نصدق مين ونكدب مين
مصريات
عبد اللاه هاشم
في الوقت الذي نخشى فيه مفاجآت فيروس أنفلونزا الخنازير وخطورته على المواطنين خلال الفترة الحالية وحتى انتهاء فصل الخريف نجد أن هناك انقساما بين الأطباء بعضهم يؤكد أن كل ما يقال عن هذا المرض وهمي وكل ما يحدث مناورات من شركات الادوية العالمية لتسويق إنتاجها ويؤكدون أن المقصود من هذه الزوبعة استغلال الدول العربية والتأثير على اقتصادها وهناك فريق آخر يؤكد أن المرض حقيقة لكنه غير مخيف والفيروس سوف يستمر ضعيفا الى ما لا نهاية وسوف يتعايش مع البشرية دون أن يلحق الضرر بهم وخسائره البشرية لا تتعدى خسائر الأنفلونزا الموسمية.
أما الفريق الثالث فهو يري أن المصل الجديد لأنفلونزا الخنازير مصل ضار بصحة المواطنين ويسبب أمراضا خطيرة رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت في تقاريرها أن الأعراض الجانبية للمصل لا تتعدي آثار الأنفلونزا الموسمية.
ومن هذا المنطلق نقول: نصدق من ونكذب من؟ لقد أصبحنا في حيرة طبيب “يهول” وآخر يهون وثالث يكذب.
تقابلت مع أحد الزملاء ودار حديث بيننا عن هذا المصل وأكد لي أن قريبه طبيب كبير وأستاذ في مجال الفيروسات أقسم له أن المصل يسبب السرطان والأمراض الخطيرة.
زميلي ينوي هذا العام السفر الى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وعندما سمع بما أكدته السعودية بعدم السماح لأي حاج بدخول أراضيها إلا بعد الحصول على المصل الخاص بأنفلونزا الخنازير فأصبح في حيرة من أمره يأخذ المصل وينتظر مصيره أم يؤجل أداء الفريضة للعام القادم؟
الحقيقة أن وضع المرض وخطورته لا تتحمل الأكاذيب والشائعات على هذا النحو ولابد أن نكون على قلب رجل واحد نسمع تماما وننصت لأولي الأمر وللمسئول عن صحة المواطنين الذي يتحمل المسئولية أمام الرأي العام في حالة حدوث أي كارثة وعموما هذا المرض يحتاج الى أن نتكاتف جميعا حتى نتفادى خطورته بعيدا عن الشائعات التي يطلقها البعض.