مصريات
بقلم :محمد هشام عبيه
الموضوع قد يكون حساسا هذه المرة، مما يمكن وضعه تحت بند “للكبار فقط”، وعليه فرجاء ألا يقرأه أحد ممن تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاماً ،التزاما بقواعد المصنفات الفنية والآداب العامة!
وسط كل الأخبار والاكتشافات العلمية التي تحدث كل يوم تقريبا في كل مكان في العالم باستثناء مصر باعتبارها هي كوم والدنيا دي كلها كوم تاني، كان هذا الخبر الصدمة “تصنيع السائل المنوي في المعامل لأول مرة في التاريخ” ،اهدى كده وروق…مش قلنا في الاول الموضوع للكبار فقط! وحتى لا يروح ذهنك إلى بعيد فالتفاصيل مدهشة جدا ومفزعة جدا أيضا ، وتقول بأن علماء بريطانيين نجحو فيما يمكن وصفه بتخليق السائل المنوي باستخدام الخلايا الجذعية لجنين ذكر -ما هو لازم يكون ذكر..العلم لم يتقدم لأبعد من هذا يا سيد!-عمره خمسة أيام، نتائج هذه الصدمة العلمية من الناحية النظرية تقول بأنه يمكن بواسطة هذا السائل المنوي ظهور أجيال من الأطفال “مشتركة الأصل” متشابهة غالبا في الصفات والشكل والحجم…هذه قصة فيلم خيال علمي مائة بالمائة ،لكنها الآن باتت حقيقة علمية يقف في زورها الآف من الاعتراضات والتحفظات الدينية والاخلاقية ، لأن هذا الكشف ببساطة شديدة يحذف الرجل من القائمة..يعني سيادتك -لو كنت راجل ملو هدومك كده وفوق الـ18 سنة زي ما اتفقنا!- فلن تصبح لك “عازة” من الناحية -إحم- البيولوجية ، لإن ليه المدام توجع دماغها بالزواج وبلاويه ومشاكله، وهي تستطيع أن تنجب “بيبي” جميل حلو يشبه أطفال اعلانات الشامبو ،وباستخدام ذلك السائل المنوي “البشري”.
لكن على الجانب الآخر فإن هذا الكشف العلمي – بغض النظرعن أي خلافات وسجالات أخلاقية لم يتم حسمها حتى يوم الدين- يفتح باب الامل من جديد لكل الذين يعانون من العقم ،إذ يصبح بالإمكان -ربما بعد سنوات- أن يتم تخليق سائل منوي من خلاياهم الجذعية لتتم عملية التخصيب الشرعية، مع الزوجة ليكون الناتج طفلا ابن حلال مصفي ، المثير أنه في وقت الاعلان ذاته عن “السائل المنوي المصنع” آعلنت شركة جوجل العملاقة عن إطلاق أول نظام تشغيل للكمبيوتر الخاص بها بدءا من العام المقبل، لتدخل بذلك حلبة الصراع الشرسة مع شركة “مايكروسوفت”التي يستخدم 90% من مالكي الكمبيوتر في العالم برنامج تشغيلها الأشهر “ويندوز”.
شئ مدهش يا جدع ..تحس إن الموضوعين موصلين ببعض..تشعر بأن العاملين في موضوع “السائل المنوي المصنع” يعملون في “جوجل” وتحس أن موظفي -بس ما تقولش موظفين- جوجل كانوا شغالين مع العلماء البريطانيين وهم يتوصلون إلى كشفهم المذهل..الاثنين يضعون المستحيل أمامهم كهدف لابد من تحقيقه..أي نعم فكرة أن تنافس كيان مرعب كـ”مايكروسوفت” له أذرع أخطبوطية في كل بيت في العالم وليس في كل مؤسسة ،هذا هو المستحيل بعينه ، تماما كفكرة أن تسعى لتصنيع السائل المنوي بطريقة غير تقليدية، هذا أيضا مستحيل آخر حتى لو كنت متحفظا على مرجعيته الدينية وإن كان إطاره النظري يبدو مقبولا جدا..غصب عنك ستجد نفسك “مجرور جر” لمقارنة أحوالنا بأحوال هؤلاء الذين لا يكفون عن العمل للحظة ، يولد الواحد منا في مصر وكله نشاط وحيوية ورغبة في الحياة وتعمير الدنيا – تماما كعلماء بريطانيا وخبراء جوجل- حتى يكبر تدريجيا وتصيبه إحدى اللعنتين ..إما أن يكتشف أنه “مفيش فايدة من محاولة النجاح في البلد دي” وإما أن يقرر الاستسلام لليأس و الفشل وينخفض سقف طموحه وتصبح قدرته على المقاومة والتغيير شديدة الهشاشة، تقريبا الحاجتين حاجة واحدة! لهذا مثلا تكون الأحياء الجديدة نظيفة عند ظهورها لأول مرة ثم يبدأ القبح والزبالة في التوطن بها..يقاوم الناس ذلك لفترة ثم”تسسسسسسسسسس”تخفت الهمة والعزيمة وما أحلى العودة للاستسلام وما أحلى عد الأيام وهي تمر وهييييييييييه بكره هنموت إن شاء الله!
عندما يكون لدينا شركة أو مؤسسة تمتلك جرأة شركة “جوجل” في المنافسة والبدء من ما قبل الصفر ولديها ثقة في الانتصار ولو بعد حين، وعندما تكون لدينا شجاعة علماء بريطانيا ورغبتهم في أن يكونوا طرفا يمنح الفرحة و البهجة لأناس تعساء لا يعرفونهم ويبعدون عنهم الآف الاميال، عندها فقط يمكن ن نقهر رموزنا المصرية المعاصرة كالتوريث والفساد والظلم ، أما إذا بقى حالنا على ما هو عليه ..فلا تتوقع -رجاء- أكثر من حالنا..نقوم بنسخ الويندوز ببراعة شديدة لنلعب عليه “الجاميز” ونقف في طوابير في قلب بريطانيا لنبحث عن “السائل المنوي المصنع” وهذا بالمناسبة يعني أننا -بعيد عن السامعين- عندنا عقم لا علاج له في بريطانيا ولا جوجل..يعني مش هنعرف نخلف يا حضرات ..وده أحسن بصراحة!
منهم لله البعداااااااااا اذا كانو المجوجلين ولا بتوع السايل المنوى دول
دول عالم مش عايزين يتقدمو زى حالاتنا كده!!!!!!! دول لازمن ولابد يخترعو شيشه ديجيتال مثلا عشانا……او طريقه تصنيع المش من غير دود!!!!!!
كده يعنى …….حاجه تكون مفيده للبشريه وللعالم النايمه زىنا كده
رووووووووحو يا بعدا وانتو مش ناويين تنامو سبعتلاف سنه زينااااااااا