مصريات – آخر اخبار الجزائر الآن تكتبها نيهال بن حسان: بعد مرور يوم على استقالة بوتفليقة الرئيس الجزائري “السابق”، وبعد مضي ساعات قليلة على قبول استقالته من قبل المجلس الدستوري، والاعلان عن شغور منصب رئاسة الجمهورية، قام الرئيس المتنحي بوتفليقة بتوجيه خطاب إلى الشعب الجزائري ضمنه رسائل ووصايا وطلباً من الشعب بمسامحته وقبول اعتذاره.
واستند بوتفليقة على خطاب وعبارات ود عاطفية هادفاً على ما يبدو إلى نيل رضى الشعب الجزائري، حتى لو بعد رحيله من السلطة، التي مكث فيها عشرين عامًا، حيث توجه الى مواطنيه معبراً عن شكره وامتنانه “التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي تجاهكم، ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنها، وكلماتي قاصرة عن مكافأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم من أيادٍ بيضاء ومن دلائل المحبة والتكريم”.
وكان اللافت في خطاب بوتفليقة الأخير هو طلبه الملح في مسامحته والصفح عنه، حيث ورد هذا الطلب في اكثر من فقرة مشيراً إلى انه لا يرغب أن تنتهي مسيرته الرئاسية ويبرح المشهد الوطني الجزائري وهو “على تناءٍ بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصَّرت في حقهم من أبناء وطني وبناته”.
ورغم انه يعترف أحيانا بالتقصير “الذي هو طبيعية بشرية” إلا انه وفي الوقت نفسه يبدو مفتخراً بـ “سنوات عمره التي سلخ منها عشرين عامًا في خدمة الجزائر” ليقول بانه يستطيع الآن، وبعد ان اصبح مواطناً جزائرياً من عامة الشعب “التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته مدة عشرين سنة، من تقدم مشهود في جميع المجالات”. كما يفتخر بالانجازات التي تحققت في عهده قائلاً “لا يمنعني من حق الافتخار بإسهامي في دخول الجزائر في القرن الحادي والعشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل”.
اما الجزء الاخير من خطاب بوتفليقة الوداعي فقد خصصه للحديث عن مستقبل البلاد بعد تنحيه عن السلطة، وقال انه غير “حزين ولا خائف على مستقبل بلادنا” وذلك لكون بقدرة الشباب والقيادة الجديدة قادرين على مواصلة السير نحو بلاد يعمها الرفاه والامن.
كما اختار بوتفليقة في جزء آخر من رسالته أن يعبر عن ثقته في المستقبل بعد رحيله عن السلطة، مؤكدًا أنه واثق “بأنكم ستواصلون مع قيادتكم الجديدة مسيرة الإصلاح والبذل والعطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا المزيد من الرفاه والأمن بفضل ما لمسته لدى شبابنا -قلب أمتنا النابض- من توثب وإقدام وطموح وتفاؤل”.
واختتم الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة رسالته الأخيرة بطلبه مواصلة “الاحتفاء والتبجيل لمن قضوا نحبهم -ولمن ينتظرون- من صناع معجزة تحريرنا الوطني”، والحرص على الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق.