حالة من المشاعر المتناقضة يعيشها باسم السمرة هذه الايام، فهو غاضب لحذف مشاهد عديدة له من فيلم »ابراهيم الابيض« ويشعر بالحزن لأنه يري أنه بذل فيها مجهودا استثنائيا، لكنه لا يملك الا الاستسلام لأنها رؤية المخرج في النهاية، ووسط محاولاته التخلص من كل ذلك بالانشغال في تصوير مشاهده في مسلسل »هالة والمستخبي« جاءه خبر فوزه بجائزة أحسن ممثل في مهرجان روتردام عن فيلم »بصرة« ليشعره بسعادة فقدها لفترة رغم حالة النشاط الفني التي يعيشها، تلك الحالة التي جعلته يشارك في ثلاثة أفلام في موسم واحد هي: الفرح، المشتبه، وإبراهيم الأبيض!
في البداية يقول باسم: ماحدث بعد تصوير الفيلم ان المخرج مروان وحيد حامد وجد ان مدة العمل تجاوزت الساعات ثلاث فاضطر لحذف عدد من المشاهد التي يراها من وجهة نظره غير مؤثرة في الفيلم فحذف من مشاهدي ومن مشاهد »عمرو واكد« و »محمود عبدالعزيز« و »فرح يوسف« حتي يصل بالفيلم لمدته الطبيعية ليخرج الفيلم بالشكل الذي يعرض حاليا لكنها وجهة نظره كمخرج للفيلم.
> وما رد فعلك تجاه حذف مشاهدك؟
- غضبت بشدة لانني قدمت أقصي ما في وسعي وبذلت مجهودا كبيرا للخروج بالمشاهد في أحسن صورة ممكنة، حيث أنها كانت تتمتع بقدر كبير من الأكشن وكان هذا نوع جديد بالنسبة لي وفي نفس الوقت هي مشاهد صعبة وهو ما أحزنني لأنها أخذت مني مجهودا بدنياً وذهنيا كبيرا
> وما أهم المشاهد التي تم حذفها؟
- أحد هذه المشاهد جعلني اشعر بالرعب اثناء تصويره حيث كان في غاية الصعوبة لانني أقفز من الطابق السابع، وقد أديته بمساعدة خبراء أجانب من جوهانسبرج ساهموا في تدريبي عليه.
كما ان هناك مشاهد أخري مع أحمد السقا عبارة عن مطاردات تم حذفها ايضا.
> هل تري أن هذه المشاهد فعلا . كانت مؤثرة في احداث الفيلم؟
من وجهة نظري هي مشاهد مهمة ومؤثرة في احداث الفيلم ولكن الكلمة الأخيرة في النهاية للمخرج وهو المسئول الاول والأخير عن الفيلم والرؤية التي يطرحها.. وعموما الاختلاف في الرأي لم يفسد علاقتي بمروان حامد حيث تربط بيننا صداقة وثيقة، ورغم انني شعرت بالغضب كما سبق ان ذكرت إلا أن الصحف تناولت الموضوع بشكل مبالغ فيه جدا.
> ما رأيك فيما تعرض له الفيلم من نقد لاذع حتي ان بعض النقاد وصفوه بأنه فيلم »دموي«!؟
- الفيلم يطرح مشكلة أري أنها من المشكلات التي لابد أن يلقي الضوء عليها أكثر من ذلك بغض النظر عن كم الدموية في الفيلم ،فهو لا يحرض علي ذلك بل يسرد حالة العنف التي أصبحت متزايدة بشكل كبير ولا تقتصر فقط علي العشوائيات وأنما أيضا وصلت إلي مختلف الاحياء فانتقل العنف إلي عالم رجال الاعمال والسياسة وغيرها حتي في كرة القدم لدرجة ان العنف أصبح سمة هذا العصر.
وهذا ماأراد ان يطرحه المخرج مروان حامد والمؤلف عباس أبو الحسن.
> في الوقت الذي كنت تشعر فيه بالحزن لحذف مشاهد حصلت على جائزة أحسن ممثل في مهرجان روتردام عن فيلم »بصرة« فهل شعرت بأن هذا عوضك بعض الشيء؟
بالتأكيد هذه الجائزة جاءت في الوقت المناسب فهي مهمة بالنسبة لي خاصة ان الفيلم يشكل حالة مختلفة وبذلت فيه مجهودا كبيرا كما ان الفيلم حصل علي عدد من الجوائز المختلفة سواء جائزة أحسن إخراج وأحسن سيناريو، فضلا عن جائزة احسن تصوير في اسبانيا.
و سعدت كثيرا بهذه الجائزة لانني حصلت عليها و أنا في القاهرة حيث لم أسافر لاتسلمها وذلك بسبب ظروف انشغالي في تصوير مسلسل » هالة و المستخبي «.
> سبق لك الحصول علي العديد من الجوائز، أيها تشعر انها الاقرب إلي قلبك؟
- تعتبر جائزة روتردام هي سادس الجوائز الدولية التي أحصل عليها كما انني حصلت علي جوائز محلية مختلفة منها أحسن ممثل دور ثان عن فيلم »قبلات مسروقة« في مهرجان الاسكندرية، لكني أعترف ان الجوائز التي أحصل عليها من الخارج هي الأقرب الي قلبي. أشعر بسعادة بالغة وينتابني احساس مختلف لأنني أشعر انني أمثل مصر في الخارج وهذا يحملني مسئولية أكبر في عملي، الجوائز هي تكريم للفنان عن الأعمال المؤثرة التي يقدمها لكنها في الوقت نفسه تحمله عبء الاستمرار وأكثر الجوائز أهمية في حياتي هي جائزة مهرجان جوهانسبرج فهي لها طعم خاص حيث لم يحصل عليها من مصر سوي الفنان العملاق احمد زكي.
> قدمت في فيلم الفرح دورا صغيرا.. ألم تتردد في الموافقة عليه؟
- لم أتردد ولم أقلق من صغر مساحة الدور لان الفيلم عبارة عن لوحة فنية رسمت بشكل ابداعي متميز رصدنا فيها ملامح الاحياء الشعبية وما يدور فيها، كما ان الفيلم عمل جماعي ولا يعتمد علي البطل الاوحد الذي يمثل من الجلدة للجلدة فهذا المنطق اصبح غير موجود وسادت في الفترة الاخيرة البطولة الجماعية مثل »الفرح« و كباريه« و »قبلات مسروقة« وغيرها، فضلا عن أن جميع المشاركين في الفيلم مساحتهم علي الشاشة متساوية تقريبا وما يحدد ذلك احداث الفيلم نفسه الذي يحكي عن العشوائيات او الاحياء الشعبية، وكان هناك نوع من المبارزة التمثيلية بين ابطال الفيلم وهذا كله في مصلحة العمل.
> المناطق العشوائية جذبت صناع السينما مؤخرا.. ما الجديد الذي قدمه فيلم »الفرح« في هذا المجال؟!
- أري أن فيلم الفرح مختلف عما قدم، رغم ان المناطق العشوائية أو الشعبية هي التيمة السائدة في معظهم الافلام مؤخرا ولكن الذي لفت نظري أيضا في الفيلم انه يحكي صورة حقيقية من الواقع دون اي تزييف و يظهرهم بشكل مختلف عما قدم من قبل و هذا يرجع ايضا إلي المخرج سامح عبدالعزيز و المؤلف أحمد عبدالله.
> هل ترددت على أفراح شعبية قبل قيامك بالدور؟!
ترددت علي مناطق شعبية مختلفة، وحضرت عددا من الافراح الشعبية ومارصده الفيلم هو ما يحدث في الواقع.
> وما المشهد الذي يرتبط بقصة حدثت اثناء التصوير ولا تستطيع ان تنساها؟!
- مشهد نهايتي علي يد دنيا سمير غانم حيث أن كان من المشاهد التي تحتاج إلي مجهود كبير وفي نفس الوقت به مشاعر واحاسيس متباينة.
> في فيلم » المشتبه « تقوم بدور ضابط شرطة، وهو دور يتكرر كثيرا في الأعمال الفنية، فما الجديد الذي تقدمه في هذا الاطار؟
- أقدم دور ضابط شرطة شريف ومحايد يحاول دائماً أظهار الحقيقة حيث انه يبحث عن الجاني في جريمة قتل غامضة وهو دائماً في حالة صراع مع نفسه ومع المشتبه فيهم من أجل الوصول إلي الحقيقة الغائبة، فضلا عن أنني دائماً أبعث عن الجديد والمختلف ولا احاصر نفسي في اداء أدوار معينة سواء أكشن أو رومانسية.
> ما الذي جذبك في الفيلم؟!
انه مختلف عما قدمته من قبل كما أن به مشاهد أكشن و مطاردات و هذا ما يجذبني.
> ماذا عن مسلسل » هالة و المستخبي «؟!
- أقوم فيه بدور زوج الفنانة ليلي علوي ولدينا خمسة أولاد وتنتمي إلي الطبقة الفقيرة ولكن ماجذبني إلي العمل هو أنه حقق امنيتي التي كنت أرغب فيها منذ زمن وهو ان أعمل مع ليلي علوي وتحققت هذه الامنية من خلال المسلسل الذي بذلنا فيه مجهودا كبيرا أثناء التصوير حيث كنا نصور بالكاميرا في الشوارع ومعنا ليلى علوي مما يتسبب حولها في عدد من المشاكل اثناء التصوير، نتيجة تجمع الجمهور ،ولم يتبق لي الا مشاهد معدودة حيث ننتظر عودة المخرجة مها أبو عوف من الخارج لاستكمال المسلسل.
> عندما نستعرض اعمالك السينمائية والتليفزيونية تجد معظمها تسير في اتجاه ادوار الشر، هل هذا مقصود؟
- أنا أفضل التنوع في الادوار ولكن السبب في شعور البعض بهذا الامر هو التأثير الكبير الذي تتركه هذه النوعية من الادوار، فأدوار الشر لها تأثير فعال و قوي علي الجمهور، و رغم ذلك أزعم اني لم احصر نفسي في ادوار الشر و أفضل تقديم جميع الأدوار سواء كانت رومانسية او خير او شر او كوميدي و هذا ما أسعي له دائماً علي سبيل المثال قدمت فيلم »الوعد« وهو دور شر وفي فيلم »بصرة« لم اقدم شخصية شريرة وأيضا في فيلم »قبلات مسروقة« قدمت دورا رومانسيا كما انني لعبت في المشتبه دور ضابط شرطة شريف.