مصريات – نبيل عمر
أقل ما يمكن ان نصف به جريمة قتل مروة الشربيني وجنينها في قاعة محكمة ألمانية أنها جريمة ضد الانسانية ومن الواجب أن ندافع عن حقها في عقاب المجرم مهما كلفنا الأمر, فالجرائم ضد الانسانية لاتقف أركانها فقط عند اطرافها الجناة والضحايا, وإنما هي مناخ أو بيئة لابد من إصلاحها واجتثاث الأفكار المسمومة منها, حتي لا تترعرع وتتوسع وتصنف فيما بعد كما لو أنها جرائم اعتاد عليها البشر.
ولكن نحن نحاول الاقتصاص من الجاني والدفاع عن حق الضحية, لا يجب أن نسقط في حبائل المبالغة والتهويل, كما لو أن مروة الشربيني سقطت شهيدة في ساحة الحرب الدائرة بين الغرب والإسلام, وأنها ليست حالة فردية وإنما هي رمز عام لهذه الحرب العقائدية الشريرة ضدنا.
فهذا التصور خطير وغير صحيح بالمرة, وهذا لايعني أن الحجاب والبشرة الشرق أوسطية وربما دينها كانت من اسباب الكراهية التي دفعت متعصبا متطرفا ألمانيا إلي قتلها.. فهذه الأسباب واضحة ويستحيل إنكارها.
لكن في الوقت نفسه هي اسباب تخص فردا بعينه, هو القاتل.. ولاتخص ثقافة وحالة عامة, وإلا لكانت حربا طائفية قد اندلعت في ألمانيا بين بضعة ملايين من المسلمين الأتراك والإيرانيين يعيشون في سلام في ألمانيا ويتمتعون بحقوق وحياة ومستوي معيشة أفضل مرات كثيرة مما كان يمكن ان يحلموا بها في وطنهم الأم.
كفانا زعيقا وصراخا وغوغائية, علينا أن نفكر بهدوء وعقلانية, فنحن في غني عن معارك وهمية يقودنا إليها المتطرفون والمتعصبون, وكما قتلت مروة في ألمانيا, سفكت دماء ألمان وفرنسيين وانجليز وأمريكان في بلادنا دون ذنب سوي انهم جاءوا سائحين إلينا.
بقي أمران لم أفهمهما.. إلا في إطار المبالغة وتحويل الأمر إلي جريمة عامة.
الأول أن الأب طلب أن يأتي محافظ الاسكندرية ليشارك في الجنازة, وحين اهتم المحافظ سأل ان يرسل إليه رئيس الجمهورية برقية عزاء.
والثاني أن الأخ الشقيق رفض الظهور في برنامج توك شو شهير علي فضائية خاصة, معترضا لأن الذي سيحاوره ليس نجم البرنامج اللامع المذيع المرموق, وعاد إلي الإسكندرية بعد أن وصل فعلا إلي الاستديو.. فما معني هذا؟!