قضية ربما تكون الاولي من نوعها امام محاكم الأسرة المصرية!
جرت العادة ان قضايا النسب.. يكون البطل فيها دائماً الام التي تتقدم بها ضد رجل.. وتطلب اثبات نسب إبنها له.. حتي يأتي الحكم في النهاية.. اما لصالحها أو ضدها!
أما هذه المرة.. فالقضية مختلفة.. اب يقيم دعوي ثبوت نسب الاقرار.. باثبات ان الطفل ابن المدعي عليها ابنه!
المثير والغريب.. أن أم الطفل تقدمت بدعوي أخري امام محكمة اخري ضد رجل تدعي أنه والد الطفل؟!
تفاصيل أغرب دعوي قضائية شهدتها محكمة أسرة مصر الجديدة.. ترويها السطور المقبلة!
الدعوة المثيرة التي حملت رقم ٤١١ لسنة ٩٠٠٢ أسرة مصر الجديدة .. تقول سطورها: إنه بناء علي طلب السيد »أ«.. الذي تقدم بدعوته ضد السيدة »ب«.. يقول فيها انه بتاريخ ٦/٤/٦٠٠٢ وبحضور الشهود تزوج من السيدة المعلن اليها زواجا شرعيا غير مكتوب!
لكن تعذر اثبات هذا الزواج بوثيقة رسمية أو عرفية.. وذلك… علي حد قوله. لظروف قهريه خاصة بها.. تلك الظروف اختصارها انها كانت متزوجة من قبل من السيد »ع« وهو سعودي الجنسية زواجا رسميا.. وأنجبت منه ابنتها الصغيرة!
وبعد ذلك طلقها طلاقا غير ثابت رسميا.. وانما من خلال فاكس أرسله لها من السعودية.. وأنها تخشي الزواج رسميا حتي لا تؤاخذ قانونا.. ويتم الطلاق رسميا!
ويستكمل »أ« مأساته في سطور الدعوة التي أقامها.. قائلا:
قبلت عقد زواجي منها شفاهة.. وبعد ان سألت عددا من علماء الدين عن صحة هذا الزواج.. أكدوا ان الزواج الشفهي.. مع شهادة الشهود هو زواج شرعي علي كتاب الله وسنة رسوله.. واتفقت معها علي توثيق هذا الزواج رسميا فور انتهاء تلك المشكلة التي تقف عائقا في طريقنا!
واستمرت العلاقة الزوجية قائمة بيننا.. حتي فوجئت بها بعد مرور خمسة شهور من زواجنا.. تفتعل مشاجرة بيننا بلا مبرر.. ثم تركت منزل الزوجية واختفت تماما!
أسرعت أبحث عنها مثل المجنون.. حتي يئست من العثور عليها.. وجمعتني الصدفة باحدي صديقات زوجتي.. بعد مرور مايقرب من ٨ شهور.. وأخبرتني بالمفاجأة التي لم اتوقعها .. وهي ان زوجتي كانت حاملا وأنجبت مني ابنها الذي أطلقت عليه اسم يوسف.. ويبلغ عمره الان عامين!
ولأن النسب هو حق من حقوق الله تعالي.. وحفظه مقصد من مقاصد الشريعة الخمس لما يتعلق به من حرمات.. وهو حق للولد وحق للوالد.. واثبات النسب بواحد من ثلاث هي الفراش والاقرار والبينه!
وأنا علي يقين تام بأن هذا المولود هو ابن شرعي لي.. ولد علي فراشي.. لذلك أطالب باثبات نسب الصغير إلي!
المفاجأة المثيرة.. أنه قبل بدء اولي الجلسات للنظر في القضية.. اتضح ان والدة الطفل.. أقامت دعوي اخري امام محكمة الأسرة بمدينة نصر ضد رجل آخر.. طالبت فيها اثبات نسب الطفل يوسف له.. وقالت انها تزوجته بعقد زواج عرفي.. وبعد حملها تركها ورفض اثبات نسب الطفل له.. مما اضطرها لاقامة دعواها!
وأمام محكمة مصر الجديدة لشئون الاسرة الدائرة »٤« تم تأجيل النظر في الدعوي الي الشهر المقبل.. وذلك للإطلاع علي تحقيقات النيابة في الدعوتين.. صدر القرار برئاسة المستشار محمد صقر رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أحمد خفاجي وهشام زين العابدين بحضور مرزوق صلاح سكرتير الجلسات!
هبة عبدالرحمن
صبح الحب و الجمل