القاهرة – مصريات
أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في مواجهة المتهمين وبعد تلقي رأي فضيلة المفتي في الحكم ، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور إعلامي كبير من مندوبي وكالات الأنباء والفضائيات المحلية والعربية الذين توافدوا علي مقر المحكمة منذ الصباح الباكر.
و قد تلا المستشار محمدي قنصوه رئيس المحكمة منطوق الحكم قائلا: قضت المحكمة حضوريا وبإجماع الآراء بمعاقبة كل من المتهمين محسن منير السكري وهشام طلعت مصطفي بالإعدام, وذلك عما نسب إليهما وبعد موافقة فضيلة المفتي, ومعاقبة المتهم الأول محسن منير السكري بالسجن المشدد عشر سنوات عما نسب إليه من تهمتي حيازة أسلحة بدون ترخيص وذخائر, ومصادرة مبلغ مليوني دولار والسلاح المضبوط والذخائر, وإلزامهما بالمصاريف الجنائية, وقضت المحكمة في الدعوي المدنية المقامة من والد المجني عليها عبدالستار تميم وشقيقها خليل عبدالستار تميم ووالدتها ثرياالظريف بإلزام المتهمين بأن يدفعا متضامنين مبلغ5001 جنيه علي سبيل التعويض المؤقت, ودفع المصاريف كاملة وأتعاب المحاماة, وعدم قبول الدعوي المدنية المقامة من أربعة محامين وألزمتهم بالمصاريف الجنائية وإحالة الدعوي المدنية المرفوعة من كل من عادل معتوق ورياض العزاوي للمحكمة المدنية المختصة, وقد قوبل الحكم بالصمت الشديد من قبل المتهمين وسرعان ما خرجا من قفص الاتهام بعد قيام أجهزة الأمن بترحيلهما بسرعة إلي سيارة الترحيلات وسط إجراءات أمنية مشددة.
و صدر الحكم برئاسة المستشار محمدي قنصوه, وعضوية المستشارين محمد جاد عبدالباسط, وعبدالعال إبراهيم سلامة, وحضور المستشار مصطفي سليمان المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة, ومصطفي خاطر رئيس النيابة, وسكرتارية حسن الصيفي, وعماد شرف.
وكانت المحكمة بباب الخلق قد شهدت ترتيبات أمنية علي مستوي عال برئاسة اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير ومدير أمن القاهرة, ونائبه اللواء عبدالجواد أحمد عبدالجواد, واللواءين فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, وسامي سيدهم نائب المدير, وأمين عز الدين رئيس المباحث, واللواء عبدالواحد السودة مدير إدارة تأمين المحاكم, والعميد طارق الحسيني قائد حرس المحكمة, والعقيد عماد توفيق رئيس الحرس, والرائد ياسر زعتر.
بداية من تأمين خط سير المتهمين عقب خروجهما من محبسهما وعند عودتهما لمحسبهما يتخللهما تأمين قاعة المحكمة بكردونات أمنية امتدت حتي شارع بورسعيد, والدخول إلي القاعة منذ الخامسة فجرا, ولم يسمح بدخولها سوي لعدد محدود من وسائل الإعلام والفضائيات الذين اكتظت بهم القاعة, ومرورهم عبر البوابات الإلكترونية وتفتيشهم تفتيشا ذاتيا ومنع اصطحابهم أجهزة التليفون المحمول.
وعلي الجانب الآخر أمام المحكمة من الخارج كان هناك المئات من وسائل الإعلام لم يستطيعوا الدخول إلي قاعة المحكمة بعد منعهم من وسائل الأمن, وقد استغرقت جلسة النطق بالحكم عدة دقائق فقط.
قبل النطق بالحكم
كانت الساعة تشير إلي السابعة وخمس دقائق صباحا عندما دخل المتهم الأول محسن السكري و كانت ترافقه مجموعة من رجال الحراسة داخل القفص, وكان متماسكا مرتديا ترينج أبيض, ممسكا بالمصحف الشريف, و ظل يقرأ فيه حتي دخل شقيقه القاعة أسرع إليه وتحدث معه كثيرا كأنه يشد من أزره قائلا له: لا تقلق إن الحكم سيتم نقضه في القريب العاجل, و لم يحضر محاميه عاطف المناوي وابنه أنيس المناوي, واستمر في قراءة القرآن والكاميرات التليفزيونية تلاحقه و تسجل ما يفعل لحظة بلحظة, و شقيقه يتحدث معه بعد كل لحظة ويجلس في مقعده, وبعد نحو عشر دقائق دخل المتهم الثاني هشام طلعت مصطفي و مازال الحاجز الحديدي بينهما, و لم يدر بينهما أي أحاديث جانبية كالمعتاد, و كانت برفقته مجموعة من رجال الحراسة وهو يرتدي قميصا وبنطلونا أبيض, وبدت عليه علامات الثبات والثقة أمام الكاميرات التليفزيونية, وأخذ المصحف الشريف من حارسه و ظل يقرأ فيه, واستمر في قراءة القرآن واقفا قبل السماح بدخول كرسي له في قفص الاتهام هو والسكري حتي حضر المتحدث الرسمي لمجموعة شركات طلعت مصطفي الذي حضر مبكرا وتحدث معه في قفص الاتهام
و بعد ذلك حضرت شقيقته سحر الساعة الثامنة بصحة ابنه وعمه, وتحدثت شقيقته معه في قفص الاتهام وجلسوا جميعا في الجانب الأيمن من المقاعد المخصصة لهم في قاعة السادات, وحوالي الساعة الثامنة والنصف حضر محاميه وتحدث معه في قفص الاتهام, وبرر البعض حضوره للرد علي الشائعات التي ترددت أخيرا بأنه ترك القضية, وبعد عشر دقائق من حديثه خرج المحامي ولم يحضر لحظة النطق بالحكم, وقد طلب هشام طلعت من حارسه السماح له بالخروج من القفص لقضاء حاجته فخرج وعاد حيث تم السماح له بدخول كرسي قفص الاتهام له وللسكري, وجلس هشام طلعت علي الكرسي ممسكا بورقة للتهوية من شدة الحرارة.
لحظة النطق بالحكم
و في الساعة الثامنة والنصف حضر المستشار محمد قنصوة من الباب الخلفي للمحكمة وسط حراسة أمنية مشددة برئاسة مجموعة من الضباط ودخل غرفة المداولة وشهدت منصة المحكمة وجود أعداد كبيرة من الضباط اصطفوا حول المنصة وفي الصفوف الامامية من القاعة وأخذ كل من في القاعة ومن مندوبي الصحف المختلفة يرددون بأن هذه الاجراءات الأمنية الشديد جراء مانشر في احدي الصحف بأن جلسة النطق بالحكم ستشهد مفاجأة مذهلة وطبقا لهذه الاجراءات لم تسمح أجهزة الأمن بدخول القاعة الا لمحامي المتهم الثاني فقط
وشقيق المتهم الأول ومجموعة من وسائل الأعلام وفي تمام الساعة التاسعة وعشر دقائق نادي الحاجب محكمة الكل نظر الي غرفة المداولة الكاميرا تلاحق المتهمين وهيئة المحكمة وما أن قرأ المستشار محمد قنصوة رئيس المحكمة بعد الاطلاع والمداولة وسماع رأي فضيلة مفتي الجمهورية وعلي مواد قانون الاجراءات الجنائية وقانون العقوبات وعلي قانون الأسلحة والذخائر والمادة163 من القانون المدني و184 من المرافعات وبعد المداولة حضوريا أولا وباجماع الآراء ـ استشعر الجميع أن الحكم اعدام وليس كما ترد مؤخرا أنه من الممكن أن يصدر بالمؤبد بدلا من الاعدام, واستكمل رئيس المحكمة تلاوة منطوق الحكم الذي استمر خمس دقائق فقط أولا بمعاقبة كل من المتهمين محسن السكري وهشام طلعت بالاعدام وذلك عما نسب اليهما ومعاقبة المتهم الأول بالسجن المشدد10 سنوات عما نسب اليه في تهمتي حيازة أسلحة وذخائر وثالثا مصادرة مبلغ مليوني دولار والسلاح المضبوط والذخائر.
و في الدعوي المدنية المقامة من عبد الستار تميم وابنه خليل ووالدتها ثريا بالزامهما بأن يدفعا متضامنين5001 علي سبيل التعويض المؤقت, كما قضت المحكمة بانقضاء الدعوي المدنية واثبات قيام المحامي وائل بهجت بترك دعواه المدنية والزمته بالمصاريف وعدم قبول الدعوي المدنية بالنسبة لأربعة محامين واحالة الدعوي المدنية المرفوعة من عادل معتوق ورياض العزاوي للمحكمة المدنية المختصة.
و بمجرد انتهاء رئيس المحكمة من تلاوة الحكم سرعان ما أحاط الأمن بجميع وسائل الأعلام المختلفة وخرج المتهمان من قفص الاتهام و لم تبدو عليهما أية علامات انفعال ولا من أسرة هشام كما حدث في الجلسة الماضية.