“الفراعنة عادوا من الخلف وأحرزوا هدفين في دقيقة واحدة
مصر تقدم أداءً بطولياً قبل الهزيمة أمام البرازيل بضربة جزاء قاتلة
دبي – يمان زيتوني
قدّم المنتخب المصري الأول لكرة القدم أداءً بطولياً في اللقاء الذي جمعه مع المنتخب البرازيلي على ملعب “فري ستايت” في بلومفونتين الاثنين 15-6-2009، قبل أن يسقط بركلة جزاء قاتلة وينتهي اللقاء – الذي جمع أبطال إفريقيا بأبطال أمريكا الجنوبية في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من كأس القارات – بنتيجة 4-3.
وسجل أهداف “راقصي السامبا” كل من كاكا (5) و(90)، ولويس فابيانو (12)، وجوان (37)، فيما تكفل محمد زيدان (9) و(55)، ومحمد شوقي (54) بإحراز أهداف الفراعنة.
وبهذا الفوز، تتصدر البرازيل المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، في انتظار المباراة التي تجمع المنتخبين الإيطالي (بطل العالم) والأمريكي (بطل أمريكا الشمالية)، مساء اليوم على ملعب “لوفتوس فيرسفيلد” في بريتوريا في تمام الساعة 09:30 مساءً بتوقيت السعودية.
ودخل المنتخب المصري اللقاء وهو يمنّي النفس بتعويض جماهيره عن الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها على يد المنتخب الجزائري 1-3 في تصفيات كأس العالم قبل أيام، من خلال التفوق على حامل اللقب البرازيلي المنتشي بفوزه على أوروغواي وباراغواي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال 2010.
وبدا اندفاع المنتخبين للتسجيل واضحاً منذ الدقائق الأولى للقاء، إذ شهد الربع ساعة الأول تسجيل 3 أهداف، إلى جانب العديد من الفرص الخطرة.
ولم يصمد الدفاع المصري الهزوز طويلاً أمام حاملي لقب البطولة، إذ سرعان ما أحرز كاكا الهدف الأول بعدما تلاعب بالدفاع وسدد كرة في الزاوية اليسرى لمرمى الحضري الذي لا يسأل عن الهدف (4)، إلا أن محمد زيدان رد سريعاً بهدف أحرزه برأسه بعد تلقيه عرضية رائعة من محمد أبوتريكة (7).
فرحة “الفراعنة” بالتعادل لم تدم طويلاً، إذ نفذ ايلانو ضربة حرة وصلت إلى رأس لويس فابيانو الذي لم يجد بدوره صعوبة تذكر في إسكانها شباك الحضري وسط سوء تغطية وائل جمعة (11).
بعدها، نجح الدفاع المصري في امتصاص حماس “راقصي السامبا” الذين فشلوا في اختراق منطقة الجزاء، فيما اكتفى “الفراعنة” بالتمريرات البينية القصيرة في وسط الميدان، ولم يشكلو أدنى خطر على مرمى حارس انتر ميلان الإيطالي جوليو سيزار.
وحصل المصريون على أول ضربة ركنية لهم بعد توغل أبوتريكة في الجهة اليسرى قبل أن يبعد ايلانو الكرة من أمامه، لكنهم أساءوا استغلالها بعدما خطف كاكا الكرة وكاد ينفرد بعصام الحضري لولا تدخل الدفاع في اللحظة الأخيرة (19).
بعدها، استحوذت البرازيل على الكرة وانحصر اللعب في نصف الملعب المصري، ما اضطر المدافعين لارتكاب بعض الأخطاء التي تحصّل حامل اللقب من أحدها على ركلة حرة مباشرة على مشارف منطقة الجزاء، سددها ايلانو في أحضان الحضري (25).
واستفاق “الفراعنة” من التقوقع الدفاعي، فحضّر محمد زيدان كرة على طبق من ذهب لأبو تريكة المتواجد في منطقة الجزاء دون أن ينجح الأخير في تغيير مسارها إلى شباك سيزار لتتحول إلى ضربة مرمى (27).
ثم توغل محمد فتحي في نصف الملعب، وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن (28)، أتبعها حسني عبد ربه بتسديدة ضعيفة أمسكها سيزار بسهولة (29)، قبل أن يتلاعب أبو تريكة بايلانو في منطقة الجزاء ويتدخل لاعب الوسط البرازيلي في اللحظات الأخيرة (33).
وشهد الربع ساعة الأخير من الشوط الأول تحسن أداء أبطال إفريقيا في بعد تحررهم من الانكماش الدفاعي وتألق أحمد فتحي في وسط الملعب، لكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح بعدما سجل مدافع روما جوان الهدف الثالث لـ”راقصي السامبا” بعدما حول ضربة ركنية إلى هدف مستغلاً سوء التغطية الدفاعية (37).
وقبل لحظات من نهاية الشوط الأول، رفع سيد معوض المندفع من الجهة اليسرى كرة بالمقاس على رأس حسني عبدربه، لكن الأخير أطاح بها فوق المرمى.
ومع انطلاق الشوط الثاني، أظهر “الفراعنة” وجهاً مغايراً عن ذلك الذين قدّموه في الشوط الأول، فبدت هجماتهم أكثر تنظيماً مع تقدم الظهيرين والأجنحة على الأطراف، وأصبح دفاعهم أكثر انضباطاً وشراسة في مواجهة الهجمات البرازيلية، لاسيما بعدما دفع حسن شحاتة بأحمد عيد عبدالملك المتألق بدلاً من أحمد حسن لتعزيز وسط الميدان (51).
وقدم محمد أبوتريكة لمحة مهارية رائعة عندما استخلص الكرة من مدافعي البرازيل، ثم مرر كرة رائعة إلى سيد معوض الذي عكسها بدوره إلى محمد شوقي فسددها لتعانق الشباك البرازيلية (54).
وبعد لحظات من هدف تقليص الفارق، سجل محمد زيدان المتواجد في منطقة الجزاء هدف التعادل بعد تلقيه كرة رائعة من أبوتريكة، أسكنها في شباك سيزار (55).
هدف زيدان جاء بمثابة صدمة للبرازيليين الذين غابت خطورتهم تماماً في الربع ساعة الأول من الشوط الثاني، فظهروا شبح الفريق الذي قدم شوط أول ممتاز، واضطروا للتراجع إلى الخلف خوفاً من هدفٍ مصري رابع يضعهم في موقف محرج.
على الجانب الآخر، بدا نجاح تغييرات حسن شحاتة جلياً على أداء أبطال إفريقيا (2006 و2008 على التوالي)، فتحركوا بشكل ممتاز على الأطراف بعد دخول أحمد عيد عبدالملك، وتحرر أبوتريكة على الجهة اليسرى من الميدان وتشكيله ثنائياً خطراً مع مهاجم بروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان.
وفور استفاقة البرازيل من صدمتها، قال عصام الحضري كلمته وأنقذ مرماه من هدفٍ محقق بعدما انتزع الكرة من بين أقدام كليبر الذي انفرد بالمرمى المصري عقب خطأ دفاعي من هاني سعيد (77).
ثم مرر أحمد المحمدي – بديل حسني عبدربه – كرة جميلة إلى أحمد عيد عبدالملك الذي سددها قوية في أحضان سيزار (80)، قبل أن يطيح أحمد فتحي بكرته القوية فوق العارضة (83).
وفيما ظن الجميع أن المصريين في طريقهم إلى تحقيق تعادل مفاجئ، احتسب الحكم ركلة جزاء لـ”راقصي السامبا” بعدما أبعد أحمد المحمدي الكرة من على خط المرمى بيده، فترجمها كاكا إلى هدفٍ ثانٍ له شخصياً ورابع لمنتخب بلاده (93).
إلا أن المصريين لم ييأسوا، فسدد أحمد عيد عبدالملك كرة قوية كادت تمنح المصريين التعادل بينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، لكن سيزار أنقذها بصعوبة مانحاً البرازيل نقاط اللقاء الثلاث.