مصريات – شهر رمضان عند المسئولين عن الفضائيات يمتليء ببنات و رقص وسهر حتى الثالثة صباحا.. أموال يضخونها في الاعلان عن مسلسلاتهم وبرامجهم لكي تجلب لهم أضعافها من اعلانات تستهدف المشاهدين الذين تم حشدهم طوال أيام الصيام.. كم هائل من المسلسلات والبرامج بطلتها بشكل عام المرأة ابتداء من يسرا في مسلسل خاص جدا الذي صدعنا التليفزيون المصري بأنه “حصري” مع انه هو الذي رفع شعار “مفيش حاجة اسمها حصري.. كله عندنا” حشد هائل من النجمات بكل الألوان والأزياء والجرأة وتهديد الأخلاقيات أحيانا.. وهاهي ملابس يسرا في مسلسلها والسمنة الزائدة في دلع الهام شاهين في مسلسلها والضحكات البلهاء لماجدة زكي في مسلسلها و”كلام نسوان” قصة اخرى لجميلات الشاشة في مسابقة لجذب المشاهد مع تامر وشوقية.. والجزء الخامس من راجل وست ستات و هالة والمستخبي وقلبي دليلي و نوسة وبسبوسة.. باختصار المرأة محور منتجات رمضان.
وفي زحمة النسوان وقصص الحب الفاشلة والعلاقات المتشعبة التي تربط رجلا تعدي الخمسين بن في عمر ابنته وحيرته أمام زوجته وكيف يتصرف معها ضاعت قناة جادة مثل أزهري التي يقول الاعلان عنها في الصحف انها وقف لله تعالي ينفق ريعها بالكامل على وجوه البر والاحسان ولعل كثيرين لم يشاهدوها رغم ان ترددها على النايل سات لا يعرفه الكثيرون وهو .10872
ضاعت في الزحام ايضا د.هالة سرحان على شاشة دريم ببرنامج لم يأخذ حقه من الدعاية لدرجة ان كثيرين يتصورون انه قديم يعاد بثه.
ان رمضان عند هؤلاء الذين دفعوا الملايين لجذب المشاهدين فرصة للربح والشهرة.. واشغال الناس الذين ينتمون الى فئة اخرى تعرف رمضان الحقيقي على انه شهر الصيام والفضيلة والعبادة.. وصوت المؤذن وإمام المسجد يصلي التراويح وانوار المساجد المضاءة طوال الليل.. هذا هو رمضان الحقيقي الذي يجمع الناس بهدف واحد وهو صيام عن الطعام والشراب والموبقات منذ الفجر حتى المغرب وافطار بجمع الاسرة ويجعل للحياة طعما مختلفا.. فالشوارع تخلو من الناس ساعة الافطار والدنيا كلها تنطلق بعد العشاء.. رمضان الحقيقي عند هؤلاء الناس فرصة للعبادة والسعي لعفو الله سبحانه وتعالي.. فيه تقيد الشياطين وتفتح ابواب السماء للرحمة والمغفرة والعتق من النار.. لكن شياطين البشر ينطلقون هذه الأيام من الفضائيات لتسلية الناس وإشغالهم بالدنيا.
لعل طارق نور هو الفائز الأكبر في هذا الشهر الكريم فكثير من اعلانات القنوات تتولاها شركته وكان لقناته “القاهرة والناس” نصيب كبير من إعلانات رمضان.. ولابد من الوقوف أمام تلك القناة التي قدم فيها خبرته الكبيرة في الدعاية والاعلان والاعلام ايضا فجذبت الناس منذ أول يوم لبثها مع بداية الشهر الفضيل ولا يقلل من نجاح القناة ظهور وجوه غير مصرية بل ان ذلك كان اضافة جيدة “رولا جبريل وطوني خليفة ” من ألمع مذيعي العالم العربي والفضاء الآن لم يعد مصريا خالصا ولا عربيا خالصا.. انه خليط من كل الجنسيات.
رولا جبريل مذيعة بالتليفزيون الايطالي وهي من أصل فلسطيني إلا انها لاقت قبولا المشاهد المصري رغم نبرة الغرور في لهجتها وذهول عينيها وهي تتحدث.
طوني خليفة لا يختلف كثيرا عن محمود سعد وربما كان الأخير أكثر ثقافة وألفة مع الضيف ومع المشاهد.. لكن نوعية الاسئلة والتي يركز فيها طوني على النواحي الجنسية تختلف قليلا.