نفس المشاهد تتكرر في مختلف وسائل النقل الجماعي: الزحام شديد والأجساد متلاصقة والأنفاس ملتهبة والنظافة غائبة والسلوكيات سلبية, فالركاب يستخدمون وسائل المواصلات لنقل كل شيء وأي شيء: طيور وخضراوات وفواكه وأسماك وأجهزة منزلية ومنقولات وغيرها, فضلا عن التدخين الذي يزيد التهاب الحرارة في هذا الصيف.
هذه السلبيات حذر الخبراء والأطباء من خطورتها في نقل العدوى, خاصة أن مرض انفلونزا الخنازير يمكن انتقاله في حالة عدم استخدام المطهرات في الأماكن المزدحمة, وبرغم أن وزارة الصحة أصدرت تعليماتها بتطهير وسائل النقل إلا أن المشهد العام وشكاوي المواطنين تؤكد أن النظافة منعدمة.. فهل تكفي الملصقات المنتشرة في وسائل المواصلات لمنع الخطر دون أن يواكبها تغيير في سلوكيات الركاب وأسلوب تنظيف وتطهير هذه الوسائل؟!
خذ مثلا أتوبيسات النقل العام في موقف الجيزة وخاصة الخطوط المتجهة إلي الحوامدية والهرم وكفر غطاطي والمنيب وترعة الزمر, فهي تحمل الركاب ومعهم الأرانب والحمام وغيرها من السلع متجهين بها إلي وسط العاصمة, ويؤكد عبدالله صيام ــ محام إنه يتعامل مع وسائل النقل الجماعي لأنة لا يمتلك سيارة. ولكنه لم يلمح أي وسائل تطهير أو حتي نظام في الأتوبيس أو الميكروباص برغم اكتظاظه بالركاب, واصفا هذه الوسيلة بأنها قنبلة بيولوجية فهي أسرع وسيلة لنقل العدوي في حالة ظهور وباء ــ لا قدر الله ــ ويشترك في الرأي محمد عبدالراضي ــ موظف ــ الذي يقول, نضطر لاستخدام الميكروباص لأن أتوبيسات النقل العام لا تحتمل فهي أشد زحاما, ولايوجد عربات كافية منها لخدمة المناطق شديدة الزحام, في ظل عدم اعتراض رجال المرور علي زيادة حمولة الميكروباصات التي تعتبر وسيلة نقل الأمراض في الأيام العادية بسبب الزحام ولكن ماذا سنفعل في ظل هذه الأزمة؟! ويوجه عدد من الركاب نداءاتهم لرجال المرور ومباحث هيئة النقل العام للتدخل.
الحال بمترو الأنفاق لايختلف كثيرا, فالزحام الشديد خاصة وقت الظهيرة كما أن القذارة واضحة ليست فقط علي الأرضيات, ولكن علي أسطح المقاعد أيضا, هذا ما تؤكده نسرين موظفة وزينب ثابت اللتان قالتا إن عربات الخط القديم للمترو في حالة يرثي لها وفي منتهي القذارة وفضلا عن ذلك يتأخر القطار كثيرا, فهناك أكثر من20 دقيقة بين كل قطار وآخر, كما أن التهوية غير كافية, مع أن المترو يخدم2,5 مليون راكب يوميا.
أما الميكروباصات فإن الشكاوي منها مضاعفة وتقول مني محمد استخدام الميكروباص لكي أرحم نفسي من زحام الأتوبيس, لأنه وسيلة غير آدمية, وبرغم مضاعفة الأجرة إلا أن جشع سائقي الميكروباص يجعل من هذه الوسيلة علبة سردين, فبرغم أن عدد الركاب12 فإنه يصل غالبا إلي أكثر من20 راكبا وهو ما يجعل منه وسيلة سريعة جدا لنقل العدوي, حيث يتنفس كل راكب في وجه الآخر.
يؤكد بعض السائقين بأتوبيسات النقل العام أنهم لايعلمون أي شيء عن تطهير الأتوبيسات أو حتي غسلها ويؤكد المهندس سعيد عيسي إن الهيئة تقوم بتنفيذ عدة إجراءات وقائية لمنع إنتشار المرض بين الركاب وأهم هذه الاجراءات هي رش أرضيات الأتوبيسات قبل خروجها من الجراجات, ووضع أغطية من البلاستيك علي المقاعد بدلا من الأغطية القماشية في جميع سيارات الهيئة, كما أكد أنه تم تشديد التعليمات لسائقي ومحصلي أتوبيسات النقل العام علي ضرورة فتح النوافذ, كما أصدرت الهيئة تعليماتها لمسئولي الجراجات بضرورة غسل السيارات يوميا بالماء والصابون.
ويؤكد الدكتور مصطفي عرفان رئيس الادارة المركزية للشئون الطبية بهيئة النقل العام أن الهيئة تعمل وفق خطة للوقاية ضمن خطة متكاملة مع وزارة الصحة وتعمل علي محورين: الأول السيارات والثاني الأفراد.
بالنسبة للسيارات منذ الإعلان عن ظهور انفلونزا الخنازير يتم تعقيم مقاعد السيارات وأرضياتها بالكلور يوميا قبل كل دورة والتنبيه علي أهمية التهوية والحفاظ علي نظافة السيارة, كما أنه سيتم قريبا إمداد الجراجات التابعة لهيئة النقل.
العام بأجهزة حديثة للتطهير والتعقيم لمساعدة العاملين باتوبيسات الهيئة في تطهيرها.
وبالنسبة للأفراد ـ أي ركاب اتوبيسات النقل العام فهناك تعليمات بمتابعة ظهور أي حالات أولا بأول وفي حالة وجود أي شك بظهور اي حالة بين العاملين ترسل مباشرة إلي مستشفي الحميات, كذلك تم لصق جميع المنشورات التي اصدرتها وزارة الصحة للمواطنين في جميع مواقف الاتوبيسات وعلي جدارية بعض السيارات وهي تحتوي علي ارشادات للمواطنين توضح كيفية التعامل مع مرض انفلونزا الخنازير وكيفية تجنب الاصابة وسرعة الكشف عنها.
وبالنسبة لوسائل النقل الجماعي بالشركات الخاصة واتوبيس القاهرة الكبري ارسلنا لها التعليمات التي يجب اتخاذها موضحا بها مواد التطهير التي يجب استخدامها وطريقة استخدامها ونسبة تركيزها.
اما بالنسبة للعاملين بالهيئة تتم المتابعة بشكل دوري وعلي كل رئيس إدارة مركزية متابعة إدارته والالتزام يكون طبقا للعقد المبرم بين الهيئة وادارات النقل.
وعن مدي التزام شركات النقل الجماعي بتعليمات هيئة النقل العام يقول الدكتور مصطفي عرفان ان الهيئة تشرف علي هذه الشركات بما فيها شركة أتوبيس القاهرة الكبري ويؤكد المدير التنفيذي للمشروع ان20% من اتوبيسات النقل الجماعي لديها ملصقات بالارشادات الوقائية من وزارة الصحة. كما ان هناك ملصقات بالمواقف العامة.
وعن حالة الزحام الشديد في غالبية خطوط اتوبيسات النقل العام ومدي إمكانية زيادة عدد الاتوبيسات لهذه الخطوط يؤكد المهندس سعيد عيسي ان اسطول الهيئة بالكامل يعمل بشكل يومي.
ومن جانبه يقول المهندس محمد صادق حسن المدير التنفيذي لمشروع شركات النقل الجماعي إنه منذ بداية ظهور الوباء في العالم عقدت وزارة النقل لقاء حضره جميع رؤساء ومديري عموم الشركات بحضور وزيري النقل والصحة لشرح المشكلة وتوضيح الموقف عالميا ومحليا وافادوا باتخاذ الاجراءات الوقائية وضمنها اسلوب التوعية لجمهور الركاب والعاملين وما المفروض اتباعه داخل هذه الاتوبيسات لمنع تفشي الوباء, كما ارسلوا لنا اسماء المواد التي يمكن استخدامها في تطهير السيارات وبالفعل بدأت بعض الشركات تنفيذ تلك التعليمات والبعض الآخر اكتفي بالغسيل ولكن ما يزعجنا هو السلوكيات السلبية لبعض المواطنين من مستخدمي هذه الشركات حيث كثيرا ما يقوم هؤلاء بمسح ايديهم وربما وجوههم في الستائر والمقاعد لذلك قررنا إلغاء الستائر من السيارات. وتؤكد الدكتوره سوسن الغزالي استاذ الصحة العامة والطب السلوكي بجامعة عين شمس إن هناك سلوكيات يجب اتباعها في اثناء الاوبئة أولها سلوكيات الجهات المعنية مثل الوزارات والمؤسسات والادارات والهيئات وغيرها وثانيها سلوكيات الأفراد حيث يجب أن نقلل من مساحة التعرض للاصابة بالمرض والثاني كيف نزيد من المناعة الطبيعية أو المكتسبة للافراد ضد الوباء وبالنسبة لوسائل النقل الجماعي. فانه يجب رش المركبات الجماعية بمادة مطهرة كل4 ساعات علي الاقل, وتخفيض الكثافة داخلها من خلال زيادة عددهاحتي لا يكون هناك اضطرار لوقوف الركاب, ويجب تحسين التهوية بهذه المركبات ومنع التدخين داخلها وبصفة عامة فان هناك نصائح توجه للمواطنين سواء خلال استخدامهم لوسائل النقل الجماعي أو خلال ممارستهم لحياتهم اليومية ومنها.
ـ غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار وتطهير أسطح المكاتب والمناضد والارضيات باستخدام مطهر عادي كالكلور أو الفنيك وليس أكثر من ذلك حيث تنوعية هذا الميكروب ضعيف وينتهي بابسط المطهرات.
ـ رفع مناعة الجسم الضعيفة وذلك عن طريق الاقلاع عن التدخين والبعد عن الاماكن سيئة التهوية.
رفع المناعة الصحية للافراد وهذا يتطلب الحذر من المتقلبات الجوية وعدم الوجود في الاماكن المكيفة مركزيا لأن التكييف المركزي لا يجدد الهواء وأهمية صيانة فلاتر مكيفات الهواء حيث أنها بيئة صالحة للفيروسات والميكروبات والبكتيريا ثانيا.. رفع مناعة الجسم بالتغذية الصحية والحرص علي تناول فيتامين ج من مصادره الطبيعية كالليمون والخوخ والبرتقال والبروتينات التي تدخل في تكوين الاجسام المضادة وبعض الاطعمة مثل الثوم والكرنب والقرنبيط والبروكلي لانها من الأغذية الورقية البانية لجهاز المناعة.
استخدام الكمامات الواقيه للفئات الاكثر تعرضا مثل العاملين بالمطارات والحدود والاطباء والممرضات العاملين بالمستشفيات والمتعاملين مع الجماهير كموظفون السينما والفنادق.
عزل مرضي انفلونزا الطيور عن مرضي انفلونزا الخنازير حتي لا يحدث تبادل للفيروسات.
معظم المدن الكبرى فى مصر تقع على النيل وفروعه ولذا فإن النقل النهرى قليل التكاليف فى بنيته التحتية والصيانة هو الحل
طيب وهل يا تري حد هيسمع للكلام ده