مصريات
وجود الكاتب الكبير جمال سليم في مؤسسة روز اليوسف كواحد من أشهر كتابها هل ساهم بشكل أو بآخر في اهتمام الطفل عمرو سليم بالكاريكاتير؟
– طبعا .. لقد ساهم بنسبة 100%، فوجود والدي في مؤسسة روز اليوسف كواحد من أهم كتابها جعلني أضمن كل أسبوع وجود أهم إصدارات المؤسسة في منزلنا وهذا جعلني أتابع عدداً كبيراً من رسامي الكاريكاتير العباقرة مثل صلاح جاهين وبهجت وحجازي وبهجوري واللباد ويهاب شاكر وغيرهم وهذا ساهم في تكوين الرسم لدي بشكل صحيح منذ سنوات عمري الأولي وجعلني أمتلك عيناً سليمة.
* متى أخذ عمرو سليم قراره باحتراف رسم الكاريكاتير؟
– لم يكن قراراً ولكن المسألة كانت مجرد صدفة فلقد اصطحبني والدي الى روز اليوسف “ومن يومها بدأت الحكية”.
* وكيف استطاع عمرو سليم التميز وسط من عاصرتهم من أساتذة الكاريكاتير أمثال محيي الدين اللباد وحجازي وبهجت عثمان؟
– لم أحاول التميز مع سبق الإصرار والترصد ولكنها مسألة تأتي تلقائياً فلقد حاولت في البدية أن أتعلم منهم جميعاً بقدر الإمكان سواء فيما يتعلق بتكوين الفكرة و”عفقها” كما يقولون أو ما يخص الخطوط، ثم بدأت أتابع أزمات الشارع المصري وأرصدها بطريقتي الخاصة بعد ذلك. لكن يظل أهم ما تعلمته في مدرسة هؤلاء أن رسام الكاريكاتير ليس محاسباً تعدم رسوماته في نهية السنة المالية.. لكن وجود توقيعي على رسوماتي يجعلها بمثابة شهادة موثقة يحفظها التاريخ.. إذا رآها الناس بعد 100 سنة “يا يترحموا على يا لعنوني” ومن هنا تكمن خطورة فن الكاريكاتير في ريي.
* عمل عمرو سليم في أكثر من جريدة لكل واحدة منها توجهاتها وسياستها المختلفة، أفادك أم أضرك؟
– أفادني جداً، لأن كل مكان جديد بالنسبة لي هو متنفس جديد، أري من خلاله شباباً جديداً وأفكاراً جديدة لأن كل مطبوعة لها روحها الخاصة، والرسام المحترم هو من يستطيع أن يحافظ على نفسه وسط الأمواج المتلاطمة في الصحف وهذا ما نجحت فيه، فلقد حافظت على اسمي وشخصيتي برغم الأماكن المختلفة التي عملت فيها، وأتحدى أي شخص يقول إن عمرو سليم الذي رسم في روز اليوسف غير الذي رسم في جريدة الدستور أو المصري اليوم، ” أنا ما قدرش أقول الصبح في مكان عاش الحزب الوطني وبعد الضهر ألعنه في مكان آخر”.
* علاقتك بالرقابة هل هي علاقة ود أم صدام ؟
– لا ود ولا صدام، فأنا علاقتي الرئيسية بالقارئ وليس بالرقابة، فالقارئ عندي هو الأساس. فأنا أرسم ما أحب أن أرسمه وما يجعلني مستمتعا وأنا ارسمه، لكن عيني تكون على القارئ لأنني في النهية أعبر عن أفكاري التي هي صوت لأفكاره.
* ومن يحدد لك سقف الحرية الخاص بـ عمرو سليم ؟
– أنا الذي أحدد سقف الحرية الذي أرسم من خلاله بالرغم من أن كل مطبوعة لها سقف الحرية الخاص بها “واللي يقول مالناش سقف يبقي كداب” لأن كل مطبوعة لها حدود لحريتها، ولها حساباتها الخاصة التي أحيانا تكون حساباتها من تحت الترابيزة.
* ارتباط الكاريكاتير بالسخرية جعل الكثير من الناس يتصورون أنه مجرد نكتة مرسومة، هل يغضبك هذا؟
– أبداً، النكتة تأخذ من الكاريكاتير والعكس .الفرق الوحيد بين الاثنين أن الكاريكاتير ينسب الى صاحبه الذي يتحمل مسئوليته الأدبية، أما النكتة فهي دائماً مجهولة المصدر. لكن هذا لم يمنعها أبداً من مناقشة أمور سياسية واجتماعية غية في الأهمية فهي لا تقل عن الكاريكاتير أبداً.
* هل ترى أن الكاريكاتير ليزال يمتلك التأثير القوي الذي كان يتسم به في الماضي؟
– لابد أن نعترف أن الكاريكاتير قد مر بفترة ركود في نهية السبعينيات بعد أن سيطر عليه مجموعة من الرسامين الذين تخطوا الـ 70 ومنعوا ي فرد يمتلك أفكاراً جديدة من الدخول الى عالم الكاريكاتير وهذا ما أصاب الفن بالركود لفترة طويلة الى أن جاءت تجربة الدستور التي أنجبت جيلاً جديداً من رسامي الكاريكاتير حرك المياه الراكدة وأدي الى انتعاش فن الكاريكاتير بشكل عام في كل الإصدارات المصرية حاليا فأعادوا للكاريكاتير تأثيره القديم . لكن يجب أن ننتبه الى أن الكاريكاتير ليس حبة أسبرين ستأتي بنتيجة بعد ربع ساعة من تناولها ولكن التأثير يأتي بالتراكم وبتواصل الأجيال مثله مثل أي فرع آخر من فروع الفن.
* هل تعتقد أن رسامي الكاريكاتير هم أول المستفيدين من أزمات المجتمع المصري؟
– لا، رسام الكاريكاتير متعيش مع الأمور كي مواطن عادي في مصر، لكنه يملك وسيلة للتعبير عن ريه فيما تمر به بلده من أزمات.
* هل قمت من قبل برسم كاريكاتير وسبب لك أزمة؟
– لا أبدا، فبالرغم من أنني كنت أصاب بالرعب من كم الجرأة التي كنت اعمل بها ..
انت راجل محترم بغض النظر انك زملكاوى