إذا كانت مروة وأسرتها تضرروا من الحادث فإن كل الأقباط متضررون من العنف ضدهم في مصر
الجريمة تثير تساؤلات حول الطائفية والعنصرية في مصر و ألمانيا
مصريات
نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز لابريطانية تقريرا أمس قالت فيه إن المظاهرات التي اندلعت في مصر حزنا على شهيدة الحجاب مروة الشربيني والتي قتلت في ألمانيا في مطلع الشهر الجاري منددة بالعنصرية والتطرف الالماني و الغربي ضد المسلمين لابد أن تكون حافزا للمصريين للتفكير في وضع الأقباط الذين يقع عليهم الظلم والعدوان كل يوم في بعض القرى المصرية .
وقالت الصحيفة البريطانية إنه طالما انزعج المصريون من التطرف ضد مسلمة في المانيا فإن عليهم التووقف عن الإضرار بالأقباط لمجرد أن أحدهم قرر إقامة قداس بشكل سري في منزله، فبالرغم من أن المتضررين من حادث المانيا هم مروة الشربيني وأسرتها بشكل مباشر، فإن معظم أقباط مصر متضررون مما يحدث ضدهم .
وأشارت الصحيفة في التقرير الذي نشرته في موقعها على الانترنت إلى أن رد الفعل الغاضب في مصر لم يكن فقط بسبب بشاع الجريمة التي ارتكبت ضد امرأة حامل ولا بسبب الشعور المصري بعمق الكراهية ضد المسلمين ، ولكن أيضا كان بسبب التجاهل الرسمي والإعلامي للجريمة في المانيا، مؤكدة أن الجريمة التي وقعت في المانيا ورد الفعل عليها في مصر لابد أن تثير تساؤلات حول العنصرية و الطائفية التي أصيب بها الطرفان.
وألمحت الصحيفة إلا أن رد الفعل المصري كان مبالغا فيه ضد الشرطي الذي دعى إلى قاعة المحكمة أثناء مهاجمة القاتل لمروة الشربيني وأطلق الرصاص على قدم زوجها ظنا منه بأنه هو المعتدي، مشيرة إلى أن المصريين تعاملوا مع الشرطي باعتباره شخصاً عنصرياً لأنه افترض منذ اللحظة الاولى أن الزوج هو من يثير العنف فقط لأنه مسلم.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن مقتل مروة الشربيني يجب أن يدفع عقول الجميع إلى التفكير فيما إذا كانت فوبيا الاسلام قد بدأت تستشري في المجتمع الاوروبي أم لا، وما الطرق التي يمكن من خلالها إزالة هذه الفوبيا لديهم ، ولكن رد الفعل المصري على الجريمة لابد أن يوضع في إطار نقدي أيضا ، فالمصريون أطلقوا على مروة اسم شهيدة الحجاب و نقابة الصيادلة دعت إلى مقاطعة الادوية الالمانية كرد فعل على الجريمة.
وأوضحت فاينانشيال تايمز أن هناك نقظة مهمة لم يلتفت أحد إليها قبل الحديث عن عنصرية كل الالمان ضد المسلمين ، هي أن أول من أبلغ عن مضايقات القاتل هم جيران مروة الشربيني من الألمانييين وأن الجريمة تمت بعدما أنصفها القضاء الالماني وأصدر حكما ضد القاتل لصالحها.
وقالت الصحيفة أن العنصرية و الطائفية ليست غائبة عن المجتمع المصري ، ففي نفس الوقت الذي يشكو فيه مئات الآلاف من السودانيين من سوء معاملتهم في مصر ، فإن الآلاف من الأقباط يعانون من الأحداث الطائفية والعنف الذي يرتكبه الكثير من المسلمين ضدهم ، وهو ما يستحق أن يتوقف المصريين مع أنفسهم بشأنه و التفكير في تقييم علاقتهم بالاقباط من جديد