بقلم :ايريس نظمي: بعد أن تشبعنا بأفلام اغرقت الشاشة في بحور من الدماء.. كنا ننتظر فيلم عادل إمام »بوبوس« الذي قد يخرجنا من حالة الأكتئاب التي نتجت عن أفلام هذا الموسم لكن جاء »نقبنا علي شونه« كما يقول المثل الشعبي.
لقد امتعنا عادل إمام بأفلامه الأخيرة »حسن ومرقص« ومن قبلها »عمارة يعقوبيان«.. ومن قبلهما أفلام كثيرة تناولت قضايا اجتماعية وسياسية هامة مثل »احنا بتوع الاتوبيس« و»الارهاب والكباب« و»الأرهابي« و»طيور الظلام« و»النوم في العسل« وغيرها.. وبالرغم من انها قضايا هامة فهي لاتخلو من الضحك. وهذا ماجعلنا ننسي له الأفلام الهابطة التي قدمها من قبل..
ليتحفنا بهذ الفيلم الذي اسمه »بوبوس«.. وهو اسم يحمل اسقاطا اعتمد عليه عادل في الكثير من افلامه فهو البطل الذي تعشقه النساء مثل »سلام ياصاحبي« و»عنتر شايل سيفه« علي سبيل المثال.. وقد حسبنا ما توقعناه.. فالفيلم خفيف جداً يمكن ان يؤديه أي كوميديان وليس الزعيم الذي يعتبر أهم نجوم السينما وايضا أهم نجوم السياسة.. نعتز به ونقتنع برأيه خاصة في الاحاديث التليفزيونية..
يطرح الفيلم فكرة رجال الاعمال المتعثرين، ومديري البنوك المرتشين.. وأري انها مشكلة محلية بدأت قبل الازمة الاقتصادية العالمية.. بدليل هروب بعض رجال الأعمال إلي الخارج هروبا من السجن ساعدهم علي ذلك كبار الشخصيات.
يقدم الفيلم محسن هنداوي »عادل إمام رجل الأعمال الفهلوي النصاب والمعروف بين زملائه وشركائه بسمعة طيبة. يتعرض لمخاطر يفقد فيها كل مابناه٠ طوال حياته بسبب الازمة الاقتصادية العالمية هذه الأيام.. يستخدم فيها الاساليب الملتوية التي يمكن ان ينجو صاحبها من الازمة المالية التي يمر بها.
اما »بوبوس« في الفيلم فهو لابن المسئول الكبير نظام »عزت ابوعوف« فابنه يدعي عباس اطلق عليه محسن هنداوي اسم »بوبوس« كنوع من التدليل.. هذا البوبوس لايربطه بهذا العمل أي شيء سوي انه ابن المسئول الكبير الذي اذا اشركه »هنداوي« في أي مشروع يحصل علي التمويل رغم انه لايملك شيئاً.. يستحلون في ذلك أموال الغلابة.
يقع هنداوي في حب مهجة »يسرا« سيدة الأعمال المتعثرة ايضا والتي رفضت أن تبيع فيلتها.. فأضطر إلي مشاركتها المعيشة في الفيلا.. وأغرق نفسه في الجنس.. بل انه تصيد العاهرة -احدى الراقصات- »ميسرة« التي مارس معها الجنس في غرفة النوم.. ولايزال عادل إمام »الدون جوان «الذي تعشقه الفتيات رغم بلوغه السبعين من العمر.. مقابل هذا الناس الغلابة التي يمثلهم اشرف عبدالباقي الخادم في فيلا مهجة.. والذي ظل مرتبطا بخطيبته تسع سنوات ولم يجد شقة تلم شملهما.
الفيلم يجمع بين السلطة والجنس علي حساب الغلابه. انه تقريبا نفس توليفة فيلم »بخيت وعديلة«.
ربما يكون المشهد »الماسترسين« هو مشهد هنداوي وجلوسه علي كرسي كرئيس للجمهورية يستمع لمشاكل حال المقهورين من الفقراء.. ويتبادل هو واشرف عبدالباقي نفس الكرسي. ومن المشاهد المؤثرة مشهد ركوب عادل الأتوبيس مع الناس الغلابة ليستمع لما يقولونه.. وحوار بين أب وابنه. يحاول الأب ان يقنعه بعدم السفر للخارج خوفا عليه من الموت.. لكن الابن يصر علي السفر بحجة انه اذا لقي حتفه فإنه سيعفي الأب من الصرف علي ستة اشقاء بدلا من السبعة.
واستكمالا فهو يرشو رجل الشرطة بفرض فياجرا لكي لايلقي القبض عليه .. وينفد بجلده.
- يسرا افسدت كل النجاح الذي حققته من قبل سواء علي شاشة السينما او التليفزيون .. كل هذا من أجل مشاركة عادل إمام البطولة.. ويعتبر هذا الدور أسوأ ما قدمت.
> أشرف عبدالباقي في أحسن احواله.. فهو الرجل الذي يخدم في فيلا مهجة والذي ظل سنوات مرتبطا بعروسه ولم يحصل علي شقة تجمع شملهما. كان اشرف منافسا كبيرا لعادل إمام برغم صغر دوره.
- رجاء الجداوي »راجية« تقدم نفس الدور الذي تقدمه في كل أفلامها وفي مسلسلات التليفزيون.. المرأة الارستقراطية التي ترتدي اجمل الثياب.. وتتكلم بطريقتها المعهودة في كل عمل.. لم تقدم رجاء أي جديد.. بل ان المشاهد الثلاثة التي قدمتها نسخة من بعضها.. كل هذا ليكون لها دور مع الزعيم.
- عزيزي عادل إمام
ما الذي فعلته بعد ان قدمت لنا افلاما تخاطب الفكر وتحمل قضايا شائكة وحساسة مثل فيلم »حسن ومرقص« الذي كان مباراة رائعة في الاداء بينك وبين عمر الشريف.. اي قمتين من قمم السينما العالمية.. وايضا بعد دورك المميز في »عمارة يعقوبيان« ومن قبلهما »الإرهابي« و»طيور الظلام« و»الإرهاب والكباب« لقد تصورت انك ستكمل طريقك في سكة السلامة.. لكن يبدو انك ضللت الطريق إلي سكة الندامة..
عزيزي عادل إمام
اننا نحبك.. ونقدرك.. فأنت الفنان الكبير. الذي تربع علي قمة النجومية ولايزال يعطي حتي الآن.. في الوقت الذي اختفي فيه النجوم من علي الشاشة الكبيرة.. ليؤدوا الآن الادوار الثانية والادوار الثانوية.. فليس كل فنان يستطيع ان يقدم لنا قضايا جادة.. قضايا الساعة بأسلوب كوميدي ينفس عما بداخلنا.
عد إلي مكانك ايها الزعيم.. واترك هذه الهيافات لمن هم أقل كفاءة وقدرة علي الاضحاك.. وحاول التدقيق في اختيار السيناريوهات التي تعرض عليك.
عد إلى مكانك ومكانتك ايها الزعيم لتظل زعيما.
مشاهدة يوتيوب فيديو اعلان فيلم بوبوس