مقررات الطب في اسطوانات بدلا من الكتب والمراجع
دعاء عمرو
أثار قرار دكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بتحويل المقررات الدراسية لكلية الطب لمحتوي رقمي في سيديهات يتم توزيعها مجاناً على الطلاب.. جدلاً بين أساتذة الطب خاصة أن دراسته تعتمد على المهاراة العملية. يرى المؤيدون أنها ضرورة لمواكبة التكنولوجيا وركب التطور العالمي.
بينما يؤكد المعارضون أنها لن تصلح كبديل عن المحاضرات المباشرة والتفاعل الحي بين الطالب وأستاذه ولكن ميزتها تقليل الدروس الخصوصية.
تقول دكتورة نادية الفقي – وكيل كلية طب القاهرة لشئون التعليم والطلاب – إن تحويل المناهج التي يدرسها الطلاب لمحتوي رقمي مدمج في اسطوانات C.D ليس أمراً مستحدثاً في الكلية لأنه سبق أن طرحت الفكرة على أساتذة الأقسام عام 2006 ولاقت قبولاً نسبياً مثل أي فكر جديد والآن وصلت نسبة القبول الى 100% حيث يدخل أساتذة المواد في الأقسام المختلفة ب C.D يقوم بالشرح من خلاله حيث يضمنه بعض الرسوم الإيضاحية أو المواد النظرية.
أشارت الى أنه تم الانتهاء هذا العام من تحويل 5 مواد الى محتوي رقمي هي البيولوجي والجراحة والفارما والجلدية والباثولوجي وجار تحويل باقي المناهج حتى يتم تعويض الطالب في حالة توقف الدراسة المفاجيء بسبب انتشار مرض الأنفلونزا.
أكدت أن توفير ال C.D ليس بديلاً عن الكتاب الجامعي لأنه مازال متاحاً أما ال C.D فهو وسيلة إضافية للتيسير على الطلاب.
قالت إنه بالإضافة لتوزيع السيديهات على الطلاب سيتم توفيرها في معامل الكمبيوتر داخل الكلية حتى يتثنى لجميع الطلاب الرجوع إليها في أي وقت حيث يتم نسخ 2000 نسخة من كل سي دي لنتمكن من تغطية أعداد الطلاب بكل قسم ويتم تسليمها لهم بكارنيه الكلية مجاناً.
أشارت الى أنه حفاظا على حقوق الملكية الفكرية نقوم بطبع “لوجو” الكلية والفرقة واسم الجامعة مع تحديد لون معين لكل فرقة دراسية واسم المقرر الذي تحويه الاسطوانة حرصا على توثيقه ثم يتم اعتمادها من رئيس القسم ومجلس القسم للموافقة على كونها مصدراً من مصادر الامتحانات.
خطوة ناجحة
يضيف دكتور سليمان غريب – أستاذ القلب والأوعية الدموية بجامعة القاهرة أن تحويل المواد النظرية لمحتوي رقمي يعد خطوة نحو ادخال التكنولوجيا المتطورة في نظام التعليم وهو ما يسمي ب E-Learning أو التعليم الإلكتروني باستخدام وسائط أخرى متعددة غير الكتاب النمطي والمحاضرات المباشرة التي تعتمد على التلقين فقط لأنه يجعل الطالب يعتمد على نفسه بشكل أكبر في فهم المواد النظرية وهذا النظام مطبق في دول العالم المتقدم ويتوقع أن ينجح في مصر لأن هذه الأزمة أتاحت فرصة أكبر لمواكبة التقدم التكنولوجي العالمي لذا فأنا أشكر المرض الذي سيقودنا لركب الدول المتقدمة.
أشار الى أنه يمكن نقل الجزء العملي أيضاً من خلال السيديهات على أن تتبعها ممارسة عملية على الحالات أو داخل غرف العمليات كنوع من الخبرة القبلية.
أشار الى أن خطوة تحويل المناهج لمحتوي رقمي تحل أزمة بعض الاساتذة في إذابة حواجز التواصل المباشر مع الطلاب والتي تعد مهارة فردية لا تتعلق بقدر المعلومات أو المقدرة العلمية لدي أستاذ الجامعة.
بديل في الأزمة
يرى دكتور طاهر محمد – وكيل كلية طب عين شمس لشئون التعليم والطلاب – أن ال C.D وحده غير كاف لأنه يتجاهل المهارة العملية التي يجب توافرها لدي خريج الطب أما في حالة وجود أزمة طارئة وتوقف الدراسة فإنه يكون البديل الأنسب كحل وقتي فقط وليس مستخدماً في الظروف العادية لأن دراسة الطب قوامها الممارسة العملية وبذلك يقتصر دور ال C.D على كونه وسيلة مساعدة فقط حتى لا يلجأ الطلاب للدروس الخصوصية بالكورسات الإضافية.
قال إن الكلية طلبت من جميع الأساتذة في كافة الأقسام القيام بتحويل المواد لمحتوي رقمي يسهل نقله ونسخه وبالفعل حدث ذلك في 20 مادة تم نقل محتواها الى موقع الكلية عبر شبكة الإنترنت ويتم تحديثها بشكل يومي لإضافة الأجزاء التي يدرسها الطالب أولاً بأول ويستمر ذلك إذا تم توقف الدراسة كوسيلة لتعويض الطلاب.
أشار الى أنه تم عمل حساب خاص لكل طالب بكلمة سر يدخل من خلالها على موقع الكلية تمكنه من الاطلاع على المواد الخاصة بفرقته الدراسية والتخصص الذي يدرسه وذلك ضمانا للسرية في حالة الاضطرار الى عمل الامتحانات عبر شبكة الانترنت.
أكد أن نظام الدراسة عبر ال C.D لا يحقق سوي نسبة رضاء 20% فقط بالنسبة لطالب الطب فمثلا المواد الاكلينيكية تعتمد على المهارة العملية في المقام الاول بنسبة 80% وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها بمحتوى رقمي فقط.
أوضح أنه من المقرر أن يتم تعويض الأجزاء التي تتخطي الطلاب في حالة التوقف بعد العودة في شكل كورسات مكثفة خاصة أن الأمر بات متوقعا الى حد كبير مع دخول فصل الشتاء.
أشار الى أن موقع الكلية يوفر ميزة من التفاعل التبادلي بين الطالب وأستاذ المادة بطرح الأسئلة وتلقي الإجابات الخاصة بها كتعويض لمسألة التفاعل المباشر بين الطرفين.
محدودة في الأقاليم
يؤكد الدكتور منصور كباش عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي أن تخفيض الاعداد في كليات الطب هذا العام يحد من خطورة الازمة وتحويل المناهج لمحتوى رقمي في سيديهات أصبح ضرورة في حالة انتشار المرض بصورة أكبر لتعويض الفاقد من الأيام الدراسية خاصة أن كليات الطب تعتمد على الجزء العملي لذا فإن السيديهات لن تعدو كونها عاملا مساعدا فقط تتطلبه الظروف الراهنة.
قال إن كليات الاقاليم لا تعاني من أزمة كبرى كما هو الحال في الكليات المركزية بالقاهرة وعين شمس وحلوان وبالتالي فإن مواجهة المرض تكون أقل عبئاً وأكثر سيطرة.
انا فى ثانية اعدادى نفسى ادخل كلية الطب وعايزة معلومات من عندكم علشان موهبتى تزيد من فضلكم….