مصريات – في ظل التقنيات الحديثة وتدفق المعلومات وتطور العلوم وثورة الاتصالات والفضاء والحاسوب لم يعد المريض في حاجة كبيرة إلى الذهاب إلى الطبيب، فقد أصبح التداوي عن بعد منهجاً علمياً في هذا العصر الالكتروني الذي جعل من العالم عيادة صغيرة يتبادل فيها الأطباء والباحثون رغم بعد المسافات المعارف والخبرات.
كما يتابع الأطباء مرضاهم عبر أجهزة الاتصالات الحديثة بالصورة والصوت، حتى ان بعض العمليات الجراحية يتم فيها تبادل الخبرات الطبية مباشرة مع زملاء المهنة الموجودين في مواقع جغرافية بعيدة.
* ما هو تاريخ الطب الإلكتروني؟
تاريخيًا، في عام 1906 تمت محاولة لنقل صور إشعاعية للقلب عبر الهاتف، وفي عام 1924 نشرت الصحف الأمريكية تحقيقاً لمريض يتلقي النصائح الطبية من طبيبه عبر جهاز إذاعي، وبعدها قامت السفن البحرية ببث النصائح الطبية لركابها عبر البث الإذاعي، والتي يرسلها أطباء من اليابسة.
وفي الخمسينيات، استطاع فريق طبي كندي إنشاء نظام تصوير إشعاعي عن بعد، ثم كانت الطفرة العلمية في الستينيات عندما طورت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” نظامًا متكاملًا يؤمن لرواد الفضاء تلقي كافة أشكال العناية الطبية عن بعد، ثم توالت النجاحات في الطب الالكتروني لتغطي كل أقطار الدنيا.
* كيف يتم العلاج عن بعد؟
العلاج عن بعد يشمل مختلف المجالات الصحية للإنسان، بما فيها الحالة الجسدية والنفسية للمريض أو بمعنى آخر نقل المعلومات الطبية للمريض الكترونياً، بما في ذلك الصوت وأفلام الفيديو والصور والبيانات والتحاليل، ويكون ذلك متبادلاً بين المريض والطبيب المعالج، أو بين الطبيب وطبيب آخر يتابع المريض، ويستخدم في نقل هذه المعلومات التقنيات الحديثة للاتصالات بمختلف أنواعها سواء أجهزة الهواتف أو الاستقبال الفضائي وأنظمة GIS و GPS.
إن الحياة المتسارعة والمتنوعة والأنشطة التنموية المختلفة جعلت من تنقلات الإنسان أمراً ضرورياً، فقد يتواجد الناس في أماكن صحراوية بعيدة عن العمران أو المناطق الحضرية أو في مزارع أو غابات بعيدة أو يسافرون في البحار لأيام طويلة، وقد يتعرض الشخص لعارض مرضي غريب أو مرض لم يألفه المرافقون من الأطباء لذلك فإن الطب الالكتروني والعلاج عن بعد هو المنقذ والمظلة الآمنة لذلك فالهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب الصغيرة الحجم يمكن أن تمثل غرفة عمليات وعيادة شاملة للتداوي، ولكن يبقى الوعي المجتمعي والثقافة الطبية والبيئية والمعلوماتية من الضرورات اللازمة والهامة للإنسان ليواكب تطور هذه المعارف ويتفاعل معها مقتنعا بدورها الإيجابي في العلاج، فالناحية النفسية والروحية من أهم عوامل الشفاء بعد مشيئة الله.
إن تسارع وتيرة الحياة والزيادة الكبيرة في عدد السكان والزحام المروري وتكدس الطرق والشوارع بالآليات والمركبات والبشر؟!! جعل من زيادة الاعتماد على الطب الالكتروني من الأهمية بمكان إضافة إلى التلوث الكوني والضغوط المتلاحقة على البيئة.
* العلاج عن بعد في بريطانيا وأمريكا
في بريطانيا، تم إدخال الكثير من نواحي العناية الصحية عن طريق العلاج عن بعد، لتصل إلى آلاف المرضى بالإرسال والتلقي وهم في منازلهم، وقد وفر هذا الأسلوب الحديث الوقت والجهد والمال أيضاً واستفاد منه شرائح كثيرة من الناس وخاصة كبار السن ومرضى الشيخوخة وأصحاب الاحتياجات الخاصة.
في أمريكا، أصبح الطب الالكتروني منهجاً واسع الانتشار، حيث تقوم الأجهزة التي تم تزويد المريض بها بإرسال معلومات عن القلب والتنفس والرئتين والضغط وفحص حقنة الإنسولين قبل أن يأخذها مريض السكر، وتراقب الأجهزة المريض وتتبع حالته وانتظامه في استخدام العقاقير عن طريق استخدام صوت “منبه” لمواعيد تناول الأدوية، وتقوم الطائرات بالمساعدة في المناطق النائية.
* العلاج النفسي عن بعد عبر الطب الإلكتروني
يساعد الطب الالكتروني في العلاج النفسي أيضا وتوجيه النصائح لمرضى القلق والتوتر والخوف والشك والإحباط والأرق عبر شاشات الكمبيوتر. ولتشجيع المرضى على الاسترخاء وراحة النفس والروح والسكينة.
كما يساعد هذا المنهج الحديث على متابعة الأطفال وتأمين صحتهم، خاصة في المدارس والنوادي. ومتابعة التجمع البشري كالحدائق والمتنزهات.
* أهمية استخدام الطب الالكتروني في الدول العربية
إن متابعة كل جديد في العلوم أو الطب أو الفضاء واكتساب الخبرات العالمية والاستفادة منها في وطننا العربي يجب أن يمثل أولوية لدى متخذي القرار والعلماء والباحثين ورجال الاقتصاد والأعمال، فتشجيع استخدام هذه المناهج الجديدة والمتقدمة من معايير التفوق والتحضر وتعمير الكون.