مصريات
خالد العشري
في السابعة والنصف من مساء الليلة سيكون موعد انطلاق اللقاء الودي التاريخي الذي يجمع بين منتخب مصر و تنزانيا.. ولا عجب في وصف هذا اللقاء بالتاريخي برغم أنه يجمع بين فريقين بينهما مسافة كبيرة لها أبعاد كثيرة في كل شيء.. مسافة في التاريخ والجغرافيا والرياضة وغير ذلك من كافة المجالات.
ولكن الظروف التي تحيط بهذا اللقاء جعلتني أراه تاريخياً سيقبل على مشاهدته الكثيرون سواء من مصر أو من أي دولة عربية خاصة الجزائر.. فلقاء منتخب مصر و تنزانيا هو التجربة الوحيدة والأخيرة التي ستسبق لقاء مصر مع الجزائر في ختام مشوار تصفيات كأس العالم.. اللقاء الذي سيحدد من البطل العربي في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
ولم يكن لحسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر أي فرصة يستطيع من خلالها المشاركة في أكثر من تجربة. ولو كان يملك لفضَّل مسابقة الدوري التي تساهم أكثر في رفع معدل اللياقة البدنية عند اللاعبين.. كما أن المسابقة عادة ما تفرز نجوماً كثيرة تفيد وقت
أيضاً كان أفضل لحسن شحاتة الاكتفاء بتلك التجربة التي سيكون الهدف منها الحفاظ على لياقة المباريات لدي اللاعبين ومنح البعض منهم مزيداً من الاحتكاك مثل عماد متعب العائد بعد غياب وتجربة السقا وغسل هموم عمرو زكي والبحث عن بديل لجمعة الموقوف وحسني عبدربه المصاب وكذلك الاطمئنان على باقي عناصر الفريق لحين وصول المحترفين. عفواً المحترف محمد زيدان.
ولا يملك حسن شحاتة أي فرصة لتجربة جملة واحدة أو أي تكتيك في ظل إذاعة اللقاء على الهواء ووجود عيون جزائرية تتابع كل شيء.
أيضاً كان اختيار فريق بحجم تنزانيا موفقاً فلم نكن في حاجة لمنافس قوي يحرم المدير الفني من تطبيق بعض أفكاره أو أن يكون سبباً في رفع حماس اللاعبين بشكل قد يؤدي الى مزيد من الإصابات بحثاً عن الفوز.
وبرغم أن الفوز يجب ألا يكون في فكر الجهاز أو اللاعبين أو حتى الجماهير إلا أننا لا يمكن أن نتجاهله لاسيما وأن المنافس ليس بمنافس ولو لم نهزمه حتى ونحن مشغولون بأشياء أخري فسيكون هناك خطر حقيقي.. نعم قد يكون الفوز خادعاً ولكن الهزيمة أكثر خطورة.
كان منتخب مصر وبقرار من مديره الفني قد دخل في عزلة تدريبية بمحافظة أسوان بحثاً عن لحظات من التركيز والهدوء والبعد عن الضوضاء وستر كل الأوراق والتدريب على بعض الأمور والمواقف التي قد تكون مفاجأة في لقاء الجزائر.. وحسب تصريحات الجهاز فإن المعسكر جاء بالفوائد المطلوبة وأن الحالة مطمئنة ولكن يجب عدم قياس ذلك على لقاء اليوم أمام تنزانيا.. وأن الحقائق الوحيدة في هذا اللقاء هي التي ذكرناها من قبل والخاصة باللاعبين متعب وزكي والسقا وبدائل المصابين والغائبين.
وكان حسن شحاتة قد صرح من قبل بأنه سيخوض اللقاء بفريقين مختلفين.. لكنه بلا شك سيبدأ بتشكيل الأقرب لبدء لقاء الجزائر في ظل غياب المحترف محمد زيدان.
ومن المتوقع أن يكون في ذاكرة شحاتة الدفع بأحمد فتحي كمساك ثان بجوار شريف عبدالفضيل للاستفادة منهما دفاعاً وهجوماً. حيث يتمتع كل منهما بمرونة في الحركة.. وقد يدفع بأوكا مع شريف إذا أراد عدم تقدم أحد اللاعبين خاصة وأن العنصر الثالث في الدفاع هاني سعيد يعشق التقدم أحياناً يعتمد عليه شحاتة كليبرو متقدم.
ولو لعب فتحي دفاعاً فسيفتح المجال أمام أكثر من لاعب للمشاركة في اليمين والوسط. فيميناً قد يلعب المحمدي أو بركات.. وفي الوسط قد يلعب بركات وأحمد حسن.. ولو لعب وسطاً ستكون الفرصة لبركات والمحمدي.. وهكذا يتحكم أحمد فتحي في تشكيل المنتخب بشكل كبير وضروري في ظل الموقف الحالي.
وهناك مركز آخر هو حراسة المرمى في ظل ما يردده البعض عن إمكانية منح الفرصة في لقاء الغد أمام تنزانيا لعبدالواحد السيد الذي عاد قوياً واقترب من منافسة الحضري الذي يملك كل حظوظ المشاركة أمام الجزائر.
ولكني أتوقع أن يلعب المنتخب غداً بتشكيل من:
الحضري “عبدالواحد”.. هاني سعيد أوكا “فتحي” وعبدالفضيل.. يميناً بركات “المحمدي” ويساراً سيد معوض.. وفي الوسط: أحمد فتحي وأحمد حسن “محمد شعبان” “حمص” وفي الهجوم: محمد أبوتريكة وأمامه عمرو زكي ومتعب.. ومما لاشك فيه أن كلاً من شوقي وزيدان سيدخلان على التشكيل الأساسي عند وصولهما.
ومن المؤكد أن شحاتة لن يلعب بأبوتريكة كرأس حربة ثان ويحرم الفريق من جهوده وإبداعه خلف رأسي الحربة أو يحرم الفريق من رأس حربة ثان.
بقيت كلمة واحدة لجماهيرنا العظيمة: ليس مطلوباً سوي التشجيع والمؤازرة وحسن معاملة جميع اللاعبين والهتاف المعقول لهم دون تمييز لاعب على آخر.. لا تخاطبوا الجهاز ولا اللاعبين ولا تنشغلوا بأداء أو نتيجة وكونوا على قدر المهمة عندكم وليعد الفريق من عندكم ومعه الطموح والثقة والتفاؤل بالنصر ولا ينسي لكم هذا الجميل.
فيه ايه لو كان سحن شحاتة خد شيكا بلا ولعبو مش كان الاعب خد ثقة