شوبير يعرض تقريرًا عن حب الناس له و علاء صادق يهاجم قناته و مدحت شلبي ينتقد زميله
مصريات
أثبت ما فعله علاء صادق على الهواء- الجمعة الماضية- في برنامج «هنا القاهرة» أن الصراع على كعكة البرامج الرياضية أصبح على أشده بين الجميع فما قام به صادق من مهاجمته زميلين له في قناة «مودرن سبورت» وهما الكابتن مدحت شلبي والصحفي محمود معروف واصفهما بصفات غريبة وقوية وعنيفة ومنتقمة أكثر منها منتقدة يؤكد أن ما يحدث في البرامج الرياضية اليومية على الأخص أصبح شيئاً لا يحتمله أحد سواء من المشاهدين أو حتى المتخصصين، فالصراع لم يعد على من يحصل على الخبر أولا بل الصراع على من يكسب الآخر في الانتقاد والتقليل من المذيع الزميل أو الناقد المحلل المهم أني أكون أنا الأفضل وأن المشاهدين يتابعونني ليشاهدوا ما أقوله أو أفعله في زميلي على الهواء.
المتابع للقنوات الفضائية المصرية سيكتشف أن عدد البرامج الرياضية يصل الى أكثر من 15 برنامجاً رياضياً ورغم هذا الكم الهائل من البرامج الرياضية فإن الرياضة هي آخر ما يفكر فيه القائمون على هذه البرامج، فعندما نشاهد هذا الكم من البرامج اليومية نعتقد أن الرياضة المصرية هي سيدة العالم في الدورات الأولمبية ولكن كما تعرف ونعرف ويعرفون أن كل رصيدنا الأوليمبي في آخر دورة كان برونزية يتيمة لهشام مصباح في الجودو، وأن عدد الميداليات الذهبية التي حصلت عليه الرياضة المصرية طوال تاريخها يعد على اليد الواحدة، أي متابع للبرامج الرياضية المصرية يكتشف أمراً مذهلاً هو أن الرياضة المصرية هي آخر ما يفكر فيه مقدمو هذه البرامج، فهناك برامج متفرغة تماماً طوال الوقت لأن يدافع مقدم البرنامج عن نفسه ضد معارضيه أو أن يقوم بالقضاء على منافسيه بل إن الأمر تحول الى ساحات النيابة مثلا بين الإعلامي أحمد شوبير والمستشار مرتضى منصور ووصل الأمر الى قيام شوبير بعرض تقرير في برنامجه عن وقوف الجماهير معه أمام النيابة وكيف يعتبره الناس أفضل إنسان في الوجود بل ويخرج ليعلق عليه وكأن من المفترض أصلا أن يعرض مثل هذا التقرير، لكن الإعلام الرياضي تحول الى التمجيد في النفس وإهدار حق الآخر، وقبل واقعة علاء صادق على الهواء كان مدحت شلبي ولمدة 35 دقيقة من برنامجه « مساء الأنوار» يتحدث عن علاء صادق مهاجما إياه واصفه بصفات إن وجدت فيه لما استطاع أن يواجه جماهيره مرة أخرى -ولكن يجب أن نشكر د. وليد دعبس رئيس قنوات مودرن سبورت على مجهوده في صناعة قناة رياضية مميزة رغم الأخطاء- أما خالد الغندور رغم حماس كثير من الشباب له فأنه يأخذ عليه كثرة الحديث عن نفسه وأنه محايد ويعرض دائماً انتقادات الأخرين له مع أنه من الأفضل ألا يتحدث عنها.
ونعود للبرامج فنبحث عن الملاعب في البرنامج لا تجدها، لأن البرامج تحولت الى برامج «ملاكي» دون أن يكون للرياضة مكان أو للمشاهد مكان الذي أصبح ينادي بأعلى صوت «وأنا مالي بكل هذا أنا عايز أشوف كورة رياضية» وهذا الأمر ينذر بخطر بالغ على هذه البرامج، لأن المشاهد بدأ صبره ينفد وسيقوم في لحظة بهدم كل هذه البرامج ولن يبقي على الشاشة إلا من يعرف دوره كمذيع، أما المهاجم والمحايد والمغاير فسيكون مكانهم في الكواليس أو في مكان أخر.
الغريب أن البرامج الرياضية في العالم كله تكون فقط لتوضيح الحقائق وكشف الأخبار للمشاهدين وليس لتصفية الحسابات كما يحدث حاليا في الإعلام المصري، فمن المستحيل مثلا أن يخرج محلل أو ناقد على قناة (سكاي) أثناء تحليله للدورى الانجليزي وينتقد محللا آخر أو مقدم برنامج على نفس القناة أو حتى قناة أخري، وحتى اذا وصل الى حد الانتقاد يكون بشكل موضوعي ولأسباب واضحة وبدون استخدام أي ألفاظ جارحة أو تشبيهات غير لطيفة كما يحدث أحيانا في القنوات المصرية.
كما أن هذه الخلافات ظهرت رغم الاهتمام الرهيب للمصريين بتأهل منتخب مصر الى كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 وصراعه الشرس مع المنتخب الجزائرى على حجز بطاقة التأهل خاصة أن فارق النقاط بينهما ثلاث فقط ويتبقى مباراة واحدة تقام على استاد القاهرة في الرابع عشر من نوفمبر المقبل بين المنتخبين، وبدلا من أن يسلط الإعلام الضوء والتركيز كله على المباراة اتجه الى تصفية الخلافات والقاء التهم والسباب على الهواء مباشرة.