في البكاء على أطلال الزبالة
مصريات
إذا كانت النظافة من الإيمان فهل القذارة من الكفر سؤال اطرحه على السادة المسئولين الذين وعدونا بالنظافة في 2010 في الخطة الخماسية (أبقي قبلني) و التي من المتوقع ان تمتد لعام 2050 رحم الله عباد المسلمين .. وإذا كانت القذارة من الكفر فما هو حكم الفرائض و النوافل التي نقوم بها الآن؟ و خلف الجامع مخازن زبالة و أمام المنازل أطلال و أطلال ..و ما الهدف من التشبه بالجاهلية وإحياء تراثهم في البكاء على الأطلال و ترك عباد الله يولولون على اطلال زبالتهم و يلطمون على وجوههم من الرائحة في مؤامرة سياسية لتشجيع الناس على الهيام في الصحراء و الابتعاد عن العاصمة و القمامة .. ورغم ان التاريخ لم يذكر لنا نوع الأطلال التي بكاها الكفار الا أنها في الغالب من مخلفات الحروب و هي لا تختلف عن مخلفات الشعوب خاصة الأكولة مثلنا و التي تعيش بدافع الأكل و بهدف الاستهلاك الدولى او المحلي .. و الغريب اننا نجهل حتى الآن موقف قبيلة قريش من شركات النظافة و لماذا كانت تترك مخلفات حروبها كالأطلال .. فهل هذا بدافع تشجيع مواهبهم في البكاء عليها ام رحمة بالكائنات الحية التي تعيش فيها و التي نستأنس بها الآن من صراصير سلاح مشاة و طيران و ناموس اف 16 و نمل فارسي تم تخصيبه في ايران ناهيك عن سلاح الفئران و ميليشيات العرس التي تجوب الطرقات في أقذر استعمار مسلح شهدته البلاد بعد الهكسوس ..
و المعروف ان الهكسوس دخلوا مصر بحجة أصوات فرس النهر الذي اقلق منام ملكهم .. فما بالكم بأصوات البرص ( قيق قيق قيق ) والذي يدق في أذاننا الآن و لا نعرف دخل الشقة ولا لسه على البسطة و لا عايش مع الجيران.. انها الجاهلية بكل ما يحمله المصطلح من توهان .. الا ان تراث الجاهلية لم يطالعنا على استئناس العرب القدماء بتلك الكائنات او معاملتها كالحيوانات الأليفة كما نعاملها الآن . خاصة في مدن العشوائيات التي لا تختلف عن الأطلال منذ عشرات السنين .. و لكن ما خطورة تلك القمامة التي تكونت في شوارع القاهرة و اصبحت كالأبنية الشامخة في حظر تجول مفترض لأنفلونزا الخنازير و هل نطالب الناس بغسل أياديهم بالصابون و حولهم المراعي السوداء و ما موقف تلك الاطلال من الضريبة العقارية الجديدة خاصة انها اقيمت بمناطق فاخرة كالمهندسين و الزمالك و مصر الجديدة و هل سندفع عنها ضرائب شريحة اولى ام ثالثة .. لا اعرف بالضبط ماذا فعل الكفار في هذا الشأن و لكن الواضح انهم استغلوا جيوشهم في قطع الطريق و شراء العبيد و اقامة منتجعات بعيدة بلا قمامة و تم تخصيصها للمسئولين و الاعيان و التجار من بني سراقة الذين سرقوا البلاد و اكلوا الجمال و حلبوا الناقة … تلك المؤامرة التاريخية استعادها التاريخ في حكايتنا اليوم .. فاذا كنا لا نستطيع التخلص من مخلفاتنا اليومية فكيف نستطيع التخلص من مخلفاتنا النووية؟ و اذا كنا لا نستطيع تنظيف البلد بـ55 مليار متر مكعب من مياه النيل فماذا سوف يحدث لو اصبحوا اربعين و الاهم من كل ذلك سمعتنا وسط العالم فكيف نواجه الجيران و الحلفاء و شركاء التنمية بعد ان عرفوا بحكايات الزبالة و أكوام القمامة التي تغمر العاصمة فهل هي دعوة لتليف الذات ام اننا أول شعب يفخر بتكويم الزبالة و يبكي على أطلاله؟!.