مصريات
نسرين صادق
تعرفنا على القتيل منذ فترة طويلة وصارت بيننا صداقة قوية جعلته يحضر إلينا يومياً في المساء لتناول العشاء معنا.. وفي بعض الأيام ينام في المزرعة التي نعمل في حراستها.. إلا أن ظروفنا المالية المتعثرة وتراكم الديون علينا دفعتنا للتفكير في عمل شيطاني عندما قررنا التخلص منه للاستيلاء على ما معه من أموال لنخرج من هذه الأزمة الطاحنة فانهلنا عليه ببلطة حتى فارق الحياة.. ثم تخلصنا من جثته.. بهذه الكلمات كشف خفير أطفيح وزوجته غموض العثور على جثة أحد الأشخاص ملفوفة داخل بطانية بصندوق سيارة نصف نقل بالمنطقة الجبلية بالصف.
بداية الكشف عن الجريمة كانت ببلاغ تلقاه اللواء حامد عبدالله مساعد وزير الداخلية لأمن حلوان من أهالى منطقة عرب العجيمي بالصف بالعثور على جثة مجهولة لرجل بها طلق ناري بالجبهة وملفوفة داخل بطانية وموضوعة بصندوق سيارة نصف نقل بالمنطقة الجبلية وتبين أن الجثة مسجاه على وجهها وان الجرح الموجود بمقدمة الرأس جرح غائر بآلة حادة وليست طلقاً نارياً اضافة لوجود كسر بعظام الجمجمة وجرح قطعي آخر أعلى الرأس مع وجود كسر غير ظاهر بعظام الجمجمة من الداخل وهو ما أكد تلقى المجني عليه ضربات متلاحقة بشكل مباغت من آلة حديدية جعلته لا يقوي على المقاومة.
تبين أن السيارة التي عثر فيها على جثة المجني عليه ملك المدعو محمد على عبدالعال “24 سنة” سائق ومقيم بأطفيح وباستدعائه فجر مفاجأة أمام اللواء مصطفي بدر مدير الإدارة العامة لمباحث حلوان بأن الجثة خاصة بشقيقه المدعو شحات “27 سنة” سائق وانه خرج من منزله ومعه مبلغ 2000 جنيه لشراء كمية من الطوب الطفلي لبيعها لأهالى القرية ولم يعد وأكد اختفاء جهاز الكاسيت الخاص بالسيارة والهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه في الوقت الذي لم يعثر رجال المباحث على أي مبالغ مالية مع القتيل.
تم تتبع هاتف المجني عليه وتبين ان آخر اتصالات أجراها صدرت أثناء تواجده في مزرعة بقرية القبابات بأطفيح.. وبالتحري الذي قام به العميد محمد القصيري مدير المباحث الجنائية تبين أن القتيل كان على علاقة صداقة بخفير المزرعة وزوجته وكان يتردد عليهما بصفة مستمرة لتناول طعام العشاء معهما وأحيانا ينام طرفهما.
تمكن المقدمان محمد العربي رئيس مباحث أطفيح ومحمد الصاوي رئيس مباحث الصف من ضبط الخفير محمد خليل كامل “28 سنة” والسابق ضبطه في 7 قضايا سرقة وزوجته نورا زغلول توفيق “20 سنة” ربة منزل ولكنهما أنكرا صلتهما بالجريمة وحاولا الادعاء بأن المجني عليه تناول معهما العشاء في هذه الليلة وانصرف إلا أنه بتضييق الخناق عليهما تضاربت أقوالهما ليعترفا بارتكاب الجريمة.
اعترف المتهمان أمام اللواء مصطفى بدر مدير الإدارة العامة للمباحث بأنه عقب تناول القتيل للطعام دخل للنوم بعد أن أبلغهما انه سيتوجه في الصباح لشراء كمية من الطوب الأمر الذي دفعهما للتفكير في التخلص منه لمرورهما بضائقة مالية.. وبالفعل أجهز عليه الخفير ببلطة حديدية أثناء نومه ثم قام بمساعدة زوجته بلفه بالبطانية التي كان يتلفح بها ووضعه في سيارته وقادها حتى المنطقة التي عثر على جثته فيها.
أضاف المتهم انه استولى على جهاز الكاسيت الخاص بالسيارة وهاتف المجني عليه ومبلغ 1200 جنيه سدد منها 850 جنيها كديون في الوقت الذي أحرقت زوجته الهاتف بعدما اكتشف انه رخيص الثمن.. وألقى بجهاز الكاسيت في الطريق العام حتى لا ينكشف أمره حال قيامه ببيعه.
أرشدت المتهمة للنقيب محمد فيصل معاون مباحث أطفيح عن بقايا الهاتف المحمول في الوقت الذي تم استدعاء 3 أشخاص قام المتهمان بسداد ديونهما لهم عقب ارتكاب الجريمة وتم التحفظ على المبالغ وأحالهما اللواء حامد عبدالله مساعد وزير الداخلية لأمن حلوان للنيابة في حراسة مشددة من العميدين أحمد عبدالوهاب مأمور أطفيح وعبدالقوي نوار مأمور الصف خشية تعرض أهالى المجني عليه لهما والثأر لمقتل ابنهما.
اصطحب خالد أبو زينة وكيل أول نيابة الصف المتهمين لمسرح الجريمة لتمثيلها وأرشد الخفير عن البلطة المستخدمة في الحادث ليقرر عمر على عبدالمنعم رئيس النيابة حبسهما 4 أيام.
لا اله الا اللهانا لله وانا اليه لراجعون،،من قتل نفس عامدمنتعمد يخلد فى جهنم