عماد اديب : ان لم يرشح جمال مبارك سيتحكم الجيش بمصير مصر | فيديو
قل كيف يأتي رئيس جديد لمصر..ولا تقل من هو الرئيس القادم؟
مصريات
لم يكد الاعلامي عماد الدين أديب يطرح فكرة “المخرج الآمن” لرئيس الدولة حتى واجهته عاصفة من النقد الذي تقبله بصدر رحب حتى ظهر امس الاول ضيفا على “عمرو أديب” في برنامج “القاهرة اليوم” بتليفزيون أوربت ليطرح رؤيته الشخصية الكاملة لسيناريوهات مستقبل النظام المصري بكل احتمالاتها، حيث كشف عن ثلاثة سيناريوهات أسوأها الخلو المفاجيء لمنصب رئيس الجمهورية، وهو السيناريو الذي اعرب أديب عن أمله بأن تستعد له مصر بخطة بديلة.
أكد عماد اديب ان الرئيس مبارك هو أهم حاكم في مصر منذ عهد محمد علي، ولايزال أمامه انجاز كبير يتمثل في تأمين مستقبل الحياة السياسية للمصريين، ليس بتحديد شخص معين للرئاسة، بل بوضع آليات يأتي من خلالها رئيس منتخب ديمقراطيا.
قال عماد اديب ان مصر ليست عزبة يورثها العمدة.. ونفي ان تكون فكرته ترويجا لفكر معين أو شخص بعينه، لكنه اشفق على الرئيس “مبارك” من جهد لا يطيقه بشر لذلك يقول له كابن مخلص “إنه آن أن يستريح.
وأقسم مرارا انه لا يعرف من هو الرئيس القادم لمصر متمنيا ان يخرج الرئيس من بين الـ 80 مليون مواطن ولابد ان يكون هناك أكثر من متنافس لهم نفس الحقوق والواجبات حتى نحسن الاختيار.
وأكد عماد اديب انه يفضل ان يأتي أي اسم ولكن يكون في ظل توافق سياسي داخل الوطني برعاية مبارك، مشددا على ان رصيد مبارك العسكري والمدني والشعبي يكفل له ان يكون الضامن للانتقال الآمن للسلطة، لأنه في حالة الاختيار في غيابه ستكون هناك مشكلة خطيرة للغاية، لذلك فمن واجبه ان يعد لمستقبل البلد بأمانة لأن هذا الرجل يعرف كيف يحمل الأمانة.
وعن اقتراح هيكل بتشكيل مجلس أمناء الدولة والدستور.
قال عماد اديب: مع كامل احترامي له فإن المقترح يذكرنا بالاتحاد السوفيتي القديم ويلغي أدوار كل المؤسسات ولا يستند لأي نص “دستوري” في الوقت نفسه فإن أصغر الأسماء المختارة عمره 65 عاما. ومحاور أخرى عديدة فجرها “عماد الدين أديب” مؤكدا ان ما يقوله لا يعكس سوي أفكاره الشخصية وعلى مسئوليته، تقرأها بالتفصيل في الحوار المهم والجريء.
* عمرو اديب : ماذاعن رؤيتك للرئيس القادم لمصر؟
ـ- عماد اديب : في البداية أود توضيح بعض الأشياء التي لاحظتها في الردود على ما طرحته خلال مشاركتي التليفونية القصيرة في البرنامج من قبل وهو الخروج الآمن للرئيس في مصر، وما كتب عنه كان كثيرا جدا، خصوصا أن هذه ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن هذا الموضوع الذي بدأناه منذ عام 2005 وأناقش في كل مرة قضية “خلو منصب الرئيس” رغم ما أتعرض له من مشاكل كثيرة جدا عند مناقشة هذه القضية.. ولذلك سأشرح أسباب اهتمامي بمناقشة هذه القضية.. أولا لابد من التأكيد على أن كل ما قلته من قبل بما في ذلك مداخلتي الهاتفية وحديثي في جريدة الشروق لا يعكس سوي أفكاري الشخصية وعلى مسئوليتي النابعة من ضميرى واجتهاداتي التي لا أدعي احتكار الصواب فيها، ولكن حرصي كمواطن مصري منشغل بالعمل العام وجدت أنه لابد من فتح أفق للنقاش بشرط أن يكون في ظل الشرعية ويتسم بالهدوء والاحترام لأننا جميعا لنا مصلحة في هذا الوطن ولا يمتلكه شخص واحد كائنا من كان.
* عمرو اديب : وأنا أضيف أيضا أن النقاش في هذا الموضوع ليس بالنيابة عن أحد ولا “بالونة اختبار”.
ـ- عماد اديب : بالضبط كما تقول.. والنقطة الثانية أن ما أثرته في مداخلتي تم تناوله بوجهات نظر مختلفة أساتذة أفاضل سواء بالمعارضة أو التأييد أو الحيادية وأنا طبعا أحترم كل الأفكار التي قيلت في هذا الموضوع طالما أن النقاش كله يدور حول الموضوع وليس “الشخصية” لأننا كنا في مرحلة معينة “نشخصن المسائل” بحيث إذا اختلفت معك أتهمك على الفور بأنك أسوأ إنسان في التاريخ وإذا اتفقت معك أجعلك أعظم شخص في التاريخ.. ومن هذا المنطلق أقول إن الحوار في مصر حاليا يدور في مناخ يتسم بحالة من الهستيريا السياسية التي تجتاح العقل السياسي المصري والنخبة المصرية.. نحن نتعامل مع مشكلة متمثلة في الرئيس القادم لمصر وهناك إحساس شائع بين الناس بعدم الرضا أو الاعتراض أو الاحتجاج وهي ظاهرة صحية تحسب لهذا النظام السياسي حيث إن هناك حالة من السماح السياسي ومعه صور للنقاش داخل مصر على مدى تاريخها منذ عهد الفراعنة حتى الآن.
لكن النقاش السائد قائم على مرحلة التشخيص سواء من الذين يناصرون الدولة أو يعارضونها.. وبالنسبة لمناصري الدولة هناك حالة من “الإنكار” تقوم على فكرة أننا أفضل ناس كما لو كان النظام مثل شخص مريض ومع ذلك يصفونه بأنه بطل أوليمبي يتمتع بصحة جيدة جدا ولا تشوبه شائبة وأنه الأفضل على الإطلاق، بينما الجانب الآخر المتمثل في المعارضة الرسمية أو غيرها يرى أن النظام توفي وفاة إكلينيكية وأنه لا أمل فيه.. أما العقل فيقول إن هناك بالفعل مشاكل كبيرة لكن النظام لم يتوقف وأن هناك فعلا إنجازات ولكن لا يوجد هذا العقل المنصف المحايد في النقاش المتوازن القادر على تشخيص المشكلة بشكل صحيح ويبحث عن حل أو مخرج.. ومثال ذلك أن هناك حالات تصل الى مرحلة “الردح السياسي” وعدم الحوار التي تضيع فيها إمكانية الحلول ولا تتوقف لحظة للقراءة أو حتى محاولة فهم أساس المشكلة وأبعادها وكيفية التعامل معها.
ومن هذا المنطلق من حق كل مواطن سواء أتفق أو أختلف معه أن يطرح مجموعة من الأفكار التي تحفز الحوار في المرحلة الحالية لأننا أمام ما يقال عنه “منعطف سياسي”.
وفي هذا المنعطف، أتبني قضية منذ سنوات أقول فيها إننا أمام خطر شديد جدا، وهو “الخلو المفاجئ” لمنصب رئيس الجمهورية، ويقيني الراسخ أننا لسنا مستعدين للتعامل مع هذا الموضوع، وقد سبق وناقشت معك هذه النقطة، واختلف معي كثيرون.. فهناك من يرون أنني طرحت هذا الموضوع لمصلحة قوي في الحزب الوطني، وآخرون من داخل النظام يردون بأن مصر دولة مؤسسات وكل شيء يسير مضبوطا ولا توجد أي مشكلة.
ولعلك تصدقني أن سبب طرحي لهذا الموضوع اليوم هو يقيني التام وإيماني بأن الرئيس مبارك هو أهم حاكم لمصر منذ عهد محمد علي، وأنه تحمل ما لا يطيقه بشر في منصبه، سواء بما أنجزه أو ما لم يستطع إنجازه، بإيجابياته أو بسلبياته التي قد تراها في هذه المرحلة.. ولكن المشكلة الكبري أن حجم الرئيس وصلاحياته التي يمنحها له الدستور أصبحت تملأ حيزا كبيرا في حياتنا، وبالتالي حينما يخلو هذا الثقل الكبير لأي سبب من الأسباب تحدث حالة عدم توازن في البلد.
* عمرو اديب : معنى ذلك أن خوفك من الاختفاء المفاجئ لحاكم مصر؟
ـ- عماد اديب : نعم، ولا أرى أن هناك عملية تجهيز سياسي لشكل وكيفية قدوم نظام جديد الى الحكم، مما يثير تساؤلا، كيف يمكن أن يحدث ذلك وفي ظل أي ظروف، وهو ما حاولت الإجابة عنه في مجموعة من الاحتمالات الموجودة، مع العلم أنه لا يوجد أي إنسان على ظهر كوكب الأرض يعرف ما إذا كان الرئيس مبارك سيرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى أم لا، وهذا قراره السيادى الإنساني والشخصي.
* عمرو اديب : هل تقصد مرحلة ثانية بعد تغيير الدستور؟
ـ- عماد اديب : أقصد يجدد ترشيح نفسه في الانتخابات عام 2011، ولا أحد يعلم قرار الرئيس، ولكن نستطيع بالعقل وإعمال المنطق أن نضع مجموعة من الاحتمالات في حالة إذا رشح الرئيس نفسه، أو لم يرشح نفسه، وكذلك الاحتمال الثالث وهو “الخلو المفاجئ” الذي حدده الدستور بأسبابه ودوافعه التي يمكن أن تكون موجودة.
* عمرو اديب : أنت الآن أول من يقول عبارة “الخلو المفاجئ” لمنصب الرئيس؟
ـ- عماد اديب : هذا الموضوع احتمال قائم ولا يتكلم أحد فيه، لكن الدستور يتضمن نصوصا متعلقة بهذا الاحتمال، وأنت تعلم أنني لا أقول كلاما بهدف المزايدة.
* عمرو اديب : لا أقصد المزايدة، ولكن هنا في مصر من لا يستعمل تعبير “الخلو المفاجئ” لمنصب.. وعموما لديك الآن ثلاثة سيناريوهات.
ـ- عماد اديب : نعم، وأول هذه الاحتمالات المتوقعة أن يجدد الرئيس مبارك ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، وثانيها أن يعلن الرئيس عدم ترشيح نفسه مجددا، أما الاحتمال الثالث أن يخلو منصب الرئيس قبل أن تكتمل المدة الدستورية لأسباب مختلفة.
ففي الاحتمال الأول: سيعلن الرئيس أنه سيستمر في مكانه حتى آخر نفس، وهذا حقه الدستوري في تجديد ترشيح نفسه، ويبقي للمواطنين أن يختاروه أو يختاروا غيره من خلال انتخابات تنافسية.
أما الاحتمال الثاني: أن يعلن الرئيس عدم ترشيح نفسه، وهذا حقه الشخصي والإنسان في أن يقول لقد أديت مهمتي ولن أرشح نفسي.
والاحتمال الثالث: خلو منصب الرئيس، وهو ما حدده الدستور باحتمالات إمالا قدر اللهالوفاة أو أن يطلق عليه نارلا قدر اللهأو لا يستطيع أن يكمل مهمته لأسباب صحية أو تسحب الثقة منه بالطريقة التي حددها مجلس الشعب بموافقة الثُلث بعد المناقشة والتصويت على القرار ولا يكون ذلك إلا في الجرائم العظمي التي لا تنطبق بأي حال من الأحوال على هذا الرجل الذي مازلت أقول عنه إنه أهم زعيم تاريخي حكم مصر منذ عهد محمد علي.. لكن من حقنا على أنفسنا اليوم وعلى مستقبلنا وعلى أبنائنا أن نتحدث فيما يمكن أن يتم.. فمثلا في الشركات العالمية هناك نظام الحوكمة الذي يتطلب في الشركة ألا تكون بنظام الـ “وان مان شو”إدارة الرجل الواحدوأن يكون هناك تسلسل في السلطة ونظام يتيح تداولها داخل الشركة.
وللأمانة، هناك من يقول إننا دولة مؤسسات وقادرون على مواجهة خلو منصب الرئيس، وأن النظام الموجود وبنود الدستور وكل ما هو موجود قادر على حل هذه المشكلة التي حدثت قبل ذلك باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وتمكنا من تجاوزها.. ولكن هناك قوي أخرى ترى أن الوقت غير مهيأ لذلك، وبالتالي لابد أن نعمل نوعا من النقاش والتفكير في هذا الموضوع الحساس والخطير جدا.. وهناك البعض يقولون إن مناقشة هذا الموضوع الآن غير لائقة وليس من الكياسة، لأن الرئيس موجود ويؤدي عمله، وهو بالفعل كذلك.
ولكنني أقول إن زعامة تاريخية مثل الرئيس مبارك، وهو أب لهذه الأمة، وهو القائد الأعلى لقواتها المسلحة، ورئيس الحزب الحاكم الذي له الأغلبية، وهو الرجل الذي تحمل الكثير على مدار 60 عاما في العمل المدني والعسكري، ولعل أهم ما يمكن أن يفعله الآن إضافة الى تاريخه الحافل أن يطمئن المصريين ويؤمنهم الى الخطوة التالية في حياتهم السياسية، ليكمل مهمته في تأمين المستقبل السياسي للمصريين سواء قرر استكمال مدته، وهذا حقه الكامل وفقا لرأي المصريين أو إذا قرر غير ذلك، فلابد أن يكون هناك النظام الذي يتيح ذلك.
وبالنسبة للاحتمال الأول، وهو أن يرشح الرئيس نفسه لولاية جديدة، فهناك أيضا ثلاثة سيناريوهات أولها أن يكمل الرئيس مدته الدستورية، وفي هذه الحالة سيكون هناك متنافسون أمامه، وفي علم الاحتمالات قد يفوز الرئيس أو لا يفوز.. ولكن في النقاش المطروح هناك خلاف، حيث يقول الحزب الوطني إن التعديلات التي أدخلت على المادة (76) من الدستور تتيح للمواطنين الترشح وللأحزاب السياسية التقدم بأكثر من مرشح، وبذلك تكون الانتخابات كاملة الديمقراطية، وبالتالي تكون باختيارات حرة لا تدعو للقلق في هذا الموضوع.. ولكن هناك رأيا آخر يقول إن المادة (76) بموادها التفسيرية لا تتيح في نهاية الأمر لمرشحين كثر الدخول في المنافسة.
< عمرو مقاطعا: يقولون إنها مفصلة على مرشح الحزب الوطني.
ـ عماد يستطرد: السيناريو الثاني أن يطلب الرئيس تقصير مدة حكمه، وهو ما يتيحه له الدستور باختياره لأي سبب من الأسباب ولا نعلم، ماذا قد يحدث مستقبلا.
أما السيناريو الثالث أن يخلو منصب الرئيس للأسباب التي سبق وأن ذكرناها.
وبالنسبة للاحتمال الثاني، وهو ألا يطلب الرئيس مبارك إعادة ترشيح نفسه، وهذا حقه الإنساني لأنه رجل خدم مصر لمدة 60 عاما، كما أنه من مواليد 1928 وبالتالي في عام 2011 سيكون من حقه أن يفكر ويقول: “لقد قدمت كل ما عندي وآن لي أن استريح”.. وفي هذه الحالة هناك سيناريوهان.
الأول: أن يرشح الحزب الوطني بناء على تزكية من الرئيس مبارك مرشحه القادم للانتخابات الرئاسية.. وفي هذه النقطة قال أستاذنا الدكتور على الدين هلال في صحيفة “المصري اليوم” بناء على كلام نسب الى أنني أطالب بأن يحدد الرئيس خليفة له.. ولكنني لم أقل أن يفعل الرئيس مبارك ذلك بوصفه رئيسا، ولكن بوصفه رئيس الحزب الوطني الحاكم يتمتع بمصداقية داخل حزبه الذي يقوده، وبالتالي سيكون هو أفضل من يحدد نظامه واختيار الأنسب لقيادته.
أما السيناريو الثاني: هو أن يترك الرئيس الاختيار لتفاعل كل القوي، بمعنى إعلان الرئيس لعدم استمراريته في الحكم ويترك للحزب اختيار مرشح.
* عمرو اديب : يترك الأمر بيد الهيئة العليا للحزب وآلياته والاختيار بين أكثر من مرشح داخل الحزب مثل النظام الأمريكي.
ـ- عماد اديب : تماما وتجري انتخابات في الحزب، ومن يفوز فيها يضع يده في يد الرئيس ويؤيده الرئيس.
أما الاحتمال الثالث في حالة لا قدر الله حدوث خلو مفاجئ لمنصب الرئيس في أي مرحلة من المراحل، فهناك سيناريوهان.. الأول: أن يكون هناك مرشح متفق عليه من الآن داخل الحزب الوطني، والثاني: أن تترك الأمور لتفاعل القوي المختلفة وقتها.
وفي هذا الاحتمال وجهتا نظر، إحداهما تقول إن الحزب الوطني بتركيبته الحالية وقدراته وشعبيته وهيكلته قادر من خلال اللجنة العليا للحزب المكونة من 74 عضوا أن تختار رئيسا للحزب، وبالتالي رئيس الحزب الجديد سيتم ترشيحه بأغلبية الثلثين في مجلس الشعب.
ووجهة النظر الثانية يعتقد أصحابها أنه ستكون هناك صعوبة شديدة جدا في هذا الموقف، لأن في هذه الحالة القوي السياسية لم تخضع لاختبار مماثل.
سنقول إن هذا حدث بعد اغتيال الرئيس أنور السادات، ولكن الموقف مختلف لثلاثة أسباب لأنه حينما وقعت هذه الحادثة كانت هناك حالة من الطوارئ وأمن البلاد وقتها كان معرضا لخطر شديد جدا، وثالثا كان الرئيس مبارك نائبا لرئيس الجمهورية ومشرفا على الشئون الأمنية، ومفاتيح الدولة كلها كانت في يده، وأيضا هو رجل عسكري فيعطي أمانا لكل القوي بما فيها المؤسسة العسكرية.
* عمرو اديب : كان انتقالا سلسا للسلطة.
ـ- عماد اديب : نعم كان وجوده مطمئنا للقوي المدنية والعسكرية، لذلك الوضع كان مختلفا، لأنه لا يوجد الآن نائب لرئيس الجمهورية والدستور لا يلزم الرئيس بأن يكون له نائب.
* عمرو اديب : هذا لم يحدث وتجاوزنا مرحلة تعيين نائب للرئيس في هذا العصر.
ـ- عماد اديب : هنا يأتي السؤال، لماذا أطرح هذا الموضوع إذا كانت الأمور منظمة بهذا الشكل؟.. يمكن أن أكون مخطئا فيما أقول، ولكنني رجل قلق، ولتأخذ النخبة السياسية كلامي على أنه نوع من الاجتهاد الذي قد أكون مخطئا فيه بنسبة 99%.. ولكنني لابد أن أعبر عن مخاوفي وهي في مجموعة العناصر التالية:
أولا: تقييمي لحالة النخبة السياسية في مصر أن أحوالها غير مطمئنة، وأنا كمواطن أشعر بأمان في ظل وجود حسني مبارك، ولا أشعر بأمان في ظل عدم وجوده.
ثانيا: دائما ما أصف الكثير من النخب السياسية الموجودة التي امتزج فيها السياسة بالمال بأمور كثيرة جدا أن فيها قدرا كبيرا من الانتهازية السياسية، وأذكرك عند وفاة الزعيم الجليل الرئيس أنور السادات الذي جاء لمصر بالحرب والنصر والسلام واستعادة الأرض في آن واحد، لم يكد يمر 30 يوما على وفاته حتى خرجت كمية من الهجوم الشديد عليه، وانبري للدفاع عنه ثلاث شخصيات رجلان وامرأة، الرجلان هما رحمه الله الأستاذ موسى صبري سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، والثاني هو الأستاذ إبراهيم سعدة، وأنا أحييه وربنا يعطيه الصحة، أما السيدة فهي سكينة السادات بوصفها شقيقة الرئيس أنور السادات، غير ذلك الناس عملت “للخلف دُر”.
فالتاريخ يعلمنا أن النخبة ممكن أن تلتف على الأمور، وكل الأمور تختفي.. ومن هنا لم أر حزبا أو برنامجا أو أيديولوجية، ولكنني أري الناس يتعاملون مع أشخاص، وإذا اختفت هذه الأشخاص يتخلي الناس عن الدفاع عن الفكرة أو الأيديولوجية أو البرنامج، إذن القضية مرتبطة بأشخاص، ومن هنا الرئيس مبارك الذي أعطي حياته كلها وعمل بجهد مالا يتحمله إنسان، فإنني أرجوه وأتوسل إليه بصرف النظر عن قرارهأن يوضح كيف يمكن تمهيد البلاد وإعدادها لمرحلة مقبلة.
* عمرو اديب : معنى ذلك أنك تطلب من الرئيس أن يبدأ من الآن لعمل نظام معين لخلافته؟
ـ- عماد اديب : ليس المقصود خلافته، وأود أن أؤكد نقطة وهي أن كلامي هذا لا يعني أنني أقصد أن يكون الرئيس المقبل لمصر شخصا بعينه، مصر ليست عزبة والعمدة يورثها لأحد.. فهناك 80 مليون مصري فليكن أي منهم رئيسا، ولتعلم أيضا أن ما أناقشه ليس مَنْ الرئيس القادم؟ ولكن كيف سيأتي، وبالتالي كان الخطأ في طرح السؤال فلا يجب أن نطرح على جموع المصريين من الرئيس القادم لمصر، ولكن كيف سيأتي ذلك الرئيس؟.. من حيث النظام والآلية والمناخ السياسي والبنود التي تعطي هذه الفرصة في الدستور والتشريعات التي تكفل أن يكون هناك أكثر من متنافس بدون قيود.
وأقول إن هذا سيحسب للرئيس مبارك لو رشح نفسه، أو لمرشح الحزب الوطني المقبل كائنا من كان، لأنه سيعطي الرئيس حينها شرعية ومشروعية، وهناك فارق بين الاثنين، إذا إن الشرعية هي ما ينظمه، والمشروعية أن يشعر الناس برضا كامل تجاه هذا الأمر.
وفي هذه الحالة، عندما تتوافر بنود تعطي فسحة سياسية، ونظاما رقابيا حتى ولو كانت رقابة دولية ولو من الأمم المتحدة على هذه الانتخابات، فستكون هناك انتخابات رئاسية نزيهة شفافة، وبالتالي سيعطي لمصر حصانة وشرعية دولية بأننا نحكم من خلال نظام ديمقراطي فيه تداول حقيقي للسلطة، حتى ولو فاز الرئيس بـ 1 أو 5%.
* عمرو اديب : الكلام النظري في السياسة ممتع جدا، ولكن عند تطبيقه على أرض الواقع يكون مختلفا، كيف يمكن تنفيذ ما تقوله؟
ـ- عماد اديب : القضية ليست في كيفية تنفيذه، فهناك ثلاث نقاط مهمة، أولها: أنت تعلم أو لا تعلم، وثانيها: أنت تريد أو لا تريد، وثالثا: أنت قادر على تنفيذ ما تريد أو غير قادر، بمعنى مشكلة العقل السياسي المصري أنه تنقصه فكرة المعرفة.. فهو يدرك أن هناك مشكلة، لكنه لا يعرف أن يحدد هذه المشكلة، وأنا لاحظت أن قرابة 90% من النخبة السياسية المصرية لم تقرأ الدستور، ولا أقول إنني خبير فيه، لكن قرأته لأعرف ما هي القواعد المنظمة لسلطات الرئيس، ولخلو منصب الرئيس، وكذلك القواعد المنظمة لمحاسبة الرئيس الموجود.
ومن هنا قلت إن الرئيس إذا أراد أن يكمل مهمته أو لم يكملها حسب إرادته، فهل هناك مخرج آمن للرئيس؟.. وهو ما جعل زميلي العزيز وصديقك اللدود عبدالله كمال يقول في مقال له إن الأستاذ عماد خانه التعبير أو التوفيق في التفكير لأن حالة الخروج الآمن لا تنطبق على الرئيس مبارك، لأنه لم يرتكب أشياء يعاقب عليها وليس رئيسا لجمهورية من جمهوريات الموز.. وهنا أقول إنني أحدثه عن زعامات في دول محترمة تأخذ حصانة بقانون ينظمه، وحدث ذلك مع “بوريس يلسن” في روسيا وبرويز مشرف في باكستان، كما أن هناك الأبشع، سنري نموذجا للخروج الآمن لرئيس لم يعط 60 عاما مثل الرئيس مبارك، ومنع عن مصر مجموعة من أكبر الكوارث الممكنة وحمي الأمن القومي المصري في كثير من الأمور، كان زمان دلوقتي متورطين في العراق وفلسطين وتشاد والصومال، كما رفع عن مصر نصف ديونها بعد عودة العلاقات العربية وغيرها مليون ألف حاجة.. هل تذكر أبشع رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش الذي أعاد بلاده الى دول العالم الثالث، وأعاد قانون الأمن الداخلي وفتح معتقلات جوانتانامو واعتمد سياسة التجسس، كما تسبب في حربين إضافة الى أزمة اقتصادية طاحنة لم تخرج منها أمريكا حتى الآن، فضلا عن تشويه صورة الولايات المتحدة في العالم، ورغم كل ذلك، حصل بوش على تكريم كرئيس في نهاية مدته لأنه أنهي هذه المهمة، وهذا هو الخروج الآمن.
* عمرو اديب : كثيرون أوصوني بتوجيه هذا السؤال لك: هل هذا الخروج الآمن مطروح؟
ـ- عماد اديب : لا، لم يطرح هذا الأمر، ولكنني أفكر بالمنطق الإنساني، فلنتخيل مثلا أن الرئيس جالس في قصر العروبة، وأقسم لك بالله أقسم لك بالله”ورحمة أبويا وأبوك”إنني لم أحصل على أي معلومة بهذا الشأن، وهذا هو اجتهادى الشخصي، لأنه في التفكير السياسي تحاول أن تضع نفسك في مثل هذا الموقف وتفكر فيه، وليست القضية أن يرشح الرئيس نفسه أو لا، ولكن في نهاية الأمر يفكر الرئيس في خطوة أخرى يجب أن يتخذها بشكل إنساني في حياته، ولكنه يجد كثيرا من قوي المعارضة مثلما حدث في 2005 تقول إننا سنلاحق الرئيس حينما يترك منصبه، وهذا منشور وقتها وليس من افتراضي، رغم أن الرئيس كان لايزال يفكر في أن يرشح نفسه أم لا.
* عمرو اديب : أستاذ عماد.. الوزراء في مصر يصعب ملاحقتهم.. فكيف نلاحق رئيساً؟
ـ- عماد اديب : أعرف، والدستور ينظم ذلك في مادة اسمها محاكمة رئيس الجمهورية ونصها، يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمي أو بارتكاب جريمة جنائية بناء على اقتراح مقدم من ثُلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل ولا يصدر قرار إلا بأغلبية ثُلثي أعضاء المجلس ويوقف الرئيس عن عمله بالاتهام وتكون محاكمة رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها.
* عمرو اديب : هذا الكلام غير موجود في بلدنا ولا في ثقافتنا.
ـ- عماد اديب : أنا لا أتكلم عن الدستور يا عمرو، ولكنني أتحدث عن رجل أنا شخصيا ادعي أنني أحبه حبا جما واحترمه احتراما شديدا، وبالتالي يجب أن يكون هناك تشريع من مجلس الشعب يكرمه، أن يكون زعيما للأمة.
< عمرو مقاطعا: علشان إيه؟
ـ- عماد اديب : إذا أردنا أن يكون هناك صيغة الرئيس السابق سواء لهذا الرئيس أو لغيره، علينا أن نضع اعتبارات لأننا لم نتعامل مع هذه الحالة من قبل، وبالتالي ماذا يمكن أن يحدث في حال إذا أراد الرئيس طواعية أن يترك السلطة؟.. التفكير السياسي والدستوري لدينا مقصور على حالة واحدة وهي خلو منصب الرئيس.
* عمرو اديب : لا توجد في مصر ثقافة الخروج الآمن حتى بين الوزراء ولا أتحدث عن الرئيس مبارك بالتحديد، فكيف نتحدث عنها؟
ـ- عماد اديب : حينما كنت أسجل مع الرئيس مبارك حوارا في عام 2005، قال إنني أفكر في ترشيح نفسي لفترة جديدة ولم يتخذ قرارا حينها، وأكرر للمرة المليون أنه حينما قال ذلك كان بالفعل جادا في حسابات هذا الأمر، وكان ذلك في عام 2005 وهذا الأمر ممكن أن يحدث في المرة القادمة.
* عمرو اديب : إذا كان الرئيس فكر عام 2005 في هذا الموضوع، فهل يفكر نظريا في ذلك عام 2011؟
ـ- عماد اديب : هو وحده صاحب القرار ومن الناحية النظرية لا أعلم.
* عمرو اديب : ألا ترى أن هذا الرجل قد تعب وسيصل الى سن 83 عاما في انتخابات 2011، ومن حقه أن يستريح؟ خصوصا أنه رئيس جمهورية بداية من واحدة أخطأوا في علاجها بمستشفي وحتى قرار الحرب والسلام، فهو ليس رئيسا من المرفهين في دول أخرى بها مؤسسات، ولكننا في دولة الرئيس؟
ـ- عماد اديب : عندي إجابتان، إنسانية وسياسية، إنسانيا: لا أخفي أنني أحب هذا الرجل واحترمه وأجله وله فضل على وعليك، حينما توفي والدنا اتصل بنا 8 مرات وظل يتابع نقل جثمانه، ورغم أنها مسألة شخصية، لكنها بالنسبة لنا أي شخص أكرمنا في ظروف وفاة والدنا سنضعه على رؤوسنا من فوق، ولذلك أحبه حبا شخصيا لأسباب شخصية، وغير ذلك لا توجد أفضال خاصة، فلم يعطني قطعة أرض أو خلافه، ولكنني أراه سياسيا أفضل من حكم مصر وإنسانيا له معزة خاصة، لسبب أنه مواليد عام 1928 نفس سنة ميلاد والدي رحمه الله، ولو أنا ابن مبارك مثل جمال أو علاء وسألني أعمل إيه سأقول إن حلمي أن يستريح لأن هذا الرجل تعرض لأزمة إنسانية وهي وفاة حفيده، ومنذ ذلك الحين عقد في 25 مايو الماضي اجتماعا وزاريا موسعا للإعداد لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبعدها وحتى يومنا هذا عقد 98 لقاء وسافر في 18 رحلة داخل وخارج مصر، وهو جهد لا يطيقه بشر، وأنا شخصيا مشفق عليه، ولو أنا شاب لن أستطيع فعل ذلك، فهو يتمتع حتى الآن بكامل اللياقة الذهنية والجسمانية لأداء مهامه، ولكنني أقول كابن إنه آن أن يستريح.
وعلى المستوى السياسي هناك احتمالان لابد أن تتضمنهما “خطة بديلة” للتعامل مع الموقف في حالة حدوث أحد أمرين إذا لم يرشح الرئيس نفسه أو الخلو المفاجئ لمنصب رئيس الجمهورية، ولابد أن يكون الرئيس طرفا في هذه الخطة لأن من واجبه أن يعد لمستقبل هذا البلد بأمانة، وهذا الرجل يعرف كيف يحمل الأمانة، فإذا وجدت الخطة البديلة فلا مشكلة سياسية، وليكن قراره ما يشاء، أما إذا لم تكن موجودة فأنا مع بقائه في الحكم حتى ولو لـ 150 سنة، لأنه أفضل من المجهول.
* عمرو اديب : ولكن نظريا وعمليا وإكلينيكيا؟
ـ- عماد اديب : لا أستطيع أن أخوض في هذا الأمر، لأنني غير مؤهل لذلك، حيث يدخل هذا الأمر في علم الاحتمالات.
* عمرو اديب : في 2011، أليس من الأفضل أن يأتي شخص آخر بفكر مختلف ونري ما يسمي بتداول السلطة؟
ـ- عماد اديب : هذا ما يقرره الشعب المصري.. فالرئيس مبارك يحكم المصريين، فإذا أجرينا تعديلا للمادة (76) من الدستور لتعطي منحة تسمح بتعددية المرشحين للانتخابات الرئاسية، سنكون أمام احتمالين، إما أن يرشح الرئيس نفسه أو لا.. فإذا رشح نفسه فسيكون أمام الناخبين فرصة لاختيار من يرونه الأفضل بالاقتراع المباشر.
* عمرو اديب : بيني وبينك.. هل تعلم من هو الرئيس القادم لمصر؟
ـ- عماد اديب : أقسم لك بالله لا أدري عنه شيئا، ولو أعلم من هو الرئيس القادم لم أكن لأثير هذا النقاش.
* عمرو اديب : ليه عندنا إحساس أن جمال مبارك هو الرئيس القادم؟
ـ- عماد اديب : كل ما أستطيع قوله عن جمال مبارك رغم أنني لست متحدثا باسمه ولست قريبا منه كما يشيع البعض.
جمال مبارك شاب وطني مصري ممتاز مثل كثيرين من الشباب المصريين أتاحت له الظروف أن يكون قريبا من مصادر صناعة القرار، الشيء الإنساني الذي أستطيع أن أجزمه لك أن جمال مبارك موجود لسببين في المنصب الذي يتولاه الآن، الأول إنساني والثاني سياسي.
الأول: أنه يريد أن يكون قريبا ليخدم والده الرجل الذي يشعر أنه يعطي 24 ساعة فيشعر جمال أنه أحد الأطراف التي تساعده، وهذا شيء إنساني وموجود في أنظمة كثيرة في العالم، ولكن السؤال الذي يعيب جمال مبارك هل هو موجود وفق نظام سياسي يسمح بتنافسية أم لا؟
* عمرو اديب : لو لم يكن جمال ابن الرئيس، هل كان ليصل الى هذه المكانة؟
ـ- عماد اديب : هو نفسه يعترف بذلك، وقد سألت هذا السؤال نفسه للأمير خالد بن سلطان، فأجاب نعم لأنني ابن الأمير سلطان، لكن لا يجب أن يعيش الإنسان حياته يعتذر لأنه ابن فلان.
* عمرو اديب : يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل إن جمال مبارك أتيح له ما لم يتح لغيره بقوة السلطة، وتم وضعه في منطقة أدت الى انفجار حملات أثرت على صورته.
ـ- عماد اديب : هذا رأيه، ولكن الذي يشين أو يمجد جمال مبارك هو هل يمارس دوره وفق القانون والنظام أم لا.
المشكلة أنه لا يوجد اسم محدد أو شكل محدد من الـ 80 مليون مصري مطروح للرئاسة، وللمرة المليون المشكلة ليست من ولكن كيف، ولابد أن يكون هناك نظام يسمح بالسماحة والمرونة السياسية، وأن يكون هناك أكثر من متنافس لهم نفس الحقوق والواجبات حتى نحسن الاختيار.
* عمرو اديب : هناك من يقول إن هناك هرما تنظيميا داخل الحزب الوطني وأن قمته تعلم من هو الرئيس القادم لمصر.
ـ- عماد اديب : أتحداك.
* عمرو اديب : هل تعني أن القيادة داخل الحزب الوطني لا تعلم أن هناك شخصية مهمة ستصبح على مقعد الرئيس؟
ـ- عماد اديب : هناك من يريد جمال مبارك الرئيس وهناك من لا يريد ذلك داخل الحزب الوطني، ولكن دوافع الطرفين ليست المصلحة العامة ولكن قضايا خلافات أجنحة داخل الحزب الوطني، المشكلة التي تواجهنا الآن أن هناك انشغالا شديدا جدا بالقضايا التالية أولا أن هناك برنامجا رئاسيا وهناك انتخابات تشريعية وخلافه.
وأنا نفسي أفضل أن يأتي شخص من عامة الشعب في ظل معادلة سياسية وتوافق سياسي داخل الحزب الوطني برعاية الرئيس مبارك، لأنه في حالة أن يتم الاختيار في عدم وجود الرئيس مبارك ستكون هناك مشكلة خطيرة للغاية، ومن يدعي أن الحزب الوطني بتشكيلاته قادر على أن يحدث الانتقال الآمن والسلس للسلطة فهو مخطئ وأعتقد أن هناك مشكلة.
* عمرو اديب : هل تتخيل أن يقف الرئيس مبارك ليزكي نجله في مؤتمر الحزب القادم أو الذي يليه أمام الناس.
ـ- عماد اديب : لا أتخيل ذلك، ولكن اللجنة العليا للحزب ستقوم بترشيح اسم رئيس الحزب المقبل وللمرة المليون لا يعنيني الاسم، ولكن أن يكون ذلك الشخص برعاية وفي حياة الرئيس مبارك.
* عمرو اديب : أليس من المحرج أن يزكي مبارك نجله حتى ولو اختارته الهيئة العليا للحزب.
ـ- عماد اديب : الرئيس مبارك رجل يحترم تاريخه ولا يمكن أن يحسب عليه وجود مصلحة خاصة.
لو كان هناك شخص مؤكد تجهز له الأمور لم أكن لأقلق على مستقبلنا السياسي، لأن في هذه الحالة سأتفق أو أختلف معه، ولكن قلقي من نقطتين أن هذا السيناريو غير واضح، وأن النظام الدستوري الحالي لا يتيح الفرصة لأكثر من مرشح من قوي عديدة أو مستقلة أن تتنافس.
والنقطة الثانية أن الحزب الوطني في طريقة تركيبته حتى الآن لا يعبر عن مجموعة متجانسة من الداخل والناس تتصرف، وكأن الحزب الوطني هو وحده الذي يقرر رئيس مصر المقبل.. في حين أن الرئيس مبارك حتى وإن لم يكن في أي منصب يستطيع أن يتم الضمان الآمن لعملية الاختيارات داخل الحزب، لأن الرئيس له ثلاثة مناصب رئيس الدولة ورئيس الحزب الحاكم والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
كما أن رصيد الرئيس مبارك على مدار 60 عاما في العمل العسكري والسياسي والشعبي يكفل له أن يكون الضامن للاختيار.
* عمرو اديب : يطالب الأستاذ هيكل بإنشاء قيادة جماعية لفترة مؤقتة إذا غاب الرئيس مبارك وتضم اثنين من قادة القوات المسلحة وهما المشير طنطاوي والوزير عمر سليمان واثنين من فقهاء القانون هما الدكتور يحيى الجمل والمستشار طارق البشري، واثنين من العلماء المهاجرين هما الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب، إضافة الى الدكتور محمد البرادعي والطبيب الشهير محمد غنيم وأستاذ الاقتصاد حازم الببلاوي، فما ردك؟
ـ- عماد اديب : من حقه أن يفكر وهو اقتراح عظيم، وهو يتكلم عن أمناء للدستور، وهذه الأسماء شديدة الاحترام، ولكن هذا الأمر يذكرنا بنوع ما بالاتحاد السوفيتي القديم، مع احترامي لكلام الأستاذ هيكل.
ثانيا: أنه يلغي أدوار كل المؤسسات.
ثالثا: أنه لا يوجد نص دستوري يشير إليه في كلامه.
رابعا: إن أصغر شخص في الأسماء المختارة عنده 65 عاما كنت أفضل أن يقترح هيكل دون أن يسمي أسماء، وهنا فيه نوع من التفضيل.
* عمرو اديب : ما الجهات التي يمكنها أن تحدد رئيس مصر المقبل؟
ـ- عماد اديب : في ظل وجود الرئيس، الرئيس نفسه والحزب، وفي ظل عدم وجوده القوات المسلحة هي التي ستحدده.
* عمرو اديب : ماذا عن الأسماء المطروحة مثل عمرو موسى والبرادعي؟
ـ- عماد اديب : هذه من الأشياء التي تذهلني لأن أحدا لم يناقش كيفية مجيء هذه الأسماء الى كرسي الرئاسة.. كل هذه الأسماء لها كامل احترامها.. لكنني ضد الأفكار التي تطرح على سبيل المناقشة “الفنتازية”.. فهل هذه الأفكار قابلة للتطبيق أم لا.
وهنا أطالب بوجود حالة حوار عامة بين الجميع، بدلا من أن تحاور كل جهة وتناقش داخل نفسها.. هناك للأسف 3 أشياء لا تحدث في مصر، وهي حالة الحوار، وحالة التفاوض وحالة المقايضة.
أنا شخصيا مؤمن بضرورة الحوار مع كل التيارات حتى غير الحزبية، فرغم أنني شخصيا ضد الإخوان المسلمين وضد الدولة الدينية إلا أنني مؤمن بالحوار.
* عمرو اديب : هل الحديث عن مرشح الرئاسة جاء مبكرا؟
ـ- عماد اديب : بالعكس، لابد من الحديث عن مرشح الرئاسة قبل الانتخابات التشريعية حتى يتمكن المواطن من معرفة مرشح الحزب للرئاسة قبل أن يرشحه في البرلمان، وعلى فكرة المواطنون مع الرئيس وليسوا مع حزب الرئيس بدليل أن النسبة التي حصل عليها الرئيس في الانتخابات الرئاسية تزيد على النسبة التي حصل عليها حزبه في الانتخابات التشريعية بحوالي 40% مما يعني أن الناس تختار الرئيس لا الحزب.
وأخيراً أتمنى أن أكون مخطئاً في كل ما قلت وأن يصدق من يقولون إن هناك مؤسسات تؤمن انتقال السلطة في مصر.
فيديو عماد اديب في برنامج القاهرة اليوم مع عمرو اديب عن اختيار الجيش لرئيس مصر القادم و جمال مبارك
السيد الرئيس محمد حسنى مبارك هو الانسب لهذا المنصب لانه رجل حكيم