أحمد العرابي
ياسر عبدالهادي
أدمن أيمن تعاطي المواد المخدرة بكل أنواعها.. وما كاد يشق طريقه بالعمل نقاشا حتي فشل في كسب ثقة زبائنه بسبب عدم التزامه بمواعيده وتعاطيه المخدرات.. وكثيرا ما اتفق مع زبائنه وتسلم منهم أموالا أنفقها على ملذاته ولم يلتزم باتفاقاته.
عاش أيمن بين مسكن والديه بمنطقة المنيب وشقيقته بحلوان وفي منطقة سكن شقيقته تعرف على أغلب الجيران.. كما تعرف على ظروفهم.. لكنه اهتم بجار شقيقته يسري فني الدهانات بالمقاولون العرب الذي يعمل في نفس مهنته وقد تحدث معه كثيرا عن إيجاد فرصة عمل..
وذات مساء وقف في شرفة مسكن شقيقته يفكر في تدبير احتياجاته من المواد المخدرة.. وطالت وقفته دون الوصول لحل.. ووقعت عيناه على شرفة جارهم الذي يعيش وحيدا فتفتق ذهنه عن حيلة يدخل بها شقة الجار ليستعير بعض أدوات العمل ثم يغافله بسرقة أي شيء من شقته وبالفعل استقبله يسري وأثناء استضافته له وقعت عينا أيمن على حافظة النقود فأسرع بفتحها وسرقة400 جنيه.. إلا أن يسري شاهده وبدأ يعاتبه ويوبخه على فعلته.. في تلك اللحظة تسمرت قدما أيمن في الأرض ولم يستطع الدفاع عن نفسه.. كما لم يستطع الهرب ووقعت عيناه على مقص كبير الى جواره فأسرع بالإمساك به وبادر يسري بضربات قاتلة في العنق أسقطته على سرير غرفته, وفر الجاني المدمن هاربا.. وترك مسكن شقيقته متجها الى أسرته بالمنيب.. ودفع المبلغ الذي استولى عليه مقدم شراء دراجة نارية ليتظاهر بها أمام أقرانه بالمنطقة.. لكنه وقع في كمين لرجال المرور بسبب قيادته للدراجة بدون تراخيص.. وصدر قرار بتغريمه(500 جنيه) ليتسلم الدراجة.. لكن أيمن لم يكن معه شيء فعاد الى مسكن يسري واستولى على بعض الأجهزة باعها ليسدد غرامة المرور وأعاد دراجته ولزم مسكن الأسرة بالمنيب.
بعد وقوع الحادث بعدة أيام تلقى المقدم ياسر الشناوي رئيس مباحث حلوان بلاغا بالعثور على جثة يسري في حالة تعفن رمي بمسكنه وأثبتت عملية المعاينة سلامة جميع منافذ الشقة.. كما تلاحظ وجود بعض الجروح القطعية بالذقن والعنق واختفاء هاتف محمول وجهاز تليفزيون وريسيفر وسماعتين.. ولم يتم العثور على مبالغ مالية..
وبإخطار اللواء حامد عبدالله مساعد وزير الداخلية لأمن حلوان أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء مصطفي بدر مدير الإدارة العامة للمباحث وتم وضع خطة بحث استهدفت فحص المترددين على مسكن المجني عليه وعلاقته بكل منهم.. وكذلك فحص العناصر المسجلة بالأرشيف الجنائي والسابق اتهامهم في مثل هذه القضايا وتحقيق خط سير كل منهم والتعرف على طرق تكسبهم.
وبقيادة العميد محمد القصيري مدير المباحث تم تشكيل عدة فرق بحث لاجراء التحريات في منطقة الحادث ضمت العقيد محمد عويس مفتش الفرقة.. وتبين من خلال التحريات أن نقاشا يتردد على شقة شقيقته بالمنطقة كان قد تعرف على المجني عليه وزاره أكثر من مرة.. وأشارت التحريات الى أن ذلك النقاش شوهد في المنطقة في وقت معاصر للحادث واختفي بعد ذلك.
وبإجراء التحريات حول سلوك النقاش بمنطقة سكنه بالمنيب توصل الرائدان مصطفي أباظة وأحمد إبراهيم الى معلومات مهمة, حيث تبين أنه مدمن مخدرات, وظهرت عليه علامات الثراء في الأيام الأخيرة وكشفت التحريات عن الدراجة النارية التي اشتراها والمبلغ المالي المسدد بغرامة المرور.
وتمكنت فرق البحث من التوصل لعملاء النقاش الذين اشتروا منه الأجهزة.. وبعد تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم المدمن, حيث اعترف بجريمته تفصيليا مؤكدا أنه لم يقصد قتله وإنما أراد تعجيزه حتي لا يفضح امر سرقته.. أحيل المتهم للنيابة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.