اهلا بالعيد .. حكايات من الزمن اللي فات
مصريات
ممتاز القط
عيد سعيد وكل سنة وانتم طيبين .. لا مؤاخذة اشتريتم جزم اصل احنا زمان ليلة العيد كان لازم نطقم.. كله سنييه يعني ماركات. قميص وبنطلون من شركة بيع المصنوعات ودي سمعتها كانت زمان زي بيير كاردان ولازم جزمة جلد من أم ٩٩ قرش من باتا.. أي والله الجزمة كانت بـ جنيه إلا قرش صاغ والقرش ده كان ممكن يكفي الواحد يوم كامل يدلع نفسه بيه، ولأن والدي كان تاجرا.. يعني العملية كانت مبحبحة شويتين كان كل يوم في العيد يعطينا ٥ قطع من أم ٥ قروش فضة وعليها صورة الملك فاروق الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللي تحت دماغه.
كنا نقضي أول أيام العيد في القاصد على بحر شبين وهو هويس ضخم يرفع المياه القادمة من النيل الى فرعين من فروع بحر شبين ويحيط بالمكان مجموعة من الأشجار الضخمة التي تتدلى غصونها لتحيط المكان بجو من السحر والروعة فشر ولا مارينا أو مرسى علم. وكان لدينا تقليد صارم وهو أن تجتمع عائلة القط كلها على مأدبة غداء ضخمة تعدها أمي أطال الله عمرها وتضم جميع أنواع المحشي والحمام المحشي بالإضافة للحوم والدجاج حيث يدور حديث من الأشجان بين أفراد الأسرة وعندما يأتي المساء كنا نتجمع كاصدقاء ونذهب الى منطقة بلاج وهبه في أول طريق كفر المصيلحة والذي اصبح جزءا من شبين الكوم الآن.
وهو مرسى مراكب قديم يملكه واحد من أشهر المقاولين رحمه الله وهو عمي وهبة سويلم الذي كان ممتلئ الجسم ويرتدي الجبة والكاكولا وكان من أثرياء المنوفية وكان صديقا لجدي ووالدي رحمهما الله. البلاج كان مسرحا لسباقات العوم داخل بحر شبين الكوم والذي كان يتعرض للجفاف في رمضان من كل عام وكيف كان يمكن للإنسان أن يمشي على قاع البحر الذي تتخلله جداول صغيرة للمياه وكنا نقول دائما »البحر خس -أي نقصت مياهه- وفي ساعات المساء المتأخرة نذهب للسينما اليتيمة بتاع الخواجة وكان سعر التذكرة ٩ مليمات والعرض مستمر لثلاثة أفلام واتذكر انني كنت ادخل هذه السينما مجانا ومعي أي عدد من الأصدقاء لأن الخواجة صاحبها كان من اصدقاء والدي أما أفراد الأسرة فكانوا يجتمعون حول جهاز الراديو الذي يقدم بعض الأغاني الجديدة وذلك قبل اختراع التليفزيون.
كل سنه وأنتم طيبين ويارب يعودها علينا بالخير.