بسبب أزمة دبي
المؤشر ينخفض 7.97% ويفقد 6 نقاط نتيجة مبيعات العرب والأجانب
سميرة صادق
شهدت البورصة المصرية أمس تراجعاً حاداً تأثرا ببورصتي دبي و أبوظبي. ونتيجة لموجة مبيعات شديدة من العرب والأجانب في بداية الجلسة في الوقت الذي تحول فيه الأجانب الى مشترين في نهاية الجلسة مع استحواذهم على نسبة 28% من اجمالي المعاملات وبفارق شراء وصل 14 مليون جنيه. أما العرب فظلوا بائعين للنهاية بفارق 25 مليون جنيه.
فقد المؤشر الرئيسي للبورصة “EGX 30” 507 نقاط أي بمعدل اقترب من 8% ليغلق 5886 نقطة. بقيمة تداول بلغت ملياراً و81 مليون جنيه وهي قيمة لم تسجلها السوق منذ أسابيع.
شمل الانخفاض الكبير جميع الأسهم القيادية وعلى رأسها سهم هيرمس الذي خسر 14% ليسجل 55.27 جنيه. أما سهم العز لحديد التسليح ففقد 13% مسجلاً 93.13 جنيه. وتراجع سهم طلعت مصطفي 5.10% ليصل الى 94.5 جنيه . وسهم بايونيرز 9% مغلقاً على 79.6 جنيه. وتراجع سهم كل من البنك التجاري الدولى وأوراكسوم تليكوم 8% ليصل الأول الى 5.50 جنيه والثاني 52.25 جنيه. أما أوراسكوم للانشاءات فتراجع 7% ليغلق على 226 جنيها وانخفض سهم المصرية للاتصالات 5% ليصل الى 95.15 جنيه.
كما شهدت بورصتا دبي و أبوظبي في الامارات أمس تراجعاً حاداً حيث أغلقت بورصة دبي على انخفاض بلغ 3.7% بينما تراجعت بورصة أبوظبي بنسبة 3.8% و.فقد سهم شركة “دبي العالمية” نحو 15% بينما تراجع سهم اعمار في سوق دبي بنسبة بلغت 8.9%.
في الوقت نفسه استعادت الأسواق الاسيوية عافيتها على خلفية توقعات بأن تكون تأثيرات أزمة دبي محدودة على الاسواق العالمية خاصة بعد قرارات البنك المركزي الاماراتي بضخ مزيد من السيولة.
وكانت البورصة المصرية قد فتحت أمس على انخفاض شديد بلغ 454 نقطة في مؤشر EGX30 الذي فقد حتى قبل انتهاء الجلسة بساعة 12.7% من قيمته ليصل الى 5921 نقطة وهو انخفاض يزيد على انخفاض بورصة دبي نفسها الذي لم يتجاوز 7% وكأننا ملكيون أكثر من الملك.
الغريب في الأمر كما يقول محمود عماد رئيس شركة الحرية للأوراق المالية ان المؤسسات دخلت بائعة لتصل مبيعاتها ل 60% من تعاملاتها مقابل 40% فقط للمشتريات أي بزيادة 20% في وقت من المفروض فيه ان تدخل مشترية حتى يعبر السوق هذا الانهيار.
ذلك ان هذه المؤسسات يديرها خبراء يعرفون حقيقة الأوضاع ولا ينساقون وراء الشائعات والخوف.
ويطمئن المتعاملين المصريين اننا ليس لنا استثمارات كبيرة في دبي وليس لدينا أسهم تعمل في الامارات والمفروض ان يكون السوق المصري جاذبا للاستثمارات المحلية والأجنبية في مثل هذه الأزمات وليس طارداً لها لما نتمتع به من استقرار سياسي ومالي لكن لم يعد رأس المال جباناً فقط وإنما أصبح مجنونا ايضاً لانه يتعامل بلا منطق… المطلوب من المتعاملين الهدوء وأن يفكروا قليلاً لأن علاقتنا بالأزمة ضئيلة جداً وان شركات البورصة حققت أرباحاً جيدة خلال التسعة أشهر الماضية وأخيراً لابد ان يكون هناك تدخل من المؤسسات والصناديق المصرية ان تقف مع المستثمرين المصريين لا أن تفعل مثل الأفراد وتبيع مثل الأفراد فهذا ظرف استثنائي قصير المدى وليس طويلاً.
يؤكد الخبراء ان الأزمة قصيرة المدى ولن تطول ويري الدكتور محمد النجار ان ما يحدث هو بمثابة تنفيس بسيط عن توابع الأزمة المالية العالمية التي بدأت منذ 15 شهرا واستطاعت دبي بنجاح ان تتحكم في توابعها بصفتها مركزا ماليا وسياحيا عالمياً.
قال حين طلبوا تأجيل بعض التزامات الدين مقابل عدم تسييل الأصول فهذه كانت خطوة ذكية لا تدعو لهذا الهلع بالاسواق لأنهم لو سيلوها بثمن قليل فسيحدث تكالب عي البيع خوفاً من انهيار أكثر للاسعار.
أضاف ان هذا التصرف أدي الى شيئين جديدين أولهما تأجيل دفع الديون ولم يخالفوا لأن متلقي الخبر يدرك قوة الاقتصاد الاماراتي باحتياطه الضخم المؤكد وليس تأجيل دفع الديون يخيف الدائنين الامر الثاني عدم تسييل الأصول بثمن بخس مما يؤدي الى تخفيض قيمة الاصول لدرجة الانهيار وما يترتب على ذلك من ذعر في الاسواق ويؤكد الدكتور النجار الخطوة الجيدة التي اتخذها البنك المركزي الاماراتي باعلانه عن ضخ كميات من الأموال لمساندة البنوك هناك.
يشير الى أن الأزمة ستكون قصيرة المدى وهناك ما يطمئن الى ان الاسواق الخليجية ستكون متكاتفة وتقف مع دبي كما يؤكد وقوف دول العالم مع الامارات في أزمتها لأنها دولة ليس لها أعداء وتتمتع بعلاقات طيبة مع العالم العربي والاسيوي نظرا لعدم وجود تطلعات سياسية أو أدوار اقليمية فهي محبوبة من العالم العربي.