مأساة العروسة في يوم الصباحية و شهر العسل
مصريات
هي نفسها لم تعد تتذكر ماحدث لها نسيت كل شيء حتى آلامها ومأساتها التي بدأت مع أسعد لحظات حياتها لم تعد تتذكرها نسيت انها كانت عروسا لم يمر على زواجها إلا يوم واحد ونسيت ايضا زوجها الذي توفى أثر حادث تعرض له اثناء ذهابهما الى شرم الشيخ في أول ليلة من شهر العسل.
فما عاشته غادة كان ابشع من أي كابوس وفوق اي احتمال ففي لحظة تحول الحلم الى كابوس مات الزوج اثر حادث بشع على الطريق وتحولت الزوجة الى جثة ممزقة ظن الجميع انها فارقت الحياة مع زوجها حتى الاطباء اعتقدوا انها اصبحت في تعداد الاموات لكن القدر كتب لها الحياة من جديد لكنها حياة اشبه بالموت!
المثير ان العروس غادة او جميلة الجميلات كما كان اصحابها يلقبونها اصبحت إنسانة اخرى بعد هذا الحادث البشع حتى جسدها لم يعد هو نفس الجسد الذي كانت تعيش فيه من قبل..
الاكثر إثار ة انها لم تعد تتذكر اي شيء من الماضي ببساطة لانها اصبحت بعقل إنسانة اخرى بل وتتعجب من سماع مأساتها من الغير وكأنها تسمع مأساة إنسانة لاتعرفها..
اما التفاصيل المأساوية ترويها اسرة العروسة في مدينة الاسماعيلية لابشع ليلة عسل قضت على حياة إنسان هو العريس وحولت العروس الى جسد يعيش بلا روح!
قبل شهور كانت غادة تعيش احلى واجمل لحظات حياتها خاصة انها كانت تستعد للزفاف من جارها وحبيب القلب المهندس إيهاب وكانت اسرتها أيضاً في قمة السعادة فأخيراً ستتزوج ابنتهم الكبري خريجة كلية الألسن ومحل اهتمام الجميع بسبب جمالها وذكائها آثارها الرجل الذي يستحقها ويقدر كل شيء فيها خاصة اخلاقها التي كانت تميزها عن الكثيرين..
كان الجميع ينتظرون ليلة الزفاف وهم في منتهى السعادة أهل العريس يهرولون هنا وهناك من أجل انهاء اجراءات العرس. وأهل العروس انهوا اللمسات الاخيرة في شقة الزوجية التي تشبه القصر كما وصفها كل من شاهدها بينما كانت العروس غادة والعريس إيهاب ينتظران تلك اللحظة الحاسمة والتي ستكون بمثابة تتويج لقصة حبهما الجميلة..
ومرت الأيام وحانت لحظة الصفر لتنطلق معها الافراح والزغاريد التي ملأت أكبر قاعات مدينة الإسماعيلية ومن هذه القاعة التي عرفت كل معاني السعادة انطلق العروسان الى عش الزوجية وحسب البرنامج الذي اتفق عليه العروسان من البداية خرجا في الصباح الباكر ليودعا اسرتيهما للسفر الى مدينة شرم الشيخ لقضاء شهر العسل هناك..
الوداع الأخير!
وكما تقول الحاجة آيات والدة العروس: لم نكن نعلم انهما جاءا ليودعانا الوداع الأخير فهي المرة الاخيرة التي نراهما فيها ايهاب مات وغادة تحولت الى إنسانة غير التي كنا نعرفها من قبل..
وتكمل الأم البائسة كلامها قائلة: في الصباح الباكر زارتني ابنتي وعريسها ايهاب واخبروننا بأنهما سوف يسافران الى مدينة شرم الشيخ لقضاء شهر العسل هناك وبصراحة شعرت بقبضة في صدري وخوف شديد من هذه الرحلة التي لم اكن أعلم بأنها ستكون مشئومة بكل المقاييس قلت ربما يكون إحساسي خانني في هذه اللحظات وظننت أنني حزينة لسفر ابنتي لانه الفراق الاول الذي ستمر اياما فلم تغيب عني غادة ابدا شهرا كاملا او حتى اسبوعا!
المهم ودعت ابنتي وعريسها كما ودعهما والدها وشقيقها الاصغر بالاحضان والقبلات وفي شرفة منزلي لوحت لها بيدي وهي تركب
السيارة مع زوجها لينطلقا الى شرم الشيخ لكن لم تمر الا دقائق وحدث ما لم نتوقعه ابدا..
حادث بشع
ومضت ام العروسة بأسى قائلة:علمت بعد ذلك من الشهود ان هناك من لاحظ وقوع حادث بشع على الطريق وبالتحديد في طريق مدينة الطور في الاتجاه الى مدينة شرم الشيخ وبعد لحظات من وقوع الحادث اتجه اولاد الحلال الى السيارة شاهدوا ابنتي في السيارة والدماء تسيل منها وطار الينا الخبر المشئوم كنا حتى اللحظة الاخيرة لم نصدق ان مكروها حدث لهما على الفور سافر زوجي الى مكان الحادث وتم نقل ابنتي الى مستشفى الطور بينما جاء رجال الشرطة والنيابة لمعاينة الحادث واكتشفوا ان سيارة زوج ابنتي انحرفت الى الطريق المعاكس فجأة وفي نفس اللحظة اصطدمت بهما سيارة نقل كانت مسرعة وهو ما أدي الى وفاة زوج ابنتي في الحال اما غادة فتم نقلها الى مستشفى الطور وظن الاطباء وقتها انها ستفارق الحياة بعد دقائق بسبب حالتها لصعبة الحرجة وحسب التقرير الطبي الذي صدر وقتها ان نسبة الافاقة كانت خمسة في المائة ولكي يكون هناك بصيص من الأمل كان لابد ان تصل نسبة الإفاقة الى ثمانية في المائة لكن الاطباء لم ييأسوا فضلوا القيام بواجبهم المهني حتى آخر لحظة كانت فيها ابنتي داخل مستشفى الطور وبعدها كانت قد وصلت الى المستشفى وشاهدت بعيني تلك المصيبة التي حلت بابنتي وزوجها المتوفي وقررنا نقلها في الحال الى مستشفى شرم الشيخ لاجراء عدة عمليات جراحية لابد منها وفي مستشفى شرم الشيخ قام الاطباء بأجراء عملية لتفريغ التجمع الدموي على المخ وبدأوا في اجراء عدة عمليات اخرى بسبب اصابتها بكدمات شديدة في كافة انحاء جسدها بالاضافة الى تهتك في جزع المخ وتيبس بالاطراف الاربعة وكسور متعددة بالضلوع وعظمتي العضد الايمن هذا بخلاف انها كانت مصابة بغيبوبة تامة..
إنسانة اخرى
وتكمل الأم المكلومة كلامها قائلة: ظلت ابنتي على هذا الحال لمدة اسبوع كامل حتى نصحني بعض الاطباء بنقلها الى أحدي المستشفيات الكبري بالقاهرة وكانت المشكلة الكبري هو نقلها عن طريق السيارة لذلك تدخل ولاد الحلال وتم نقلها بطائرة خاصة من مستشفى شرم الشيخ الى المستشفى الخاص بالقاهرة.
وتضيف الأم: ظلت ابنتي في غرفة العناية المركزة ٧ شهور كاملة بين اليأس والرجاء وشاءت عناية العليم القدير ان تتحسن حالتها وتستعيد الوعي ادراكيا لكن مع وجود شلل بالاطراف الاربعة وضمور بالعصب البصري لذلك قرر الاطباء بعد هذه المدة تحويلها الى مركز الطب الطبيعي والتأهيلي لاحتياجها الى علاج طبيعي مكثف بمركز متخصص للعلاج الطبيعي وبالفعل قمنا بنقلها الى هذا المركز الكبير الذي تكلف اقامتها داخل الغرفة ٠٥٢ جنيها في اليوم الواحد..
وطالت مدة العلاج عاما كاملا ونحن مازلنا متمسكين بالأمل حتى تعود ابنتنا الى حياتها الطبيعية مرة اخرى لكن ما كنا نرجوه للاسف لم يتحقق فاكتشفنا انها اصيبت بالعمي وبعد حوالى عامين بدأت ترى بصبص من النور لايكفي ان ترى سوى اجساد غير واضحة المعالم وللاسف ايضا اكتشفنا انها خرجت لنا إنسانة جديدة لاتتذكر اي شيء من الماضي ولاتستطيع تحريك اي شيء في جسدها ولا حتى التصرف في أي شيء حتى نسبة وعبها لم تتجاوز حتى الآن ٥٦ في المائة وهذا ما سبب لها تغير كامل في طبيعتها على سبيل المثال صوتها تغير تماما!
وتكمل الام الحزينة بدموعها قائلة: صديقات ابنتي كانوا يلقبوها بالعقل المدبر فعندما يتعرض احدهم لمشكله كانوا يحكوا لها وهي التي تقوم بنصحهم وارشادهم الى الطريق الصحيح اما الآن فهي لم تعد تستطيع التفكير في نفسها
كنا اسرة ميسورة الحال لكن خلال هذه الاعوام انفقت كل مانملكه حتى السعادة لم نعد نملك منها أي رصيد اصبحنا شبه عاجزين عن سفرها الى الخارج لتكملة باقي علاجها ولكي تعود الى حالتها الطبيعية مرة أخرى حتى شقتنا التي كنا نعيش فهيا تركناها بسبب عدم وجود مصعد فيها واضطررينا الى استئجار شقة اخرى داخل عمارة بها اسانسير وذلك بسبب عدم مقدرة ابنتي على الحركة فكنت انزل للشارع بصحبة زوجي كل يوم لأستأذن الناس للصعود معنا لحملها والنزول بها وتتكرر هذا السيناريو عند العودة!
راضية بحالي
ومن جهة اخرى كانت العروس غادة تجلس تسمع حكايتها التي ترويها امها وبين الحين والحين. تعلق قائلة: ياه ده كله حصلي ، ومن هذه النقطة ايضا بدأت تقول لنا : الحمد لله انا راضية بحالي انا حاسة ان انا طول عمري كده اتولدت مش بشوف وعندي عجز في عقلي ، ماما دايما بتقولي انني خرجت عروسة ورجعتي إنسانية تانية خالص ، صحيح انا الآن مش بشوف ولا فاكرة أي حاجة من الماضي ولا حتى فاكرة ان انا كنت عروسة وجوزي مات مني اول يوم في شهر العسل نسيت كل شيء حتى الآمي لا اشعر بها لان جسمي كله مش بحس بيه ، اعصابي كلها اصبحت تالفة لا استطيع الحركة كل تحركاتي محسوبة أهلي هم الذين يحملونني داخل الشقة كل مايؤلمني فقط هو ما شعر به اهلي من الآلام بسبب ماجرى لي انا اشعر بحزن بسبب عجزهم عن اتمام علاجي انا كل نفسي ارجع إنسانة زي الأول تاني علشان البسمة والفرحة تعم بيننا زي زمان لكن انا خلاص راضية بحالى على كده اعيش واموت كده يا ترى ممكن أرجع غادة من جديد ولاخلاص حالي هيفضل كده بقية حياتي؟!
الله يشفيها وترجع لاهلها بالسلامه ويعوضها الله خير بشبابها