الفران والنقاش بلطجية العمرانية مزقا كارم بالمطواة في عز الضهر
مصريات
مي ياقوت
“كارم” ولدي كان غلبان.. شاب نصف أعمى فقد إحدي عينيه في إصابة عمل قبل حوالي شهرين ومعملش حاجة يستاهل عليها الموت.. منهم لله بلطجية العمرانية حرموني من ضنايا وحرقوا قلبي عليه.
خرجت هذه الكلمات الحزينة من بين شفاتي والدته آمال زيدان محمد تملؤها الحسرة وممتزجة بدموع الأم المكلومة بعد أن راح ولدها في عز شبابه ضحية البلطجة وعلى يد اثنين من المسجلين خطر في عز الظهر ووسط ذهول الناس.
كارم الذي لم يتعد عمره 18 عاماً من شارع سوهاج في العمرانية الجيزة دفع حياته ثمناً لشهامته عند محاولته إغاثة صديقه “محمود” من أيدي البلطجية عندما عاتبهما على معاكسة الطالبات أثناء خروجهن من المدرسة.
مات “كارم” الغلبان مثلما كان يلقبه سكان شارع أبناء سوهاج بمنطقة العمرانية الغربية بالجيزة لأنه كان شاباً محبوباً في حاله وليس له في المشاكل.
صراخ ودموع.. ألم وحسرة على فقدان الابن والشقيق والجار صاحب القلب الطيب الذي ضاع بسبب العنف والفتونة على الخلق.
كيف وقعت الجريمة وما هي ظروفها وملابساتها.
ماذا قالت أسرة القتيل؟!
وفي لقاء مع اسرة القتيل بمكان حادث تلك المأساة الدرامية.
قالت والدته آمال زيدان محمد “54 سنة” بصوت حزين كان “كارم” شاباً ملتزماً طيب القلب وابناً باراً وصديقاً مخلصاً شهد له الجميع بحسن السيرة فلم يكن له في المشاكل كان إنساناً بسيطاً وفي حاله حتى إننا لم نكد نسمع له صوتاً في المنزل من شدة هدوئه.
انخرطت الأم في بكاء مرير واستكملت حديثها وقالت أشعر وكأني أعيش في كابوس مزعج لن أفيق منه فأنا لا أصدق الى الآن أن “كارم” مات وأنه ليس في حجرته التي طالما انطوى فيها على نفسه من شدة حزنه على فقد بصره.
نصف أعمي
تقول الأم تعرض “كارم” لحادث مأساوي من شهرين في عمله حيث إنه يعمل ميكانيكي سيارات وأثناء قيامه بقطع ولحم إحدى قطع الغيار دخلت الشظايا في عينيه فأصابت اليمني بالعمى الكلي وأصابت اليسري بعمى شبه كلي أي أنه لم يكن يرى إلا بشكل بسيط يسمح له بالتنقل البطيء.
تضيف أنه منذ ذلك اليوم وآثر “كارم” الجلوس في المنزل وحبس نفسه فترة بين جدران حجرة نومه ليخفي حزنه عنا خاصة بعد أن فقدنا الأمل في أن يرى مرة أخرى وتحول من شاب بشوش الى شخص منطو يرسم الحزن علامات وجهه الطفولى البرئ.
تقول والدة القتيل وهي تنتحب مات “ضناي” بعد ظهور أول بادرة أمل لعودة بصره في عينه اليسري التي كان يري بها بصعوبة ولم يمهله هؤلاء البلطجية ليفرخ بعد أيام عاشها في ألم سبب له حالة اكتئاب.
استرجعت الأم الحزينة يوم الحادث وقالت في ذلك اليوم ذهبت لبيت عمه الكائن معنا في نفس الشارع ففوجئت به عندي يخبرني بأنه جائع ويريد أن أحضر له طعام الإفطار فأمهلته وطلبت منه العودة للمنزل حتى أذهب لشراء الطعام فأخبرني بأنه ذاهب لشراء “دواء” من الصيدلية حيث إنه اعتاد على وضعها على عينه حتى لا يثير شفقة الناس ويتمكن من مداراتها وتركني ورحل ولم يرجع مرة أخرى .
قلب الأم
بعد عودتي فوجئت برجال المباحث عند بيتي وسكان الشارع يبكون وينظرون لي ولا يتكلمون وبالطبع شعرت بقبضة في قلبي فهرولت الى بيتي لأجدهم ينقلون لي خبر وفاته.
لم أصدق أذني ظللت أنادي عليه وأنا في حالة هستيرية وشعرت بأن الأرض تتزلزل تحت قدمي واشتعلت بقلبي النار عندما علمت أنه راح ضحية البلطجة وعلى يد اثنين من المسجلين خطر وعتاة الإجرام وكل ما أريده أن يجاوبني أحد ماذا يفعل هؤلاء الوحوش الضالة خارج السجون إذا كان أسهل شئ عندهم قتل أولاد الناس الغلابة؟!
صراخ الجيران
هنا لم تستطع والدة القتيل التي انهارت أن تكمل حديثها والتقط طرف الحديث والده محمود أحمد “56 سنة” والذي قال كنت نائما وقت حدوث الحادث واستيقظت على صراخ الجيران وعندما فتحت الباب لأعرف ماذا حدث فوجئت بأحد أصدقاء كارم يحمله ويبكي ويقول لي أنه ذهب بكارم الى مستشفى القدس وأخبروه بأنه مات.
لم أصدق ما يقال واحتضنت فلذة كبدي الذي راح ضحية الغدر والعنف وأصابتني حالة هستيريا وظللت أنادي عليه على أمل أن يفيق ولكنه لم يفق.
القصاص
يضيف الوالد كل ما أطالب به هو القصاص العادل وأن يتم إعدام أمثال هؤلاء المجرمين الذين تسببا في حرماني من أقرب أبنائي الى قلبي ليستعرضا عضلاتهما أمام الناس فماذا فعل “كارم الغلبان” ليفعلا به ما فعلاه؟!
تقول علا محمود شقيقة “كارم” الكبري “20 سنة” أخي إنسان طيب مشهود له بحسن الخلق ودائماً ما كان يساعد الناس ويوم الحادث اتصلت به صباحاً وأخبرني أنه سيأتي الى منزل جدتنا حيث كنت هناك أنا ونشوى ومصطفى أشقاؤه ليقضي معنا اليوم ويعود بنا الى المنزل ولكني انتظرته ولم يأت سوي خبر وفاته لأصاب بأكبر صدمة في حياتي.
الشاهد الطفل
يقول الطفل “إسلام” 8 سنوات ابن خال القتيل في ذلك اليوم كنت ذاهباً للمدرسة وفوجئت بهذين البلطجيين عند “محمود حسن” صديق كارم يريدان ضربه لتأديبه على أنه عاتبهما في اليوم السابق على معاكسة تلميذات المدرسة وقتها ظهر “كارم” فاستنجد به “محمود” فحاول نهدئتها إلا أنهم لم يسمعا له وقاما بكل قسوة بجذبه وهما لا يدركان أنه يري بصعوبة وأخرج أحمد محمد المشهور بعوض مطواة من بين طيات ملابسه وقام بطعن “كارم” أمام عيني.
بكى الصغير وأكمل حديثه لم يكتفيا بذلك بل قام زميله الآخر “محمد شعبان” بضرب “كارم” على رأسه بسكين كبيرة لتنفجر منه الدماء ويسقط على الأرض وما أن رآه صديقه “أحمد عبدالفتاح” في هذا المنظر حتى اتجه نحوه وحاول حمله بعيداً عن بطشهما إلا أنهما لم يرحماه هو الآخر فقد قام أحدهما بضربه على رأسه ليسقط هو الآخر وقتها صرخت فتجمع سكان الشارع وبثوا في قلبيهما الرعب فلاذا بالفرار.
الصدمة
انطلق أصدقاء “كارم” وجيرانه به الى المستشفى وعدت لأخبر والدتي بما حدث وعندما وصلت الى منزل خالتي نقلوا إلينا خبر وفاته الذي أصابنا جميعاً بالصدمة والحزن.
كان المقدم مدحت فارس رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية قد تلقى إخطاراً من مستشفى الهرم باستقبال “كارم محمود” “18 سنة” “ميكانيكي” جثة هامدة ومصاباً بطعنة نافذة في البطن إثر مشاجرة بجوار منطقة سكنه بالعمرانية فأمر اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث بتكثيف التحريات حول الواقعة لكشف غموضها وتحديد القاتل وسرعة القبض عليه وضبط سلاح الجريمة.
كشفت التحريات التي أشرف عليها العقيد محمد عبدالتواب مفتش مباحث غرب الجيزة أن وراء الجريمة أحمد محمود “18 سنة” فران وصديقه محمد شعبان “19 سنة” نقاش وأنهما يقيمان بالعمرانية وكانا يقومان بمعاكسة الطالبات أثناء خروجهن من المدرسة الثانوي المجاورة لمنزل أحد أصدقاء المجني عليه ويدعي محمود حسن “18 سنة” حداد مما أثار حفيظته فتوجه لمعاتبتهما وقام بمنعهما مضايقة الفتيات واعتراض طريقهن فحدثت بينهم مشادة كلامية قام على إثرها بالتعدي عليهما بالضرب وطردهما من الشارع فعادا في اليوم التالي أمام المدرسة وبحوزة كل منهما سلاح أبيض لتأديبه فتدخل المجني عليه لتهدئة الأمر ومنعهما من إيذاء صديقه الذي استنجد به فأخرج الفران مطواة وسدد بها طعنة نافذة للمجني عليه ليسقط جثة هامدة وسط ذهول المارة وأهالي المنطقة الذين لم يستطيعوا الإمساك بهما لأنهما لاذا بالفرار.
أعد العميد مجدي عبدالعال رئيس مباحث جنوب الجيزة عدة أكمنة تمكن خلال المقدم مدحت فارس رئيس مباحث العمرانية ومعاونة الرائد أحمد خورشيد من تضييق الخناق على المتهمين وإلقاء القبض عليهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الجريمة النكراء وأرشدا عن السلاحين فأحالهما اللواء فايز أباظة مدير المباحث الجنائية الى محمد القاضي رئيس نيابة العمرانية الذي باشر التحقيق بإشراف المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.
للأسف الشهامة مبقاش ليها مكان دلوقي زمن يلا نفسي والبلطجية هما اللي عايشين علشان مفيش قصاص لو القانون أتعدل وبقت العين بالعين والسن بالسن مش هيبقي في بلطجة ياريت الحكومة تنزل جنب قانون الطوارئ قانون البلطجة وزي ماعملت الأعدام علي جريمة الأغتصاب تنزله علي البلطجة ياريت بدل مانمسك في السنية نحبس البلطجية ونعدمهم لأن وجودهم ضارر ناس كتيرة يارررريت حد يسمع صوتنا ويأجرنا من البلطجية بس في الأخر لينا الله