انجولا 2010 مقبرة الاساطير الافريقية
مصريات
ياسر قاسم
في الوقت الذي خرجت فيه بطولة أمم أفريقيا انجولا 2010 بأي نجم جديد من نوعية اللاعبين السوبر ستار شهدت كأس الامم الافريقية ذاتها انتهاء لعهد اساطير الكرة الافريقية من كبار النجوم الذين صالوا وجالوا في منافساتها وكانوا دائما احد ابرز معالمها في السنوات العشر الاخيرة على الأقل.
والمحزن ان النهاية جاءت مأساوية بعد انجولا 2010 لهؤلاء النجوم الكبار الذين طالما شرفوا القارة السمراء وحققوا انجازات نسبت لها في الملاعب الاوربية من خلال ارتدائهم لقمصان أشهر انديتها الكروية .
ويأتي على رأس قائمة هؤلاء الاساطير الذين كتبت لهم نهاية مؤلمة الاسد الكاميروني صمويل ايتو والفيل الايفواري ديديه دروجبا والنجم المالى عمر كانوتيه والنيجيري المخضرم كانو والغاني مايكل إيسيان .
اما من اصحاب الشهرة الأقل فهم المدافع الكاميروني الشهير سونج ومواطنه وزميله بالفريق جيرمي نجيتاب صاحب التمريرة الشهيرة للاعبنا محمد ناجي جدو التي اسفرت عن هدف في شباك فريقه امام الفراعنة في مواجهة دور الثمانية بالبطولة والمهاجم الانجولى الشهير امادو فلافيو والايفواري ارونا دينداني ومواطنه عبدالقادر كيتا .
بالرغم من ان ايتو لاعب إنتر كان يطمع قبل انطلاق انجولا 2010 بالتتويج بطلا لأفريقيا للمرة الثالثة مع فريقه بعد ان كان عضوا بالمنتخب الكاميروني الذي حقق اللقب عامي 2000 و2002 الا أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه بعد ان تحطمت آماله وطموحاته على صخرة سفينة الفراعنة الذين ردوا عمليا على تصريحات ايتو ورفاقه قبل المواجهة بين الفريقين في دور الثمانية .
ومع الخروج المهين لايتو الذي لا يفصل بينه وبين اتمامه العام 29 سوى ايام قليلة جدا باتت فرصة مشاركته في بطولة 2012 صعبة للغاية خاصة وانه لم يقدم المستوى المعروف عنه خلال انجولا 2010 والذي كان سببا في تتويجه كأفضل لاعب افريقي ثلاث مرات متتالية اعوام 2003 و2004 و2005 ولكن الفارق كبير جدا بين ايتو انجولا 2010 وايتو الاعوام السابق ذكرها وهو ما يعجل بانتهاء مشواره مع فريق بلاده بعد المشاركة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ولن يستعجل ايتو اعلان اعتزال اللعب الدولى قبل المشاركة في المونديال المقبل .
ويضاعف من احزان ايتو انه خذل جماهير الكاميرون بشدة ولم يتمكن من اعادة الاسود للصدارة في أمم أفريقيا انجولا 2010 ولم يكن غريبا ان يتلقي ايتو كافة الانتقادات التي وجهت للاسود بعد الخروج المهين من أمم أفريقيا لاسيما وان الجميع لديه قناعة ان الاسود كانت بعيدة كل البعد عن مستواها الحقيقي رغم وجود مجموعة من افضل اللاعبين الا ان الواضح ان الشيخوخة طالت هذا الفريق وفي مقدمتهم الاسد ايتو.
بدأ الفيل الايفواري ديديه دروجبا نجم كوت ديفوار وتشيلسي الانجليزي وافضل لاعب افريقي موسم 2006/2007 وكأنه يريد ان يبكي بعد توديع بطولة أمم أفريقيا وهو خالى الوفاض مع بقية زملائه الافيال الاخرين الذين كانوا صغارا جدا بـ انجولا 2010 .
يعيش دروجبا الآن في حالة معنوية سيئة للغاية لانه بعد قيادته لمنتخب بلاده في ثلاث دورات متتالية لأمم أفريقيا لم يحصد خلالها اي لقب ولم يضف لبلاده اي جديد على المستوى الافريقي حتى ان الصحافة العاجية وصفت جيل دروجبا ورفاقه الذي يعتبر من ابرز اجيال الكرة الايفوارية بالفاشل لانه لم يتوج بطلا للقارة السمراء ولم يزد القاب الافيال عن اللقب الوحيد الذي حصلوا عليه في عام .1992
وفشل دروجبا في قيادة زملائه نجوم الدوريات الاوروبية الشهيرة في تحقيق انتصار لبلاده ببطولة امم افريقيا انجولا 2010 وهو ما زاد من تحمله المسئولية الكروية وينذر بقوة ان انجولا 2010 هي نهاية المطاف للفيل الايفواري دروجبا في أمم أفريقيا بل ان هناك احتمالات قوية لأن يكتب نهايته الدولية مع الافيال بعد انتهاء مشاركته في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا مثل ايتو تماما خاصة وانه سيكمل عامه ال 32 بعد عدة ايام قليلة وتحديدا يوم 11 مارس المقبل .
ولم يقدم دروجبا ما يذكر له في انجولا 2010 حتى انه لم ينجح في هز الشباك سوى مرة وحيدة عندما سجل هدفا من بين اهداف كوت ديفوار التي احرزتها في مرمى غانا بالدور الاول.
من ناحية أعلن عمر كانوتيه النجم الاسطوري للكرة في مالى اعتزاله اللعب الدولى مع منتخب بلاده بعد انجولا 2010 وعبر عن ذلك بواقعية جدا من خلال التأكيد على انه بلغ من العمر 32 عاما وانه يفضل ان يترك الفرصة للاجيال الصاعدة لتقدم نفسها وتعلن عن وجوده لعلها تستطيع ان تحقق ما اخفق هو في الوصول اليه.
وقدم كانوتيه اسفه الشديد لانه لم يستطع ان يحقق حلم جماهير بلاده برؤية منتخب مالى في النهائي الذي لم يصل اليه الفريق الا مرة واحدة فقط عام 1972 وخسر وقتها اللقب امام الكونغو بالهزيمة 2/3 ومنذ ذلك الوقت ومالى تجاهد في مشوارها الكروي وازدادت الآمال مع ظهور كانوتيه افضل لاعب افريقي 2007 والذي استطاع ان يقود الماليين باقتدار في بطولة أمم أفريقيا 2004 حتى المربع الذهبي ولكن الفريق خسر امام المغرب 0/4 وعاد ليخسر مجددا في مباراة المركزين الثالث والرابع امام نيجيريا 1/2 ليحقق المركز الرابع وهو نفس المركز الذي تحقق للماليين في بطولة .2002
ولكن كانوتيه خذل جماهير مالى في 2006 ولم ينجح في التأهل مع فريق بلاده من الاساس ولكنه عاد في بطولة غانا 2008 ولم يقدم شيئا وخرج من الدور الاول لتأتي انجولا 2010 بفشل جديد لكانوتيه احد اساطير الكرة الافريقية ليعلن الاستسلام وينسحب في هدوء من الساحة الافريقية مفضلا استكمال مشواره الاحترافي مع فريقه الحالى اشبيليه الاسباني.
أسطورة أخرى من أساطير الكرة الافريقية النسر النيجيري نوانكو كانو الذي سيكمل عامه ال 34 في اغسطس المقبل لاعب انتر ميلان الايطالى وارسنال الانجليزي السابق وبورتسموث الانجليزي الحالى وافضل لاعب افريقي عامي 1996 و1997 والذي بدأ مسيرته مع منتخب النسور الخضر في عام 1994 وسطر انتصارات جميلة ومدوية للكرة النيجيرية بالحصول على لقب كأس العالم للشباب تحت 17 عاما عام 1993 وذهبية الكرة في اولمبياد اطلانطا 1996 والمشاركة في كأسي العالم للكبار 1998 في فرنسا و2002 بكوريا واليابان بخلاف انجازاته على المستوى الشخصي مع الاندية التي لعب لها لعل ابرزها الحصول على دوري ابطال اوروبا مع انتر ميلان الايطالى عام 1995.
وبرغم كل هذه الانجازات كان نوانكو كانو ضيفا ثقيلا على منتخب بلاده في انجولا 2010 ولم يلعب سوى دقائق معدودة ولم يستفد منه النسور الخضر ولا من خبرته الطويلة مع كرة القدم فودع انجولا 2010 والمؤكد انه سيودع معها أمم أفريقيا ولن يظهر فيها مرة اخرى وقد لا يستطيع التواجد مع النسور في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا بعدما ظهر انه لم يعد يعتمد عليه بالفريق النيجيري ليصبح نوانكو كانو صاحب اسوأ نهاية لنجوم أفريقيا في انجولا 2010.
يعد اللاعب الغاني مايكل ايسيان واحدا من ألمع نجوم القارة السمراء في كرة القدم منذ انتقاله الى صفوف نادي تشيلسي الانجليزي في عام 2005 ليظهر على الساحة بقوة وينافس على لقب افضل لاعب افريقي وعلى الرغم من مشواره في أمم أفريقيا كان قصيرا الى حد ما فلم يظهر في بطولاتها الا عام 2006 ولم يكن له دور واضح الا انه تألق وظهر في البطولة التي استضافتها بلاده في عام 2008 وقادها حتى المركز الثالث وعاد ليظهر مجددا في انجولا 2010 ولكن في مباراة وحيدة امام كوت ديفوار وخسرها فريقه 1/3 وتعرض للاصابة التي تأكد معها صعوبة استمراره في المشاركة بالبطولة ليتابع مبارياتها من المدرجات.
ومن المحتمل ألا يظهر ايسيان في أمم أفريقيا 2012 خاصة وانه سيكمل عامه الثامن والعشرين في نهاية العام الحالى ودون اي يحقق أن لقب مع منتخب بلاده او يستفيد منه النجوم السوداء.
ومع هؤلاء النجوم الكبار يظهر لاعبون من اصحاب الدرجة الثانية في الشهرة والنجومية والذين كتبت نهايتهم ايضا بـ انجولا 2010 لعامل السن امثال الكاميروني سونج 33 عاما والذي انهى مسيرته بشكل سيئ على دكة البدلاء بعد تكرار اخطائه الدفاعية القاتلة ومواطنه جيرمي نيجتاب 32 عاما وينضم إليهما فلافيو امادو 30 عاما حاليا وان كان هناك احتمالات ضئيلة لظهوره اذا ما نجح منتخب بلاده في التأهل اساسا للبطولة المقبلة .
ولكن يختلف فلافيو في انه ظهر بمستوى جيد جدا بالبطولة وازمته كانت في ان منتخب بلاده لم يساعده في استكمال المسيرة بـ انجولا 2010.
وفي منتخب الافيال ظهر النجمان ارونا دينداني 30 عاما الذي جاءت نهايته مؤلمة جدا لعدم مشاركته مع فريقه في اي مباراة بينما كان عبد القادر كيتا 29 عاما صاحب الهدف الجميل في مرمى الجزائر افضل حالا حيث كان يعتمد عليه المدير الفني للافيال كبديل في المباريات.
وبالطبع فان هناك عددًا من نجوم منتخبنا المصنفين ضمن اساطير الكرة الافريقية تحوم حولهم احتمالات انتهاء مشوارهم مع أمم أفريقيا بسبب عامل السن ولكن الفارق كبير بينهم وبين السابق ذكرهم لان مشوار هم سيختتم وهم في اعلى القمة حتى لو لم يحصلوا على اللقب وبالطبع يتصدر القائمة عصام الحضري صاحب ال 37 عاما وان كانت احتمالات استمراره اكبر باعتبار ان حارس المرمى عمره اطول دوليا من اي لاعب اخر بالفريق بخلاف تحلي الحضري بروح الحماس والحفاظ على نفسه ورغبته في تحقيق انجاز على المستوى الشخصي .
ويظهر بعد الحضري المخضرم الصقر احمد حسن 34 عاما قائد منتخبنا الوطني ويدخل معه بالصورة المدافع الصلد وائل جمعه صاحب ال 35 عاما وسيد معوض 31 عاما وعبد الظاهر السقا 36 عاما والاخير فرصته في الاعتزال الدولى شبه مؤكدة خاصة وانه لم يشارك الا في مباراة وحيدة امام بنين في ختام الدور الاول وهاني سعيد ومعتصم سالم وكليهما سيتم عامه الثلاثين قبل نهاية العام الجاري .