فاروق حسني في برنامج “واحد من الناس” : علاقتي مع مبارك تتعدى كونه رئيساً
أعرب فاروق حسنى، وزير الثقافة، عن حزنه الشديد لما سماه «مزايدة» بعض أعضاء الحزب الوطنى، على موقفه من قضية الحجاب، وأكد أن بعض الظروف أفسدت صداقته مع الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، خاصة بعد دخوله فى مشكلة مع طلعت حماد، وزير شؤون مجلس الوزراء السابق.
وقال حسنى للإعلامى عمرو الليثى، فى برنامج «واحد من الناس»، مساء أمس الأول: «إن الرئيس مبارك يعرف كل صغيرة وكبيرة فى الدولة، وأنه لا يعرف «الدلال»، وأن علاقته بالرئيس تتعدى كونه رئيساً» مؤكداً أن الاستقالة التى كان قد تقدم بها، عقب حادث حريق قصر ثقافة بنى سويف، كانت حقيقية ولم تكن هروباً من المشكلة.
وأضاف: أنا شعرت بظلم كبير من المجتمع، خاصة أن حادث قصر الثقافة، مسؤولية «ناس صغيرة»، لأن ما حدث كان فى مهرجان وله رئيس مسؤول عنه، مؤكداً أن ما حدث كان «صدمة» عنيفة له. وتابع: «حين ذهبت إلى الموقع هالنى الموقف، ووجدت المكان مليئا بالديكورات القابلة للاشتعال، والموقف كان مأساويا جداً، والناس أدانتنى لدرجة أننى لم أستطع أن أتحمل فقدمت استقالتى».
وأوضح حسنى: لم أشعر بتأنيب الضمير بعد الحادث، لأننى لم أضع رجالاً غير أهل للمسؤولية فى مناصبهم، وأنا شخصياً سعدت جداً لصدور براءة رئيس الهيئة، وشعرت بقسوة المجتمع فى ذلك الوقت بشدة.
وأضاف: خلافى مع طلعت حماد أثر جداً على علاقتى بالدكتور الجنزورى، ويقال إنه طرح عدة أسماء لخلافتى فى الوزارة، موضحاً أن الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، رجل محترم وفى منتهى اللطف، وأنه سعيد جداً بالعمل مع الدكتور أحمد نظيف، لأن لديه خيالاً.
وتابع وزير الثقافة: لا توجد أى مشكلة فى أن أعمل مع رئيس وزراء أصغر منى، فالمناصب مسؤوليات وأنا كنت أصغر وزير ومعى ناس أنا أصغر منهم فى السن، مثل سعد وهبة، الذى كان رئيسى، وبعدها أصبحت أنا رئيسه.
وأضاف: شعرت بظلم شديد بعد واقعة الحجاب، وكانت لدى رغبة شديدة فى اعتزال السياسة بشكل كامل، خاصة بعد «اغتيابى» فى مجلس الشعب، من جانب الحزب الذى أنتمى له، وأنا سمعت بهذا الكلام من خلال الهاتف، فطلبت من سكرتيرى جمع متعلقاتى وإرسالها لى فى منزلى، وبصراحة تحرجت من أن أبلغهم باستقالتى فى مكتبى، وطلبت منهم فقط جمع متعلقاتى.
وتابع الوزير: كان الرئيس مبارك فى غاية النبل معى أثناء تلك الأزمة، وتحدث معى بكل قوة وعاطفة، لأنه أدرك أن الموقف غير صحيح، وكان ذلك له أثر بالغى فى نفس، مشيراً إلى أن السياسة «لعبة» وأنه لا يحب أن يكون سياسياً، لأن السياسة عبارة عن تصورات وردود أفعال وأشياء لا يملكها،
وأوضح أن خصومه استغلوا هذا الموقف ضده. وعن علاقة السلطة بالمال قال حسنى: «إذا كان صاحب المال يريد أن يصبح صاحب سلطة فهذه مسألة غير طبيعية، أما أن تأتى السلطة صدفة لصاحب المال فهذا الأمر طبيعى» موضحاً أنه ليس فى كل الأحوال تؤدى فكرة جمع السلطة مع المال إلى الفساد، مستنكراً استغلال السلطة فى زيادة رأس مال صاحب المال.
وأضاف: فكرت فى عمل مركب ووضعت كل مالى فيه، وكان اسمه «سنوحى»، وفى أحد الأيام فوجئت بالرئيس مبارك يتصل بى ويسألنى عن حكاية المركب، فقلت له إننى وضعت كل أموالى فيه وأننى شريك متضامن، فطلب منى أن أبتعد عن هذا الموضوع، فقلت له حاضر، وأننى لدى حصة فقط فى المركب، وأنا خسرت كثيراً بسبب ذلك.
واستطرد الوزير: لم يكن فى طموحى أو أحلامى أن أصبح وزيراً، وأنا جئت إلى منصبى عن طريق الصدفة، لأننى كنت مساعداً للدكتور عاطف صدقى، وكانت تربطنى به صداقة متينة، وهو رجل تعلمت منه الكثير، وأوضح أن أسرته تنتمى إلى الطبقة المتوسطة، فالوالد كان كبيراً للمفتشين فى المجلس البلدى، وكانت له «شنة ورنة».
وأضاف: والدى توفى وعمرى ١٠ سنوات، وكان رجلاً شديد الصرامة والحزم، وكانت الأسرة تسكن فى حى الأنفوشى بالإسكندرية، موضحاً أنه ليس من طموحه أن يصبح ثرياً ولا أن يمتلك طائرة، وإنما كانت تطلعاته جميعها فنية،
وتابع: «والدتى كانت شخصيتها قوية، وهو ما أثر فى شخصيته إيجاباً» موضحاً أنه حزن شديداً لوفاتها. وتابع حسنى: لم أفكر من قبل فى أن أصبح زوجاً وأباً، قبل سفرى إلى باريس قبل سنوات طويلة، وقال: «خطبت وفشلت رغم أن علاقتنا كانت عن قصة حب» معرباً عن عدم ندمه لعدم زواجه حتى الآن،
وقال: «لما أرجع لذكرياتى القديمة أقول لنفسى: لو تزوجت فلانة كانت ظروفى هاتبقى كذا دلوقتى.. وأنا الآن أستطيع أن أضع نفسى فى إطار تحررت منه».