انيس منصور
أجمل الأغنيات أبسطها.. أسهلها.. أقلها كلمات. وليست كثيرة في الغناء العربي.
إنني أتحدث عن الأغنيات المحترمة. وليست الأغنيات الراقصة.. أو الرقصات الغنائية.
أستبعد أغنيات أم كلثوم، فهي طراز خاص من الغناء والأداء والأبهة اللحنية والفخامة الموسيقية.. وهي التي نقول معها طوال الوقت: الله يا ست.. الله.. يا عظمة على عظمة..
أما الأغنيات التي يمكن أن تحفظها في لحظة وترددها في اللحظة الأخرى فهي قليلة العدد، ربما كانت أغنية واحدة لكل فنان، أي أغنية واحدة لكل خمسين أغنية..
فمن أغاني فيروز السهلة البديعة: أغنية يا ابا لا..لا.. تسمعها فلا تعرف الفرق بين الغناء والموسيقى.. كلها موسيقى أو كلها غناء..
وأغنية شادية: يا اسمراني اللون حبيبي..
وأغنية سيد درويش: أنا هويت وانتهيت..
وأغنية محمد عبد المطلب: ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين..
وأغنية يارا وفضل شاكر: أخذني معك..
وهذه الأغاني من أجمل وأرق وألطف الأغنيات العربية.. والسبب سهولة العبارة وقلة الكلمات ورومانسية اللحن..
أما الأغنيات الحديثة أو الجديدة أو المعاصرة أو الموضة، فهي خشنة فيها كثير من الجليطة وقلة الذوق وفيها تراكيب نابية. يضاف إليها حركات المطرب أو المطربة.. إما عضلية أو جنسية. لا تعجبني. ولكن ليس هذا رأي الشبان. فبعض الشبان لا يطيقون الاستماع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش. لماذا؟ قديمة طويلة بطيئة..
استمعت إلى مناقشة في إحدى الإذاعات العربية بين عدد من الشبان ـ بنين وبنات. والموضوع: ما الذي يعجب ولا يعجب. أما الذي لا يعجب فكل ما يذاع. أما الذي يعجب.. فأكثره أغنيات أوروبية أو ما يشبهها من الأغنيات العربية.
فساد في الذوق؟ لا. وإنما ذوق خاص لا يعجبك. وأنت أيضا لا تعجبهم.. ولكننا نتعايش في كل شيء. ولا ألوم الشبان. ولا قدرة لي عليهم. وكما أنه لا قدرة لهم علينا..
سألت بعض الشبان إن كانت هذه الأغاني البسيطة السهلة الرقيقة الرومانسية التي ذكرتها تعجبهم. فقالوا: لا!
* نقلاً عن جريدة “الشرق الأوسط”