مصريات
أجواء الرواية : بنيان روائي استثنائي يستوحي من قصص الأنبياء الإطار العام للسرد و الأحداث ، لدينا هنا الحارة التي يحكمها الجبلاوي ثم التفايل التي تبدأ الظهور مع أبنائه إذ يولد أدهم من سيدة سمراء و يبدو هو الأقرب إلى الجبلاوي من باقي أبنائه فيتمرد ابنه إدريس الأمر الذي يؤدي الى طرده من الحارة، فيصبح إدريس معاديا لأدهم ثم يوسوس لأحد أبنائه ليقتل أخاه ، و يتشعب الأبناء في الحارة التي ينشأ فيها ثلاثة أحياء ، و تتوالى الأحداث حتى يستطيع “عرفة” في النهاية أن يقتل الجبلاوي.
تفاصيل أكثر : كتبها العالمي نجيب محفوظ بعد طول توقف عن الكتابة الروائية دام لخمس سنوات ، بدأ نشر الرواية مسلسلا على حلقات في جريدة الأهرام عام 1959 ، مما دعا عدداً من علماء الدين و الازهر إلى المطالبة بوقف نشرها ، لكن الكاتب الكبير “محمد حسنين هيكل” رئيس تحرير الأهرام -آنذاك- أصر على الاستمرار في النشر حتى تنتهي جميع حلقاتها ، ثم جرى اتفاق ودي بعدم نشر الرواية في صورة كتاب داخل مصر فصدرت طبعتها الأولى عن دار الآداب اللبنانية عام 1962 .
لماذا الاعتراض؟ : فكرة محاكاة قصص الانبياء كانت مزعجة جدا لعلماء الأزهر ، رغم أنها -بشكل نظري- لا يوجد فيها ما يسئ للاديان ، ثم جاء قتل “عرفة” لــ”الجبلاوي” في نهاية الاحداث ليعتره البعض “كفرا” لأنهم افترضوا أن الجبلاوي يرمز إلى الله سبحانه و تعالى فيما يرمز “عرفة ” الى العلم ، كانت هذه وجهة نظر متشددة لأن محفوظ لم يقصد ذلك مطلقا قائلا أن قصص الانبياء كانت الإطار الفني للرواية و لكن القصد الأساسي كان نقد الثورة و النظام الاجتماعي الذي كان قائما حينما صدرت .
كيف يمكن أن تقرأها : حتى عام 2006 لم يكن متاحا للراء سوى نسخة دار الآداب اللبنانية “المهربة” لدى باعة الكتب الذين يضعونها في أماكن سرية، لكن مع إصدار دار الشروق أول طبعة مصرية للرواية ،قبل رحيل محفوظ بثمانية أشهر فقط و بمقدمة كتبها د.أحمد كمال أبو المجد ترضي التيار الديني ، أصبحت الرواية متاحة في كل المكتبات.