مصريات
استيقظ الأهالي على صوت ارتطام شديد.. وصرخات هزت سكون الصبح.. العروس التي لم تكمل عدة أيام سقطت من بلكونة شقتها في الدور الرابع.. لم تزل على قيد الحياة.. استدعى المارة والجيران الاسعاف ونقلوها الى المستشفى .. حالتها صعبة جداً.. كسور في الحوض والعمود الفقري مما أثار دهشة الجيران.. وفزع الأب الى ابنته العروس التي تزوجت رغماً عنه وقرر ألا يزورها وألا يراها ولكنه هرع إليها فالأمر جلل.. لم يكن وفور وصوله احتضن ابنته وراح في نوبة بكاء شديد حزناً على العروس التي خلعت فستان الفرح ليلف جسدها بأربطة الشاش.. ولكن شيئاً غريباً لاحظه الأب وسط كل هذه الاصابات وهو آثار ضرب على أطراف يدي العروس وبدأ يشك في الأمر وانتظر مع أفكاره حتى استطاعت ان تتحدث سألها ماذا حدث.
لم تجبه العروس التي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها ولكنها بكت وطلبت منه ان يسامحها وبكى الرجل وتدخلت الأم وبدأت تتودد الى ابنتها بعد ان انتابهم شعور بأن الأمر ليس طبيعياً.. وقالت العروس لأمها انها تشاجرت مع زوجها وزوجة خاله التي تقيم معها بعد ان انتابتها الشكوك وطلبت منه تطليقها فرفض واشترط ان توقع على ايصالات أمانة وان تتنازل عن جميع حقوقها ففعلت ولكنه لم يطلقها وقام بحبسها في غرفة وأغلق عليها الباب حتى انهارت وهددته بأنها ستلقي بنفسها في الشارع ان لم يسمح لها بالخروج والعودة الى بيت ابيها فقام بفتح الباب ودارت مشاجرة بينهما ولم تشعر الفتاة بنفسها إلا وهي في المستشفى .
بدأت حكاية العروس عندما تقدم شاب لخطبتها ووافق الأب على ذلك وراح العريس يجهز للزواج ولكنه لم يكن يملك المال اللازم واقنع والد العروس بأنه سيدخل “جمعية” لاتمام الزواج ودفع أول شهر ثم طلب من والد عروسه دفع الشهر الثاني بحجة أنه يمر بضائقة مالية وخلال أيام سوف يعيد له ما دفعه وفعل الرجل ما أراد ولكن العريس لم يسدد بل بدأ يبتز والد عروسه ويقترض منه مستغلاً تعلق الفتاة به حتى انه علم ان حماه من اقترض مبلغ ستة آلاف جنيه من البنك فطلب منه اقراضه ثلاثة آلاف جنيه حتى يستطيع ان يتم الزواج ولكن الأب رفض فقام باقناع عروسه ببيع الشبكة التي لا تتعدى دبلة ومحبس فقط وجاء بأخرى فالصو حتى لا يعلم الأب ولكن أم العروس استطاعت كشف الحقيقة وعرف الأب حينما وجد معركة بين الأم وابنتها واختفى العريس وبعد أيام خرجت العروس من منزل والدها بحجة شراء بعض الاشياء ولم تعد وبحث الأب عنها في كل مكان فلم يجدها حتى جاءه تليفون من زوجة خال العريس التي يقيم معها لتخبره بأن ابنته موجودة عندهم منذ عدة أيام وإنها تزوجت من خطيبها عرفياً وتقيم معه وثار الأب وكاد عقله ان يطير ولكن ما باليد حيلة ذهب الى ابنته كاظماً غيظه خوفاً من الفضيحة وحتى ينقذ ما يمكن انقاذه.. اخبرته زوجة خال العريس بأنهم كتبوا ورقة عرفية لأنهم عندما ذهبوا الى محام يطلبون منه عقد الزواج عرفياً فرفض إلا بحضور الأب لصغر سن العروس وطالبت الأب بأن يذهب معهم الى المحامي لعقد القران ووافق الرجل مكرها فالعريس دخل بها ولم يعلم أحد وان لم يفعل ستكون فضيحة وتمت مراسم الزواج وقبل ان ينصرف الأب قال لابنته انه منذ ذلك اليوم لايريد ان يراها وانصرف الرجل يجرجر ازيال الخيبة ولم تمض سوى اربعة أيام حتى جاءه خبر سقوط ابنته من البلكونة.
العروس الصغيرة كانت تحكي لأمها حكايات مثيرة كلما افاقت من غفوتها حكايات تؤكد ان وراء الحادث عملاً اجرامياً ولم تطل الاحاديث فبعد عدة أيام ماتت العروس متأثرة بجراحها وحررت الأم محضراً بأقوال واعترافات ابنتها التي اتهمت زوجها وزوجة خاله بضربها على يديها وهي معلقة في البلكونة حتى سقطت على الأرض وكان ما كان وامرت النيابة بضبط واحضار العريس وزوجة خاله ومضي أكثر من 45 يوماً ولم يتحرك أحد في قسم شرطة السلام ثان بالقاهرة.
يستغيث الأب المكلوم بالسيد حبيب العادلي وزير الداخلية اصدار اوامره بسرعة ضبط واحضار المتهمين تنفيذاً لقرار النيابة حتى يأخذ العدل مجراه.
atfo