بقلم الكاتبة عزة سليمان: تكلمت عنها من قبل ومازلت وسأظل اذكرها كلمات أجدادي المصريين العظماء…. وحوي يا وحوي ايوحا ومعناها.. أهلا بالقمر كلمات مصرية جميلة وقديمة قدم مصر الأرض الطيبة وسبقها الحضاري وناسها المأصلين من آلاف السنين.
كم كنت أرفض وأنا طفلة صغيرة أن أغني هذه الكلمات الجميلة التي لم أكن أفهم معناها وكنت دائما أسأل الكبار ماذا تعني هذه الكلمات والكل يقول مش عارف أهي أغان تعودنا عليها، بالفعل لغاية 200 سنة تقريبا وهي الفترة التي بدأ فيها اكتشاف لغز الكتابات المصرية العظيمة وأشهرها الهيروغليفة لم يكن أحد يعلم شيئاً عن كلماتنا المصرية وحضارتنا وحجم السرقة التي سرقت منها وقد تكون بالفعل أكبر سرقة في التاريخ، المصريون حاليا لايعلمون أن هذه الأغاني التي تعودنا عليها هي أغانينا المصرية القديمة قدم الزمن وعمر يقدر بآلاف السنين، كنا احنا المصريين بغنيها ابتهاجا بقدوم شهر الصيام واستعجالا لظهور القمر – أيعح الذي تحور الى اياحا أو ايوحا- بسرعة والصيام واقامة الاحتفالات زي ما بنحتفل احنا المصريين النهارده وخلينا كل الدول المجاورة تحتفل مثلنا فما أجمل الاحتفالات والسعادة.
كان المصريون أيضا يغنونها وهم حاملو الفانوس – يقول البعض إنه كلمة مصرية فرعونية – في استقبال محبوبتهم المفضلة ايعح حتب ــ وتعني قمر الزمان – زوجة البطل ملك مصر في الأسرة 17 سقنن رع الذي شجعته لتحرير مصر من الحقاو خاسوت بالمصري – أي الهكسوس باليوناني وتعني حكام الأقاليم الأجنبية – الى أن اشتشهد زوجها وهو يحارب بنفسه بكرامة وشجاعة وعظمة المصريين وفي مقدمة الجيوش المصرية، لم ترض الا بتحرير مصر فقدمت ابنها الكبير ملك مصر كاموس الذي استشهد ايضا عظيماً كوالده ، لم تكتف بهذا بل قدمت هذه المرة ابنها وابنتها فقدمت…. أحمس البطل العظيم ملك ومحرر مصر وزوجته التي كانت اخته أحمس نفرتاري وكانت قائدة لكتيبة جيش وتم التحرير على ايديهم، وكيف بعد كل ده لا يستقبل المصريون معشوقتهم ايعح حتب بوحوي ايوحا و….. اهلا بالقمر.
لكل هذا وذاك فأنني أغنيها وأنا كبيرة مع الأطفال والكبار – وياريتهم يرجعوا يغنوا تاني – وحوي يا وحوي اياحا.
يقول تعالى “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ” هكذا بدأ د. نديم السيار كتابته عن الصيام في مصر القديمة في كتابه القدماء المصريين أول الحنفاء، وحنفاء كلمة مصرية تعني المتعبد.
مصر التي حاول اليهود وغيرهم سرقتها وطمس معالمها وهويتها العظيمة بشتي الطرق ولكن… يخيب أملهم بالكشف عن اللغة المصرية وحفظها ويعرف من الذي سبق بالكتابة بآلاف السنين عن نفس الموضوعات الدينية من صلاة وصوم وزكاة وحج ويسبقهم التوحيد وغيرها من الأمور الدنيوية.
كتب د. نديم السيار من خلاصة دراسات مضنية أن أجدادنا القدماء المصريين كانوا يصومون شهراً قمرياً بالكامل وهذا الشهر في الغالب هو رمضان وذلك منذ عهد النبي المصري ادريس صاحب الديانة الصابئة الموحدة بالله، بل إن كلمة صـــوم في الأصل مصرية وتعني المنع أو الامساك أو الحبس وانتقلت فيما بعد للعبرية والعربية، بل وكان المصريون يؤمنون بأن الصوم كفارة وبالمصري كفر – بفتح الكاف وسكون الفاء- تعني يغطي كل العيوب ويمحوها ونلاحظ أيضا التشابه بين كلمة كفر بالمصري وكلمة cover فكلاهما يعني غطاء أو إخفاء.
كان أجدادنا المصريون القدماء يصومون عن كل شئ الطعام والماء والكلام والنساء وكل ما يغضب الله مما نعرفه حاليا. وكانوا يصومون من الفجر وحتى غروب الشمس، والصيام يكون شهر قمرياً كاملاً يختتم بالصدقة والعيد و تسمي الصدقة أو الزكاة بالمصرية…. المـاعون.
ولهذا فشهر رمضان مقدس منذ قديم الأزل، بل ولقد ذكر الداعية محمد هدايت على احدى الفضائيات أن جميع الأديان نزلت في شهر رمضان، وكان رسولنا الكريم يعلم قدر هذا الشهر العظيم وظل يتعبد فيه لسنوات طويلة وحده في غار حراء الى أن نزل عليه القرآن في ليلة القدر، والقرآن ذكر فيه قصص عن بعض الأنبياء الذين سبقوا الديانات الابراهمية والبعض الآخر اعترف بوجودهم ولم يذكرهم..
قال تعالى “ورسلا قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك” صدق الله العظيم وأشهر هؤلاء الرسل المصريين مما ذكرهم القرآن النبي ادريس، والنبي المصري لقمان الحكيم- نبـي كلمة مصرية تعني سيدي نب تعني.. سيد والياء… ياء المتكلم، أي النبي هو سيد قومه وحتى الآن مازلنا نقول سيدي ابراهيم الدسوقي وسيدي فلان وفلان وما أكثرهم في مصر اللي بدعتهم – الذي جاءت باسمه سورة كاملة في القرآن الكريم، وهناك غيرهم من الأنبياء ذكرهم التاريخ المصري وكل هؤلاء اتبعهم المصريون ووحدوا الله بل كانوا أو ل الموحدين وأول الحنفناء، رحمة الله عليكم ياأجدادي المصريين، وحوي يا وحوي ايوحا، ورمضان كريم. عزة سليمان