حكاية عابد النار في الاسماعيلية
حكاية عابد النار في الاسماعيلية
مصريات
وائل فؤاد
بهذه الكلمات ارتفع صوت خطيب المسجد الكبير بقرية سرابيوم بمحافظة الاسماعيلية ، يطالب كل أهالى القرية بالوقوف امام »هاني« وتطبيق حد الله عليه حتى يكون عبره لمن يعتبر.
ماذا حدث بسرابيوم؟ ، وكيف تجمع أكثر من ألف شخص لهدم وحرق منزل هاني!؟
وكيف تدخل الامن في اخر لحظة لحماية أسرة هاني؟! ، وهل ارتد فعلا أم انها شائعة اشعلت نار الفتنة بالقرية؟!
أسئلة كثيرة حاولنا الاجابة عنها في التحقيق ، لكن قبل الخوض في التفاصيل نذكر ما حدث داخل قرية سرابيوم ثاني يوم العيد.
ماحدث بقرية سرابيوم أغرب من الخيال..
ارتفع صوت خطيب المجمع الاسلامي عبر مكبرات الصوت بعد صلاة المغرب ثاني أيام عيد الفطر..
دعا الخطيب كل رواد المساجد المجاورة ورجال القرية سرعة التوجه الى المجمع الإسلامي لمناقشة أمر خطير لايحتمل التأجيل دقيقة واحدة ، اندهش اهالى القرية من هذا الامر خصوصا أن هذا الطلب لم يحدث قبل ذلك..
لكن الدهشة تبددت عندما بدأ الخطيب بالتحدث وهو يملأوه الغضب الشديد ، وأصبح أكثر من الف شخص مستعدين للقتل والحرق دون تفكير ، فما تحدث عنه الخطيب امرا خطيراً لا يمكن السكوت عليه من وجهه نظر أهل القرية التي ينتمي معظمهم لجماعة الاخوان المسلمين.
(الشيخ هاني عمر ارتد عن الدين الإسلامي وبدأ في حملة ضارية للتشكيك في أصول الدين ، كما انه يدعوا البعض لعباده النار مثل المجوس) .
هكذا كان مضمون كلام خطيب الجامع ، ومن هنا بدأت فتنة خطيرة تدب جذورها بين أهالى قرية سرابيوم بمحافظة الاسماعيلية ، حاول بعض العقلاء تحسس الامر للتأكد من المعلومة والوقوف على مدي صحتها ، وكان أسلوب بحثهم عن الحقيقة ايجاد أشخاص دعاههم هاني الى فكرة الجديد ، لكن الجميع سمع عن هذا الامر ، ولم يجدوا سوى خطيب احد المساجد الذي فجر القضية وهو على المنبر أثناء صلاة الجمعة دون أن يذكر اسم الشخص ، لكن بعض أقالى القرية أصروا على معرفة اسم صاحب الفكر الملحد ليفصح عنه امام الجميع في النهاية بعد ضغوط طويلة عليه..
كما أكد زميل هاني الذي يعمل معه كمدرس لغة انجليزية في المدرسة انه سمع منه افكاره الغريبة التي تشكك في أصول الدين.
كان صوت البعض يطالب لتطبيق حدالله في هاني وقتله امام أهل القرية حتى يكون عبرة للجميع ، وذهب البعض الى الحاج سامي شلبي كبير عائلة هاني وأحضروه الى المجمع الإسلامي بالقرية لسماع رأية في الامر ، وكان رد كبير العائلة لم يرض البعض ، فقد قال الرجل للناس »أعطوني فرصة لسماعه« ، فاذا كان قد أصابه مس من الجنون فأنا كفيل بعلاجه ، واذا كان عاقلا ويتحدث عن التشكيك في أمور الدين الإسلامي فأنا مسئول عن تأديبه وتسليمه للجهات الأمنية لمحاكمته »لكن هذا الكلام لم يكن الحل امام الغضب الجامح الذي ينتاب الناس ، وهنا تدخل الامن بسرعة للسيطرة على أهالى القرية في الوقت المناسب ، فقد كان عدد كبير من سكان القرية في طريقهم لمنزل هاني لقتله وهدم منزله ، وظل رجال الامن يطوقون المنزل حتى انفض الناس وقام تسعة من جماعة الاخوان المسلمين بالقرية بتحرير محضر رسمي ضد هاني بنقطة شرطة سرابيوم.
كذب وافتراء !
قصة خطيرة بكل المقاييس ، سواء اذا صحت أو كانت مختلقة ، وهذا ما دفعني لزيارة قرية سرابيوم لمقابلة اهلها لمعرفة اصل الحكاية ، وبالفعل كنت داخل القرية التي تظهر هادئة لأول وهله ، قابلت بشوارع القرية أحد سكانها ، اسمه السيد حنفي ، أخبرني ان كل مايقال عن الشيخ هاني عمر كذب وافتراء ، فهو شخص طيب وخلوق وحافظ للقرآن الكريم ، كما انه يقوم بتحفيظ أهالى القرية كتاب الله ويفسره لهم ، كما انه خطيب بارع وواعظ متمكن ، له قدرة على كبيرة على هداية العاصي وانزال دموعه من خشية الله ، فكيف بالله ان يكون هناك رجلا بهذه المواصفات التي يعرفها كل أهالى سرابيوم ان يكفر أو يعبد النار ، اما محمد جمعة فقد أكد انه لم يصدق اي كلمة عن هاني ، فهو مثال للشاب الخلوق المتدين العارف بدينه ، يعمل مدرس لغة عربية في الصباح ، يقوم بتحفيظ القرآن الكريم لصبيان القرية في المساء ، كان عضوا بارزا في جماعة الاخوان المسلمين منذ ان كان صبيا ، لكنه بعدما سافر لاحدى الدول العربية للعمل بها انفصل عنها تماما ، لكنه عندما عاد منذ حوالى شهر ونصف حاولت الجماعة استقطابه مرة اخري لكنه رفض فعلا ذلك انه لايريد مشاكل لاهله بعد الان ، ومن هناك كانت خطة إسقاطه واشاعة ارتداده عن الدين الإسلامي وعبادته للنار.
حتى الان كل ما قيل عن هاني لايفسر ما حدث بالقرية ، بل يكذب اي شيء حدث من الاساس ، وأن هاني فوق مستوى الشبهات ، قررت الذهاب الى منزل الحاج سامي كبير عائلة هاني والذي حاول تهدئة الرأي العام بالقرية ، لكني لم أجده بمنزله وقيل لي انه في مهمة عمل بالقاهرة ، قابلت نجله محمد شلبي المحامي الذي وضح عليه التأثر والحزن مما يقال حول ابن عمه هاني ، ومثله مثل من قابلتهم بشوارع القرية لم يكن يصدق ما يقال عن هاني ، وقبل ان أتحدث معه أحضر لي شرائط كاسيت »قرآن كريم« ، وقال لي »كيف بشخص مرتد عن الاسلام يوصيني بقراءة القرآن الكريم ويعطيني هذه الشرائط حتى تساعدني على الحفظ ، لكن ما حدث هو مجرد لبس ، فقد كان هاني يستمع لبعض المشككين في اصول الدين الإسلامي ويأخذ حججهم ويرد عليهم لكن باسلوب اخر ، يجلس مع أصدقائا وزملائه ويخبرهم بما يقال عن الدين الإسلامي ويرد عليهم في نفس الوقت ، لكن البعض أخذ منه كلامه وفهمه بطريقة خاطئة ومن هنا بدأت المشكلة!
أما محمد عبدالحميد طبيب بشري بالقرية أكد ان هاني في الفترة الاخيرة كان طبيعيا جدا ولم يلاحظ عليه اي شيء ، كما انه كان يتحدث معه في أمور الدين وكان رده عليه طبيعيا جدا..
دعوة شاذة!
وعلى الجانب الاخر وجدت البعض يصدق الى حد كبير مايقال عن هاني ، لكن اغلبهم رفض الكلام معي ولم اجد سوى د. هاني عامر أمين شباب الحزب الوطني بالقرية الذي أكد لي انه سمع من شخص يثق فيه انه تعرض لدعوة هاني الشاذة لترك الدين الاسلامي ، لكنه لم يسمع ذلك مباشرة من هاني ، ويتساءل د. هاني ، »لماذا ترك هاني كل هذه الاقاويل دون رد« !؟
المحطة الأخيرة لي كانت داخل منزل أسرة هاني ، منزل بسيط يخيم عليه الحزن والاسي ، قابلت والدة هاني التي استقبلتني بدموع الخوف والحزن على ابنها قالت لي بصوت مرتعش ، »ما حدث لنا لم أشاهده او سمعت عنه طوال سنوات عمري الستين ، أكثر من ٠٠٠١ شخص غاضب يريدون هدم منزلنا وحرقه وقتل ابني ولولا رجال الامن لكنا جميعا في عداد الاموات ، القصة منذ بدايتها عندما كان ابني عمره ٦١ عاما ، انضم لجماعة الاخوان المسلمين واصبح مراقبا من الأمن ، وعندما اصبح رجلا تزوج لكن الله لم يكتب له النجاح في زواجه ، سافر بعد طلاقه الى احدي الدول العربية للعمل بها كمدرس لغة عربية ، وظل هناك سنوات طويلة نسى خلالهم جماعة الاخوان المسلمين ، وعندما عاد من حوالى شهر ونصف حاولت الجماعة استقطابه مرة اخرى ، لكنه كان قد قرر البعد عنهم لاجتناب المشاكل له ولاهله ، وفي شهر رمضان أصيب ابني بمرض نفسي عزله عن الناس..
وكان يقضي فروض الله في المنزل وهذا ما اثار حفيظة زملائه السابقين ، حتى انهم ادعوا انه لا يصلي وأرتد عن الدين الإسلامي ، كما اشاعوا انه حذف كلمة مسلم من بطاقته الشخصية وكتب بها يهودي!
وتتابع الام حديثها وهي تبكي بحرقه ، { وفي ثاني ايام عيد الفطر تجمع الناس امام المجمع الاسلامي وطالب البعض باحضار هاني لاقامة عليه حد المرتد عن الاسلام..
لكننا استطعنا تهريب ابني من القرية قبل ان يقتله به اهلها ، لكنني سمعت ان بعض الشباب ترصدوا له على الطريق لذبحه ورتيه في المقابر } .
( أرجوكم احمونا من أهالى سرابيوم ) ، قالتها الام بمجرد دخلت في نوبه بكاء عنيفة.
تناقض غريب واجهه داخل قرية سرابيوم ، فالكل يشهد له بحسن الخلق والتدين ، والبعض لا يصدق انه ارتد عن الدين الإسلامي ، والبعض الاخر يصدق مايقال ، حاولت الوصول الى من قال انه تعرض لدعوة هاني لكنني لم أجدهم بالقرية ، لكن الأيام القليلة القادمة ستظهر الحقيقة ، خصوصا بعد ظهور هاني بالقرية وعودته لحياته الطبيعية ، حاولنا التأكد من مصدر امني بمديرية امن الاسماعيلية ، الا انه أنكر وجود اي شيء من هذا القبيل بقرية سرابيوم.
انا شاب من سرابيوم وفعلا الكلام دا كلوا صح بس الحقيقى ان هانى لما انعزل عن الناس جماعة الاخوان لاقوها فرصة للتشهير بية وتخويفوا عشان يرجع ليهم بس الحمد لله الامن سيطر على الموضوع وكانت هتحصل كارثة كبيرة فى البلد كلها من حرائق وقل لجميع عائلة هانى والغريب ان جماعة الاخوانبعد ما نشروا الخبر دا وقفو يراقبو تصرف اهل البلد من بعيد وكانهم ملائكة وابرياء
واضح جدا ان القصة مختلقة لتشويه صورة الاخوان او على الاقل فيها تحريف وتزييف خاصة ان فيها رائحة الحزن الوطنى فرائحته خبيثة يشمها الشخص السوى بسهوله وعلى كل اقول حسبنا الله ونعم الوكيل فى الافاقين الكذابين وليس امامى شىء اقوله لهولاء الا قول الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
لا أكراه في الدين والانسان حر طليق دعوه وشأنه واذا كان الاسلام دين من عند الله فالله سيعيده الى صوابه ولكن اذا الأسلام مجرد حبر على ورق فهو ليس بحاجه الى هذا الدين, دعوه وشأنه بلا تهديد او تخويف او ارغام انتم تقولون الاسلام دين رحمه وليس دين ارهاب لهذا دعوه يختار ولا يجبر على ان يؤمن او لا يؤمن ومن انتم كي تحكموا او تحاكموا هذا الانسان اذا الله سيحاسب فدعو الله يحاسب ولا تتدخلون في شؤون الناس ولا تفرضوا عليهم شيء لأن الله ترك لنا حق الأختيار نحن مخير وليس مسير,,, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء…