لقاء مع صلاح السعدني عن مسلسل بيت الباشا
صلاح السعدني صاحب تاريخ طويل وخبرة لا تقارن في التمثيل، ويجيد التحدث في أمور شتي بإتقان، حاولنا الدردشة معه بلغة بسيطة، كان يرد عليها دائماً بفلسفة عميقة وإجابات طويلة.. تعالوا نستمتع بصحبته..
< ماذا تفعل في مسلسل بيت الباشا
ـ مسلسل بيت الباشا هو العمل الذي سأخوض به المنافسة الرمضانية القادمة، تأليف سماح الحريري إخراج هاني لاشين، إنتاج الجابري، ويشاركني في البطولة شيرين وفريدة سيف النصر ومحمد متولي ومحمد عبدالحافظ والسورية كندة حنا في أول تعامل لها مع الدراما المصرية، وأقوم بدور مه
< وعن ماذا يدور في مسلسل بيت الباشا؟
ـ مسلسل بيت الباشا يدور حول إحياء التراث الفرعوني المصري والتمسك به، بجانب رصدنا للحال الاجتماعي السائد لمصر في الخمسينيات وهي فترة غليان، حيث كان الشعب المصري كله بلا استثناء ضد الإنجليز وضد أسرة محمد علي، بينما جمال عبدالناصر أنقذ البلد قبل انفجار الشعب هو والضباط الأحرار بثورة 1952.
و فأصبح “الجامري” يستخرج الآثار الحقيقية ويخفيها، ويحرض من معه علي عمل آثار مقلدة يعطيها لقائد المعسكر الإنجليزي.
ذلك “القرنص”، ويستمر المسلسل ما بين قضية الغليان المصري في ذلك التوقيت وقضية تهريب وبيع الآثار.
< لماذا قضية الآثار الآن تحديداً و مسلسل بيت الباشا؟
لم أطالب بذلك، بل جاءني مكتوباً ونال إعجابي، وأنا كممثل قلما يأتيني دور مثل ذلك.
< ما الذي أعجبك بورق مسلسل بيت الباشا وجعلك تختاره هذا العام؟
كنت في الحلم أعيش في العصر الفرعوني ولي أصدقاء وأب وأم وأخوات ولكن المدهش هو أني كنت أمشي بظهري..
طوال السبع سنوات وأنا أمشي بظهري، وأحداثه تتوالي وتتجدد كأنني عايش حياة عادية، واستمر الحلم منذ أن كان عمري 8 سنوات حتي أصبحت لدي 15 عاماً.
< إذن اختيارك لمسلسل بيت الباشا سببه حلمك كطفل؟
ـ الفراع العالم كله مشغولاً ب العكس، حيث تاجر الآثار.
علمت الآن أثناء تصويري لمسلسل بيت الباشا أنه عام 83 صدر قانون يجرم تجارة الآثار، وصديقاي فاروق حسني وزاهي حواس عملا علي تشريعه، وبالمناسبة أنا أحب في زاهي دفاعه المستميت عن كل الآثار التي سرقت في العالم، واستزدت منه في بعض المعلومات.
< هل كانت الآثار تباع بقانون قبل قانون التجريم؟
ـ نع تولوا الأمر خلال السبعين عاماً السابقة، وأنا لا أجيز بيع الآثار ولكن إذا كان سيحدث بيع شرعي، فالأفضل أن يبيعوا المكرر بالآلاف.
< ما حقيقة مشاركة زاهي حواس معك في مسلسل بيت الباشا كضيف شرف؟
ـ هناك مشهد هو مرشح له، في أول المسلسل حيث عالم آثار من جامعة فؤاد الأول التي هي جامعة القاهرة الآن، ولكن المسلسل تدور أحداثه في الخمسينيات، وأنا أجد مقبرة بينما رجالي يحفرون ويطلبون مني افتتاحها، فأخبرهم أن معي أستاذ التاريخ القديم، ولقد عرضت علي زاهي الدور، وهو وعدني خيراً وأتمني أن يظهر معي في أول حلقة لأن وجوده سيكون دعماً لمصداقية المسلسل.
< هو صديق لك؟
يعرفون شيئاً عن العربية.. لا يفرقون بين الفاعل والمفعول به، اللغة اندثرت في هذا العصر.
< لماذا يجذبك دوماً الجانب التاريخي في الأعمال الفنية؟
ـ كل ما يعني مصر يشدني، أنا في الأصل أنا وعادل إمام والمنتصر بالله وكل جيلنا الذي كان معنا في كلية الزراعة، كنا نخطط لأن نكون مهندسين زراعيين، وكرم من الله علي هذه البلد أنه وهبنا فن التمثيل وأبعدنا عن زراعة مصر.. لأن مصر مش ناقصة.. فلو كنت اشتغلت أنا وسمير غانم وجورج سيدهم وعادل امام ودلال عبد العزيز ومحمد فاضل ومحسنة توفيق لكنا دمرنا كل شيء.
< هل ترى أن الفن يغير شيئاً في الواقع؟
ـ زمان وأنا صغير كانت هناك قضية مهمة جداً في جريدة الأهرام، حيث كانت هناك صفحة للرأي وحدثت مناظرة لقضية استمرت حوالي 6 أشهر ما بين الدكتور صلاح رشدي أستاذ الأدب الإنجليزي في آداب جامعة القاهرة، وما بين دكتور محمد مندور من كبار مثقفي مصر ونقاد المسرح، وقامت قضية بينهما اختلفا فيها هل الفن للفن أم الفن للحياة، وكان في رأي صلاح رشدي أن الفن له قواعد خاصة وممنوع دخوله في قضايا غير فنية.. واستمرت المناظرة بينهما في تلك الصفحة لستة شهور كل منهم يرد علي الآخر بعقل شديد جداً، ويومها أنا انض أن يخدم شيئاً في المجتمع ويحمل رسالة.
< ولكن الأزمة ليست فيما تقدمه، بل في مدى استيعاب الناس؟
ـ في الفن لابد أن تكون الرسالة مباشرة ليفهمها الناس خصوصاً النشء، وآخر ما قدمته بشكل مباشر كان مسلسل «الباطنية» حيث استأذنت المخرج أن أختم أنا الشخصية بطريقتي، ولكن في برنامج “البيت بيتك” كنت قد تحدثت مع محمود سعد واتفقت معه علي أن يكون ذلك في حلقة موجوداً بها خالد الجندي، وقلت لهم أن كثيراً من أقاربي كنت أشاهدهم وأنا صغير يتعاطون الحشيش، وكانوا مقتنعين تماماً أن ربنا حرم الخمور بينما الحشيش حلال! فكان لابد أن نعلن تحريم الحشيش بشرح ديني وبشكل مباشر وليس عن طريق مجرد مسلسل.
< هل فعلاً عظة مباشرة مثل تلك التي ألقاها خالد الجندي من الممكن أن تغير اعتقادات الناس؟
ـ أكيد هناك أشياء صعب التأثير عليها، وأنا لا أقل أن الأعمال الفنية مظاهرة ستقلب الدنيا، ولكن هناك مواضيع في أفلام تغير قوانين مثل “أريد حلاً” و”جعلوني مجرماً”. ولكن ذلك ليس الغرض الأول، بل الغرض توعية أكثر منه محارباً للظواهر. وفي رأيي أن الهدف الأول من الفن هو المتعة، والشاطر هو من يستطع تغليف تلك المتعة بقضية مهمة. لأن الفن بدون متعة يصبح مثله مثل الخطبة أو الوعظ.
< كيف ترى حلم القومية العربية؟
ـ مازلت أحلم، رغم الخلاف الفلسطيني الذي يستفزني بشدة وأعتبره أسوأ ما حدث في حياتي، وبجد أنا أشعر بالتخبط والتوهان بسبب ما يفعلونه.. علي ماذا يتنازعون؟ هم صدقوا؟ دي لسه مبقتش بلد أصلاً علشان يتخانقوا عليها! في فلسطين حماس وفتح فيها يعيشان كارثة حقيقية.. يتنازعان علي شيء وهمي.. ليس هناك دولة أصلاً ليتنازعوا حول سلطتها!
احداث مصر والجزائر
< ولكن ألا ترى أن حلم القومية الآن يزداد صعوبة في ظل الخلافات العميقة بين العرب وبعضهم مثل احداث مصر والجزائر ..؟
ـ احداث مصر والجزائر غباء إعلامي شديد، الإعلام الجزائري تعمد الجريمة، والإعلام المصري كان كله غبي، أين هؤلاء الإعلاميين؟ ألم يقرأ واحد منهم كتابين علي بعض! من هو مدحت شلبي والغندور ومصطفى عبده.. مين دول أصلاً؟ وأعقلهم نسبياً هو إبراهيم حجازي.
وأكمل وهو في حالة ثورة عصبية: كل ما حدث غباء تماماً، هل يعقل أن أحضر أغنيات العظيم بليغ حمدي الخاصة بحرب 73 مثل “لأجل الرجال أضرب” وأقوم بإذاعتها قبل مباراة كرة؟ هل يعقل ذلك؟ 8 محطات منها الأسرة والطفل تذيع أغنيات حرب قبل المباراة؟ ليه.. فيه إيه؟، وفي يوم كلمني الكابتن مصطفى عبده، فقلت له إهدأ لماذا كل ذلك الانفعال؟ فسألني أيرضيك ما فعلوا؟ فقلت له آه يرضيني.. ايه اللي حصل يعني.. طب يا رب الجزاير تكسب! انت وجيلك والخطيب لم تصلوا لكأس العالم.. جري ايه؟ ولكن علاقة مصر بالجزائر مسألة استراتيجية أكبر بكثير مما كان يحدث، ما الذي سيحدث في العالم يعني لو كسبوا؟
< هل ترى أن هناك أملاً في الاتفاق العربي؟
القمم العربية هي من أماتت عبد الناصر في عام 70، والعرب عمرهم ما يتفقوا وانا مش عايز اتفاق عربي وقلتها مرة أثناء تواجدي في سوريا وقت تكريمي هناك في وجود الراحل حافظ الأسد، فقلت أنا أريد لجميع العرب أن يكونوا أفضل ناس في العالم وأن يظل كل حكام العرب علاقات سياسية.. فليتركونا كشعوب وبشر نتعامل مع بعضنا البعض.. أتعامل كمصري مع تونسي.. يذهب فلاح من عندنا يزرع أراضي السودان اللي مش لاقيين حد يزرعها!
< ما آخر ما شاهدته وأعجبك في التليفزيون؟
ـ أنا متفرج تليفزيون عظيم وأشاهد كل شيء تقريباً، ولكن لا أتذكر أي شيء!
< وما موقفك من السينما الآن؟
ـ السينما الآن سينما شباب وصعب أن أفكر فيها.. من عشر سنوات وهي ليست في بالي، لأنني أعتبر السينما في العالم كله فناً مقتصراً علي الشباب ولا يستوعب الكبار أمثالنا، محمود ياسين حينما مثل مع أحمد السقا عمل إيه؟ ثلاثة مشاهد؟ ولكن الفيلم اسمه فيلم السقا وليس فيلم محمود ياسين، هو من كل جيلي لم يكسر أحد قاعدة ويستمر امبراطور للنهاية سوي عادل إمام.. ظل علي القمة ثلاثون عاماً ولم يستطع أحد مثله الاستمرار.. هو ممثل القرن، إذا كان نادي الأهلي هو نادي القرن، فعادل إمام هو ممثل القرن العشرين في مصر! لا أحد في العالم بقي فوق القمة لثلاثين عاماً سوي عادل إمام.
< هل تعتبر أن سر بقائه هو ذكاؤه الفني؟
ـ ذكاء إيه؟ السر هو ربنا، هل عادل إمام كان صاحب مخطط للنجومية؟ لأ طبعاً.. ولا حتي كان بذهنه أن يكون نجماً وقتما كنا طلبة في الزراعة، ربنا أعطي له موهبة عالية وذكاؤه ذكاء إنساني عادي.
< من يبهرك في جيل الشباب؟
ـ علي فكرة أنا من أنصار الجديد، ولا أؤيد فكرة زمن الفن الجميل.. الموجود أحسن والقادم أحسن وأحسن، وجيلنا نحن أفضل من جيل أساتذتنا.
< البعض يتهم الجيل الحالي بالاستسهال ..؟
ـ لا.. سيبك من الكلام ده، كل جيل يقال عليه ذلك الكلام.. أول ما نحن طلعنا سمونا “الهيبز”، واليوم هناك نجوم مبهرون مثل محمد سعد وكريم عبدالعزيز والخالدين صالح والصاوي.
< هل يقلقك زحف الدراما السورية والخليجية علينا؟
ـ ما يدخلوا.. خليهم ييجوا! نحن مصر.. نحن من أحضرنا العالم كله عندنا وحولناه ونسي أصله!
< هل أزمة الدراما الآن في نظرك أزمة ورق فقط؟
ـ طبعاً، دي أزمة مجتمع لأن المناخ العام مناخ قبيح، المناخ الآن لا يساعد علي عمل فن جيد.
< كيف تقضي يومك الآن؟
ـ مثل والدي زمان، أغلب الوقت مع أحفادي الصغار الثلاثة، أولاد ابني وبنتي، وأعتبره أجمل وقت، لأنني لم استمتع بوقتي مع أولادي وقتما كانوا صغار بسبب سفري الكثير، ولكن الآن أنا أعيش فترة سعادة مع أولاد أولادي، ابن أحمد الصغير 3 سنوات يناديني يقول لي “يا صلاح” ويقضي وقته أمامي يلعب علي الكمبيوتر، وحينما حاولت التحاور معه والتعليق علي ما يلعب، قال لي “اسكت! يا صلاح انت مش بتفهم حاجة خالص” ولا أعرف كيف كون تلك الجملة وهو لم يتعد 3 سنوات.
هههههههههههههههه حوار ممتع جدا وصلاح السعدني ممثل كبير وان كنت لا اتفق في بعض ما ذكرة لكن هو نجم كبير