناريو الجيد الذي يصيغ هذه الحالة الإنسانية بشكل درامي يؤثر في المشاهد العربي والمصري وحتى نجد هذا السيناريو يجب ان نجد أولا كل من كانوا قريبين منها في هذه الفترة ومازلواعلى قيد الحياة وللأسف ترددت كثير من الأقاويل المغلوطة التي من الصعب أن نستند الىها حتى لا يوخذ علىنا إننا قدمنا شيئا بعيدا تماما عن المصداقية واتمني ان يكون لشركتي الإنتاجية دور في تخليد ذكري الراحلة في عمل سينمائي.
< ويقول الفنان سامي العدل فكرة الخوض سينمائيا في دراما السير الشخصية أصبحت تمثل لشركات الانتاج عائقا حقيقيا أمام الابداع فدائما ما نواجه برفض حاد من الأسر بشأن تحويل قصة حياة فنان لعمل فني فهناك كثير من الكتابات والتنازلات من جميع الورثة وهو ما حدث معنا في مسلسل السندريلا حتى لايتم التحريف أو تشويه الصورة على الشاشة ويعرضنا لساحات المحاكم وانا لست ضد إنتاج أي عمل يتناول مشوار السندريلا بشكل جديد يرضي جميع الأطراف سواء الورثة أو الجهة الإنتاجية والجمهور وهو المتلقي الأول والحكم على العمل.
< ويري السينارست يسري الجندي أن الراحلة سعاد حسني مازالت تمثل ظاهرة فنية من الصعب تكرارها أو حتى استحضار شخصيتها في أي عمل فني والدليل على ذلك أننا حتى الآن لم نسمع أي تصريحات لشركات الإنتاج من أجل التحضير لعمل فني يتناول مشوارها وبالنسبة لي كسينارست لم أفكر في استحضار روحها لأن فيه قدرا كبيرا من الصعوبة فهي من الشخصيات النادرة وتركت بصمة قوية لدي المشاهد وأثرت في وجدانه من خلال أعمالها المميزة التي قدمتها حتى أغنياتها ارتبطت ببعض المواقف أو المناسبات مثل أغنية الدنيا ربيع ، ومع احترامي الشديد للفنانة مني زكي عندما جسدت الشخصية في مسلسل تليفزيوني فاعتقد ان التحدي كان بالنسبة لها صعبا فهناك فجوة بين المشاهد وعلاقته بدراما السير الشخصية، وفيما يخص خلافات الورثة اثناء الإعلان عن قيام إحدي الشركات بالتحضير لفيلم سينمائي يتناول مثل هذه الشخصيات يقول: السيناريست يسري الجندي أي عمل فني له مراجع تاريخية من خلال مؤرخين سواء في الناحية الفنية أو التاريخية الى جانب مسئولية وضمير الكاتب نفسه وفي حالة الخطأ هناك من يرشده بالإضافة الى أن قانون الملكية الفكرية وهو معتمد حاليا من مجلس الشعب يحدد طبيعة هذه العلاقة وهو ضمان للورثة حتى لاتتم المصادرة على أي عمل فني إبداعي وقبل دخولي أي عمل فني تدور احداثه حول السير الشخصية فلابد من مراجعة الجانب الأسري وهو ماحصل معي مؤخرا في مسلسل عبدالناصر لكن للأسف يوجد عندنا ما يسمي بفوبيا الورثة التي تجعلنا نجمل في الشخصيات حتى نرضيهم وهو منطق مرفوض وغير حضاري لايتناسب مع منطق الإبداع الموجود فالعمل أساسه إظهار كل سلبيات وإيجابيات الشخصية كنوع من المصداقية والغرب عندما يتناول هذه النوعية من الأعمال يقدمه بشكل ملئ بالانتقادات العنيفة فهي شخصيات ليست معصومة من الخطأ ومن وجهة نظري تحكمات الورثة نوع من الخلل ناتج ثقافة مدنية يجب أن نتخلص منها.
< بعد مرور 8 سنوات على رحيل السندريلا، ماذا تبقي؟
ـ الى هذه اللحظة أذكر كل شيء فأنا مازلت متأثرة بوفاتها فهي كانت بمثابة الأخت والأم التي قامت بتربيتي ورعايتي وكنت أعتبرها قدوتي في الحياة وعندما افتقدتها أصبحت أشعر بعدم الأمان وسعاد كانت إنسانة بسيطة جدا ومتواضعة وكانت تهتم بكل من حولها وكانت مختلفة عن غيرها من الفنانات فهي كانت لا تحب السهرات والحفلات، لا تقبل هدايا من أي شخص وكان بداخلها طفولة بريئة جدا وكان ذلك يظهر على وجهها وبداخلها أيضا أمومة قوية.
وقد حضرني موقف الآن لأبين مدي تواضعها وبساطتها ففي فترة الراحة »البريك« أثناء التصوير كانت تجلس مع العمال على الأرض أو على »طبلية« وتأكل معهم فهي كانت لا تفرق بين غني وفقير في المعاملة.
< ما هي آخر أخبار القضية في انجلترا؟
ـ هذا النوع من القضايا يكلف كثيرا لذلك شرطة لندن قامت بحفظ القضية لأنهم لا يريدون أن يكلفوا أنفسهم وأنا فعلت كل ما في وسعي من أجل عدم حفظ القضية ومعرفة الحقيقة واستطعت أن أحصل على أوراق هامة تخص القضية وقدمتها للنائب العام.. وأنا ـ ما حييت ـ لن أدخر جهدا وسأقاتل من أجل فتح القضية مرة أخري وهذا واجبي نحو أختي.
< لماذا تم تكذيب خبر زواجها من عبدالحليم ثم تأكيده بعد ذلك على الموقع الإلكتروني الخاص بها؟
ـ لم أتحدث بشيء إلا الذي قالته لي وأكدته هي للكاتب مفيد فوزي الذي نشرة في مقاله ووضعت المقال كما هو على الموقع.
< آخر أزواجها ماهر عواد هل مازال يتصل بكم؟
ـ من حين لآخر نتصل ببعض وهو أحد الورثة أيضا.
< ما حقيقة ما قاله جمعة الشوان بأن سعاد حسني كانت زوجته؟
ـ هذا تهريج وكلام فارغ ولا يمت للحقيقة بأي صلة وهو ليس لديه أي مستندات يواجهنا بها ولا أعرف ما هو هدفه من هذا الكلام والفترة التي قال فيها إنها زوجته كانت وقتها متزوجة من على بدرخان فكيف تكون متزوجة من اثنين في وقت واحد وأيضا هي من وسط غير وسط الشوان.
< كان هناك مشروع متحف توضع فيه مقتنيات سعاد حسني، لماذا لم يتم هذا المشروع الى الآن؟
ـ هذا المشروع يحتاج الى تكلفة مرتفعة جدا ودعم مادي وأنا عرضت هذا الموضوع على المختصين في وزارة الثقافة ويبحثون في الموضوع.
< اعتبر البعض أن مزاد بيع مقتنيات سعاد حسني تفريط في تاريخها؟
ـ أريد أن أوضح شيئا، نحن لا نستطيع أن نفرط في أي شيء يخص سعاد ولكن كل ما في الأمر أننا قررنا عمل مزاد على بعض مقتنياتها للتبرع بالعائد لصالح مستشفي سرطان الأطفال لتكون صدقة جارية على روحها.
< شقيقها عز الدين حسني قال إنه سوف يقوم بعمل كتاب عن سعاد حسني وأوصي بالنشر بعد وفاته؟
ـ عز الدين عاش 30 عاماً في السعودية وأعتقد أنه لايعرف عن سعاد الكثير وأنا لم أسمع بهذا الكلام من قبل ولكن إذا كان سوف يعمل ذلك فعلاً فلابد من نشر الحقائق.
< وأين ذهبت شقة الزمالك التي كانت تسكن فيها سعاد والمكتب التي كانت تدير منه شئونها؟
ـ شقة الزمالك كانت إيجارا وأخذها صاحبها أماالمكتب كان لوالدتي وكانت سعاد تحتفظ في هذا المكتب بملابس تصوير أفلامها وكانت تقوم أيضاً بعمل الماكياچ هناك قبل بدء التصوير وإذا كان هناك استعراض في فيلم ما تقوم بالتدريب علىه في المكتب.
< مارأيك في المسلسل الذي عرض قصة حياة السندريلا؟
ـ المسلسل لم يعرض الحياة الحقيقية لسعاد حسني وتمت الاساءة لكل الشخصيات الموجودة في المسلسل وهذا المسلسل تم رفع 63 دعوي قضائية ضده.
استطاعت السندريلا الوصول الى قمة النجومية وتربعت على عرش السينما لسنوات، ورغم هذا النجاح ظل يلازمها وسواس الفشل وزاد هذا الوسواس بعد فشل فيلمها »الدرجة التالتة« وعندما عادت للسينما مرة أخري مع فيلم »الراعي والنساء«، لم يكن استقبال الجمهور والنقاد لها كما توقعت فدخلت في مرحلة اكتئاب وسيطر علىها وسواس الفشل حتى النهاية.
والاكتئاب الذي يراه الناقد رفيق الصبان من وجهة نظره أنه ناتج من ثقافتها البسيطة والتي لم تستطع أن تميز ما هو أفضل وما هو وسواس جماهيري بمعني أن الفنانة الراحلة كانت تعاني بالفعل من وسواس الفشل خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته في تجربتها التي لاتنسي ” خلي بالك من زوزو ” لدرجة ان الوسط الفني في هذه الفترة لم يكن يناديها إلا باسم “زوزو”، وفي فترة تألقها الفني كانت تختار أعمالها بعناية ودقة شديدة وتعود الى مرجعها الأول ومستشارها سواء من الناحية الفنية او الشخصية “صلاح جاهين”، وبعد رحيل جاهين تشتتت أفكارها ولم تحسن اختياراتها.
ويقول الناقد نادر عدلي: سعاد حسني بدأت مشوارها السينمائي بشكل تقليدي ونجحت خلال فترة قصيرة لتصبح واحدة من نجوم الشباك، ولكن بعد أن قدمت السندريلا مجموعة ليست قليلة من الأفلام المتميزة مع مخرجين كبار وجدت أنه لم يعد ممكنا أن تشارك في أي أعمال إلا بعد كثير من التدقيق الذي وصل الى حد الوسوسة.
ويري الناقد محمد عبد الفتاح أن هذه الوساوس ليست عند الراحلة سعاد حسني فقط بل هي عند كثير من النجوم نتيجة ضغوط النجاح والخوف من الفشل، وسعاد حسني بعد الزيادة المفرطة في وزنها بسبب مرضها شعرت أن نهايتها اقتربت ورأت أن هذه الزيادة سوف تقضي على الصورة المرسومة في أذهان جمهورها خاصة من الشباب وهو ما أثر علىها بشكل كبير على تكوينها مما جعلها تختفي.
ويشير الناقد فتحي العشري الى أن الفنانة الراحلة سعاد حسني بدأت كبطلة منذ أول أفلامها ” حسن ونعيمة ” وحافظت على صورتها حتى آخر أفلامها الراعي والنساء لكنه قوبل بالرفض الشديد والذي كان من أهم أسباب تدهور حالتها الصحية وانعكس بشكل رئيسي على حالتها النفسية.
وتري الناقدة ماجدة موريس أن هذه الفترة شهدت تخبطا حادا في نوعية الاعمال المقدمة ولم يستطع أحد أن يدرك الى أي مدي ستصل الىه السينما المصرية فوجدنا صعود جيل جديد تدريجيا واختفاء جيل بأكمله مرة واحدة الى جانب تعدد شركات الإنتاج.
الصداقة القوية التي ربطت بين سعاد حسني والفنان سمير صبري كانت هي أكبر دافع لسمير صبري من أجل معرفة حقيقة وفاة سعاد حسني في لندن. فقدم ثماني حلقات تليفزيونية بعنوان »لغز رحيل السندريلا« وكشفت هذه الحلقات بعض النقاط الهامة حول وفاة السندريلا. وبين الصداقة ومحاولته كشف حقيقة وفاتها يتحدث.
< ما مدي صداقتك بالسندريلا؟
ـ علاقتي بالسندريلا كانت علاقة صداقة قوية وزمالة وهي رشحتني لثلاثة أفلام معها، وكانت سيدة بسيطة ومتواضعة جدا لكنها كانت قلقة ومتوترة ولاتستطيع أن تأخذ قرارا في حياتها أو عملها ولم يكن لها أصدقاء كثيرون، ودائما تعيش في حالة شك من الناس.. ويبتسم سمير صبري: عندما كنا نحضر سويا مهرجان التليفزيون عام 1966 علمتها قيادة السيارات.
< لماذا قمت بعمل التحقيق التليفزيوني حول وفاتها؟
ـ حبي الشديد لها، فعندما علمت بالحادث سارعت بحجز كاميرا التليفزيون حتى أستطيع تصوير وصول جثمانها في المطار. وبالفعل ذهبت وظللت أترقب نزول الصندوق الذي يحمل جثمانها من مخزن الطائرة.
وبعد نزول جثمان السندريلا تعرفت على السيدة »نادية يسري« صديقتها وأخذت رقم تليفونها ثم ذهبت بعد ذلك الى مستشفي الشرطة مع الجثمان وكان تقرير الطبيب الشرعي المصري هو نفس تقرير الطب الشرعي الإنجليزي الذي أوضح فيه أنها »خبطة على الرأس وكدمات زرقاء في وجهها«، وذلك يؤكد وجود مشاجرة ومقاومة من الراحلة وهناك سؤال يطرح نفسه. كيف لشخص ينتحر ويلقي نفسه من الطابق السادس ولايوجد كسور واحد في جسمه. ومن هنا بدأت أصر على معرفة الحقيقة وأن آتحقق ولا أحقق. وهذه هي الكلمة التي كنت أرددها في حلقاتي التليفزيونية، وبعد الجنازة بيوم اتصلت بالسيدة نادية يسري وطلبت منها أن تحكي لي عن الأيام التي قضتها مع سعاد في الفترة الأخيرة وطلبت منها أيضا الذهاب لشقتها في لندن والتي أقامت فيها السندريلا أيامها الأخيرة وذهبت فعلا الى هناك وقمت بتصوير البلكونة التي قيل إنها انتحرت منها، وعندما عدت الى مصر كان معي حصيلة كبيرة من التسجيلات التي استعان بها عاصم قنديل المحامي وكان يتابع القضية وترجمها وبناء عليه حاول أن يصل عن طريق الحلقات الى القضاء الإنجليزي ويطلب منهم إعادة التحقيق في القضية على أساس وجود شبهة جنائية لأنه كان معها 4500 استرليني ولم يتم العثور علىها.
< ما تفسيرك لهذه الواقعة؟
ـ حدوث مشادة مع بعض الأشخاص كانوا قد أتوا الى الشقة يطالبون نادية يسري بأموال وتدخلت سعاد فقام أحدهم »بخبطها« على رأسها وماتت في الحال ثم تم حملها الى الشارع أمام العمارة وتركت، والسيدة نادية يسري تعرف ذلك ولكنها خائفة لأنهم ربما هددوها ووقعت في حيرة من أمرها بين الصديقة التي قتلت وبين خوفها على نفسها وحياتها. وعندما تحدثت لنادية قالت لي إنها صديقة سعاد منذ 30 عاما وإن سعاد عندما كانت تأتي الى لندن تقيم في شقتها وهي متزوجة برجل مصري يحمل الجنسية الإنجليزية وهي أيضا مصرية وحصلت على الجنسية الإنجليزية.
< ما أغرب ما وجدته في حياة سعاد حسني؟
ـ السندريلا توفيت يوم 21 يونيو وهو يوم ميلاد عبد الحليم حافظ.. شيء أسطوري أن الاثنين جمعهما اليتم وعدم الشعور بالأمان والأسرة وأيضا الاثنان كانا يعشقان الموسيقي والرومانسية وعيد ميلاده ووفاتها هو يوم عيد الموسيقي العالمي والخسارة كلها أنه لايوجد سوي فيلم واحد فقط جمع بين عبد الحليم وسعاد وهو البنات والصيف. وكانت قد قدمت في هذا الفيلم دور أخته عام 1960.
الكاتبة والناقدة إيريس نظمي تقول: كنت آخر صحفية أجرت معها حوارا صحفيا من لندن وقالت لها »أنا تعبانة وسلموا لي على مصر« وكانت تشعر دائما إنها لن تعود لطبيعتها مرة أخري لدرجة إنها كانت تنظر لنفسها في المرآة وتقول »دي سعاد حسني معقولة« كانت على الشاشة ملكة إنما في الحياة الطبيعية كانت جارية لسعاد جسني. شخصيتها كانت ضعيفة لكن عندما تقف أمام الكاميرا تشعر إنها قوية جدا ولم يكن في حياتها نوع من الاستقرار ولم تكن سعيدة. أما بالنسبة لبيتها فلم تكن تهتم به مطلقا لأنها لم تكن سعيدة وإذا كان الشخص سعيدا فينعكس ذلك على بيته وكانت حياتها كئيبة والوحيد الذي استطاع أن ينتشلها من هذا الأكتئاب هو »صلاح جاهين« حيث كان من أعز أصدقائها وكان صديقهم الثالث هو الراحل »أحمد زكي« لدرجة إنه عندما توفي صلاح جاهين كانت سعاد مليئة بالحزن الشديد على فراقه لأنه كان يعد بمثابة صمام الأمان والسند لها وبالرغم من تدهور حالتها المادية في آخر أيامها لانفاقها على العلاج عرض علىها أمير عربي علاجها على نفقته الخاصة ولكنها رفضت كان لديها عزة نفس رهيبة ومن سماتها الشخصية إنها كانت حنونة ورقيقة وتتميز بالطيبة.
وأذكر عند عودة جثمانها في المطار كنا نستقل سيارة أنا ونادية يسري صديقتها التي كانت معها في لندن والسيد راضي وفاجأت نادية يسري بسؤال هل سعاد انتحرت ولا قتلت فأجابت انتحرت فغضب منها السيد راضي وحدثت مشادة كلامية بينهما.
أما عن آخر جائزة حصلت علىها عن فيلم الراعي والنساء هي جائزة النقاد فقد أقنعتها يسرا التي حصلت على جائزة أحسن ممثلة عن نفس الفيلم في مهرجان الإسكندرية بأن الجائزتين مثل بعض تماما عندما شعرت إنها تضايقت.
شاهد سعاد حسني على مصريات من فيلم صغيرة على الحب
http://www.youtube.com/watch?v=XJ8Zt6eqHv8