متر الوطن بكام؟
مصريات
المشهد الأول: كنت ضيفًا مع مستشار وزير التعليم العالى الأسبق في برنامج تليفزيوني، وأطلق المستشار عبارة مدوية “ماذا قدم زويل لمصر؟”.. فقلت لست مدافعًا عن احمد زويل فهو قادر على الرد وفقًا لحساباته أو بحسب ما يسمح له.. لكن معلوماتي أن مشروعه العلمي وضعوا له العراقيل ابتداء من سحب شقة جاردن سيتي كمبني إداري، ووعده بشقة في الزمالك ـ باعتباره زملكاوي قديم ـ وكتبت بعدها لماذا يطفش العلماء من مصر بعدما قال المستشار بعض المعلومات ليست للنشر الآن.
تذكرت الحوار أثناء حديثي مع الصديق أحمد سيد حسن فلم يصدق ما عرضته عن معلوماتي عن جامعة النيل.. هل لثقته في نزاهة د. نظيف؟.. أم لعدم تصوره أننا يستهتر بنا الى هذا الحد؟.. ثم نشرت صحف “الوفد” و”الأسبوع” و”الدستور” و”الفجر” أخبارا ومعلومات عن جامعة النيل.
لن نستعرض ملابسات إنشاء الجامعة، ولا كيف حصلت المؤسسة المصرية لتطوير التعليم على أرض بلغت 127 فدانًا أي أكثر من نصف مليون متر ثمنها مليار وست وستين مليون جنيه، أما عن المباني على حساب وزارة الاتصالات فحدث ولا حرج.. الجمعية حصلت على الأرض بسعر رمزي.. فهل باقي الجمعيات العلمية الجادة المشابهة تتحصل على مثل هذه الأراضي؟.. فهناك جامعات ومعاهد ومدارس في الشيخ زايد والتجمع الخامس، وهناك في طريق الإسماعيلية أو المريوطية أو في المقطم أو مدينة نصر وتوابعها!!.. فما مواصفات الجمعيات أو الأشخاص الاعتبارية المسموح لها بهذه الأراضي وبكام تتحصل عليها؟
> المشهد الثاني: ذهبت شخصيا لمكتب رئيس الوزراء مقدمًا مذكرة في مثل هذا الشأن وأخطر منذ عامين تقريبًا.. كان من بنودها حصول صديق أحد المحافظين على قطعة أرض لإنشاء جامعة في أفضل مكان بالمحافظة وبسعر رمزي أيضًا.. وسرعان ما خرج السيد المحافظ الى المعاش فأصبح رئيسًا للجامعة ويقال شريكًا فيها أيضًا.. فهل هذه الجامعة غير ربحية أيضًا.. وهل الجامعة كانت النموذج لتخصيص أراض بأسعار رمزية حتى تعمم التجربة أم أنها كانت ضمن سلسلة الجامعات والمعاهد؟
الآن أوشكت أن أتأكد لماذا لم يحقق مكتب رئيس الوزراء مع المحافظ السابق، بخاصة أن المحافظ الذي أتي بعده حاول أن يقتطع جزءًا من أجل مشاريع للغلابة في المحافظة ولم يفلح.. فهل منحت هذه الأراضي وفقًا لقانون نعرفه بشفافية؟.. وهل هذا القانون مطبق على الجميع؟
سيادة د. نظيف الجميع حينما تحدث عن الجامعة التي نالتها جمعية لم يشكك في نزاهة معاليكم أو أنكم لا سمح الله استغللتم نفوذكم أو استفدتم شخصيا لكن لدينا بعض التساؤلات سنكتفي ببعضها الآن.
هل الطالب الذي سيدفع 66 ألف جنيه سنويا مصروفات فقط أي سيحصل على البكالوريوس بثلث مليون جنيه.. لم نتكلم عن الكتب أو المواصلات أو حتى ساندوتش الطعمية سيدفع ثلث مليون جنيه ما مستقبله؟.. وما نوعية هؤلاء الطلاب؟.. ومن أباؤهم؟.. وما الوظائف التي تنتظرهم يا د. نظيف الأسئلة كثيرة وأذكرك والقراء بسؤال وجهه إليك الطالب عبدالله بظاظو سألك “بعتوا كل حاجة ولم تتركوا لنا شيئًا نبيعه سوي شرفنا.. فيا تري متر الوطن أصبح بكام يا د. نظيف؟.. لقد دللته على القرية الذكية في 6 أكتوبر باعتبارها شاهدًا على الحكومة الذكية وحينما ذهبت شاهدت جامعة النيل بأسعارها الرمزية في أرض أرقي من جامعة القاهرة في الشيخ زايد.. يا معالى رئيس الوزراء بعضنا في حاجة الى متر يدفن فيه لكن أحلامنا وآمالنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا لن يدفنها أحد.. فستظل مصر ولادة وسوف نضحي من أجلها ولو بالكلمة التي لا نملك سواها وبالفكر الذي لم نحرمه بعون الله.