فتاة أجنبية تحرق جثة صديقتها في الخلاء!
المتهمة تعترف وتقرر أنها تنتمي لطائفة تؤمن بحرق الموتي!
أحمد الإمام
هناك نوعية من الجرائم يرتكبها أصحابها وهم يعلمون انهم يخالفون القانون وفي هذه الحالة يكون لديهم استعداد لتقبل العقوبة ايا كان حجمها..
وهناك نوعية من الجرائم لا يشعر أصحابها بأنهم يرتكبون أي جريمة بالعكس يعتبرون ما فعلوه شأنا شخصيا لا يضر أحدا ولا يمثل مخالفة للقانون وبالتالي لا يستطيعون استيعاب فكرة تعرضهم للعقاب والمساءلة.. »باختصار حسابي انهم معملوش حاجة«ونحن في هذا الحادث علي موعد مع واحدة من هذه الجرائم..
فمرتكبة الجريمة أو المخالفة القانونية أوكرانية لا تعتنق أي ديانة سماوية وتنتمي الي طائفة مجهولة من ضمن طقوسها حرق جثث الموتي المنتمين لهذه الطائفة.. وبناء علي ذلك قامت بحرق جثمان احدي صديقاتها التي تنتمي لنفس الطائفة دون أن تدرك أن القانون المصري لا يسمح بحرق جثث الموتي ولا يعترف سوي بالدفن كوسيلة وحيدة لاكرام الموتي بعد مفارقتهم للحياة.
ووقعت »ناثاليا« تحت طائلة القانون ودفعت ثمن جريمة .. تعتقد انها لم ترتكبها.. أو بمعني أدق لم تكن تعلم انها جريمة!
منذ سنوات قليلة وطأت قدما الاوكرانية »ناثاليا« مصر بعد أن حضرت ضمن فرقة موسيقية روسية تعاقدت علي احياء بعض الحفلات الموسيقية في مصر.. وبعد انتهاء الفرقة من تنفيذ تعاقدها عادت إلي بلادها الا أن ناثاليا رفضت العودة وقررت البقاء في مصر حتي اشعار آخر.
وبعد شهور قليلة لحقت بها صديقتها »أوليجا« التي كانت تعمل مضيفة في احد الفنادق الكبري.
عاشت ناثاليا وأوليجا في عزلة تامة عن الجميع حيث تتوجه كل منهما الي عملها وتعود الي الشقة التي تقيمان بها بالقرب من كورنيش النيل بالمعادي ولا تخرجان الا في اليوم التالي.
فجأة تدهورت الحالة الصحية لاوليجا بشكل مفاجيء وكانت الصدمة الكبيرة عندما اكتشفت عند عرضها علي الاطباء انها مريضة بالسرطان وفي مرحلة متأخرة من المرض.
تدريجيا بدأ المرض يحكم قبضته علي جسد أوليجا الضعيف وأصبحت عاجزة عن الذهاب الي عملها وبدا واضحا ان الموت يزحف نحوها ببطء.
كانت ناثاليا حزينة للغاية من اجل صديقتها التي تعد سندها الوحيد في الغربة علي بعد آلاف الاميال من وطنهما.. وقررت أن تعتني بها حتي آخر لحظة في حياتها.
وصية محيرة
شعرت أوليجا ان نهايتها اقتربت وقررت أن توصي صديقتها بوصيتها الاخيرة وطلبت منها أن تقوم بشحن جثمانها بعد رحيلها الي بلادها حتي يتم حرق الجثمان وفقا لطقوس الطائفة الدينية التي تنتميان لها.
وبالفعل لم تمض سوي أيام قليلة الا وفارقت اوليجا الحياة وحان موعد تنفيذ الوصية.
جلست ناثاليا أمام ثلاجة المستشفي المودع بها جثمان صديقتها وظلت تفكر بعنف في المأزق الذي وجدت نفسها فيه فهي من جانبها تتمني تنفيذ وصية صديقتها ولكنها لا تملك النفقات الباهظة التي تحتاجها عملية شحن الجثمان الي بلادها الي أن توصل عقلها في النهاية الي حل سحري لهذه المشكلة وقامت باخراج جثمان صديقتها من المستشفي ونقلته الي المنزل في سيارة الاسعاف بحجة تشييع الجنازة من هناك ثم قامت بنقل الجثمان بعد ذلك الي احدي المناطق الجبلية المتاخمة لجبل المقطم وبدأت في مراسم حرق الجثمان وفقا للطقوس الخاصة بالطائفة الدينية التي تنتمي اليها.
وكادت أن تتم طقوسها العجيبة حتي النهاية لولا تصادف مرور دورية أمنية علي الطريق حيث جذب انتباههم الدخان الكثيف المنبعث من حرق جثمان الفتاة الاوكرانية وقاموا بالقاء القبض علي ناثاليا والتحفظ علي الجثمان المحترق.
تم عرض ناثاليا علي النيابة التي باشرت التحقيقات معها حيث اكدت الفتاة انها لا تعلم ان ما قامت به غير مسموح به في القانون المصري حيث كانت تنوي شحن الجثمان الي اوكرانيا حتي يتم حرقه هناك ولكن التكاليف الكبيرة لعملية الشحن والتي تفوق طاقتها حالت دون ذلك فاضطررت لتنفيذ وصيتها بحرق الجثمان في مصر.
ووجهت لها النيابة تهمة التمثيل بالجثة وامرت بحبسها علي ذمة التحقيق وحرص وكيل النيابة علي أن يؤكد لها أن الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة وان القانون المصري لايسمح بالتخلص من جثث الموتي بأي طريقة غير الدفن وهو ما تنص عليه الاديان السماوية.