مصريات – انيس منصور
أتابع كرة القدم لكي انشغل بها عن أي شيء آخر. ولكن ليس هذا شيئا ممتعا. فالذين يجدون المتعة هم الذين يستغرقون في الفرجة والمناقشة والمشاهدة وقراءة الصحف وانتظار اليوم الموعود.. ولكني أعبر الشاشة والشاشات وأجد المباريات المصرية وأتوقف. وأحاول ان اكون طرفا ضد طرف. أحاول. ولم أفلح. وبذلك فقدت شرط المتعة وهو أن أكون منافسا لأحد أو ضمن فريق ينافس فريقا آخر.. وأجدني مش فاهم. فأتوقف عند الثلاثي المحترم للتحليل الرياضي: طاهر ابوزيد وعصام عبدالمنعم وفاروق جعفر.. طبعا خبراء علماء. ومع ذلك لا أفهم ماذا يقولون. أحيانا كنت أتصور انهم يتكلمون عن الشطرنج.
وكل ما ينقصني هو أن آتي برقعة الشطرنج وأرتب الخيول والعساكر والافيال والملك والوزير. ولكن اكتشف انها لعبة أخري غير الشطرنج. فالأسماء التي يذكرونها كلها مصرية وليس من بينها روسي واحد ـ وهم آلهة الشطرنج.. اذن هي لعبة أخري.. يجوز كرة القدم. وفعلا هي كرة القدم.. وهم أساتذة كبار.. وأنا في مدرسة محو الأمية الرياضية, ولذلك يقولون ما لا أفهم. ولا أدعي أنني فهمت أو حاولت فاذا اتجهت الي الملعب فالمعلق يقول كلاما آخر ويمتدح اللاعبين وينفعل. وأنظر الي الشاشة فلا أجد مما يقول شيئا.. لعلها مباراة كرة قدم وضع عليها تحليل لمباراة أخرى. يجوز. فأنا لا أستطيع أن أقطع بشيء.
والخلاصة: ما لم تكن عاشقا لكرة القدم والعشق هو: الفهم+ الحماس+ التعصب.. وإلا فلا متعة!