في دراسة ميدانية قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية اظهرت أن هناك حوالي 274 خرافة تؤثر في حياة المصريين, و كشفت دراسة أخرى أن المصريون ينفقون ما يزيد عن 12 مليار جنيه ينفقها المصريون سنويا علي الدجل والشعوذة رغم التقدم التكنولوجي وانخفاض نسبة الأمية في الوطن العربي.. ورغم ما يقال عن انخفاض مستوى المعيشة و ارتفاع معدل الفقر والبطالة في المجتمع.. تناقضات غريبة و تفاصيل مدهشة ـ و مؤسفة أيضا .
الدراسة رصدت أهم الخرافات الشائعة وهي المتعلقة بالمشايخ و أصحاب البركات في المقدمة و سجلت وجود أكثر من 250 من أصحاب الأضرحة والمقامات التي تعتبر هدفا للمريدين والأتباع في شتى محافظات مصر, وأكدت الدراسة أن نسبة الخرافات متساوية بين محافظات الوجهين البحري والقبلي و تتمثل في دجل وشعوذة وأوهام لا علاقة لها بالواقع, ولم يصل فريق البحث الى مصادر هذه الخرافات التي تعود لمئات السنين و تزداد رسوخا في حياة البسطاء خاصة ما يتعلق منها بالبركات الخاصة بالشيوخ, فيتردد المصريون علي مقام الشيخ السنوسي من أجل قضاء حوائجهم المادية أو المعنوية, وكذلك الشيخ مجدي النحتي ويطلق عليه قاهر الايدز ومقره في اشمون محافظة المنوفية ,أما قرية أولاد خلاف في محافظة سوهاج في صعيد مصر فتحتضن خرافة قاهر العفاريت.
ولا تقتصر الخرافات علي التيمن بالشيوخ وقد علقت الدكتورة نجوى الفوال أستاذ بالمركز القومي للبحوث الجنائية و الاجتماعية على هذه الظواهر قائلة: الخرافات كثيرة جدا قد تتعدي الـ 300 خرافة وكانت انتفت من حياتنا لفترة طويلة نتيجة انتشار وعي المرأة والوعي العام وارتفاع نسبة التعليم لاننا كنا نعيش حياة علمية تتميز بالحياة الثقافية التي تأخذ بالأسباب فمثلا جيل أمهاتنا كان يؤمن بالخرافة لكن جيلنا رفضها, أما الآن فقد حصلت حالة ردة ثقافية في المجتمع المصري نتيجة الأفكار السلفية و عدم الاهتمام بالقراءة والتراجع الثقافي بين معظم شباب هذا الجيل إلي جانب سبب مهم جدا وهو شدة وطأة الحياة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية و ايقاع الحياة والمشاكل المتزايدة التي تجعل الناس يتجهون للخرافة بحثا عن حل لذلك اتجه البعض مرة أخري للزار والمشايخ الذين يدعون قدرتهم علي تحقيق المعجزات والثروات وهم أصلا نصابون كذلك التعليم الآن يفرز انسانا نصف مثقف لأن النظام التعليمي قائم على الحفظ و ليس الفهم للثقافة و أهميتها. كذلك لا نستطيع أن نغفل دور بعض الفضائيات في نشر الخرافة فمثلا هناك برنامج ثابت عن تفسير الأحلام وكأننا جميعا أولياء كل أحلامنا رؤى!!
وعن أكثر الخرافات انتشارا تقول الدكتورة نجوى: أغلبها تدور حول الانجاب والثروة وربط الرجل فالناس الآن أصبحت قليلة الصبر نسوا الله فأنساهم أنفسهم!!
أمير الصراف صاحب دراسة تجريف العقل المصري والذي أحصي عددا من الخرافات التي تؤثر علي عقول أهل الصعيد قال: هناك علاقة بين الخرافة والجذور الحضارية للمكان الذي تظهر فيه ففي قرية بخانس احدي قرى مركز أبو طشت بمحافظة قنا وبلدة الأضرحة والأولياء ففيها أربعة وأربعون ضريحا. وهناك معتقد شعبي حول قوي خفية تسكن في حجر من الجرانيت الوردي يعتقد الأهالي أن بها قوي محسوسة لا ملموسة ومعروفة باسم حجر الست رميلة التي تعالج العقم عند السيدات وتزيد من الخصوبة, والنساء العجائز أكدن أن حجر الست رميلة يفك المشاهرة ويعالج الخضة بشرط أن تقوم السيدة بمجموعة من الطقوس منها الدوران حول الحجر 3 مرات وهذا لعلاج الخضة أما العاقر فتقوم بمصاحبة مجموعة من النسوة بنصب خيمة من الملاءات حول الحجر وتحاول العقيمة المرور من فتحة صغيرة وسط الحجر وهي لا تتسع لمرور قطة فإذا اتسعت الفتحة و مرت منها سوف تنجب!!
و يضفي الناس علي الحجر المهابة والاجلال عبر الروايات فهناك رواية تؤكد أن شخصا حاول تحريك الحجر فوقع أسفله.
و ترتبط معظم الخرافات بالعقم والانجاب فعلى بعد 65 كم شمال شرق قنا ببطن الجبل الشرقي في عزبة عبد الرحمن يكون ارتياد أحد الكهوف التي تقع أعلى الجبل هو الحل الوحيد للعقيمة في رحلة البحث عن الذرية و كذلك للاستحمام في بئر كليوباترا في وادي اللقيطة بطريق القصير وهي بئر عميقة يتم النزول إليها بدرج حجري حلزوني منحوت وتنزل منه العقيمة حتي نهايته التي تمتلئ بالمياه الجوفية الراكدة ثم حمل سبعة أحجار من البئر والاستحمام بها.
أما الشيخ أبو عصران في بلدة العقر التابعة لنجع حمادي والذي يعالج الأمراض عبر التدحرج في منطقة جبلية تجاور قرية تسمي (الكحرية) فتقول عنه فاطمة التي تعمل كمرشدة لزواره ومتممة لطقوسه إنه كان شيخا مجذوبا الكل أخذ ببركته وعند وفاته منذ عقود رفض نعشه التحرك ولكن عند الضرب علي الدفوف والزغاريد تحرك النعش إلي الضريح. وظهرت كراماته عندما ظهر بعد وفاته لأحد النقباء في منطقة قفط فتجمهر الأهالي فاختفى ثم ظهر في أسوان.
ومن ضمن الخرافات الكثيرة لعنة الفراعنة المنتشرة في صعيد مصر وشجرة المظاليم الموجودة في مركز أخميم بمحافظة سوهاج والتي تؤكد الخرافة أنها شجرة عقيمة يقصدها أصحاب المظالم و يدقون بها مسمارا و بعدها تأتي العواقب الوخيمة علي الظالم. وكذلك خرافة سيدي أبي القاسم التي تؤكد أن من يستعين به سيشفى من علاج كافة الأمراض الجلدية وخرافة زواج الانس بالجن فقد رصدت الدراسة أن هناك 3000 مصري يزعمون أنهم متزوجون من الجن وتنتشر هذه الخرافة بين الرجال بصورة كبيرة.
لكن معظم الدراسات التي اجريت علي الخرافات أثبتت أن أكثر الخرافات متعلقة بالمرأة والإنجاب لذلك اتجهنا إلي بعض السيدات في أرياف مصر لنعرف طرقهن للانجاب. في البداية قالت فوزية مصطفى يحيى 34 سنة وأم لطفل عمره عام: تزوجت 3 مرات في المرتين الأولي والثانية ذهبت لكل أطباء النساء والولادة وأجريت عمليات وأخذت أدوية ولكن لم أرزق بطفل واحد فكان يتم الطلاق لأن في الأرياف الست اللي ما بتخلفش أرض بور وفي زواجي الثالث تزوجت برجل لديه أولاد وعلي ذمته زوجة أخرى وكان لا يريد أطفالا لكن أنا كان نفسي أكون أما فقررت البعد عن روشتة الطبيب فذهبت للوصفات البلدية اللي كل الستات بتعرفها في البحيرة أولا استحممت على صرة طفل مولود بعد سقوطها من بطنه لكنها لم تأت بنتيجة معي ثانيا أخذت روح قرموط قطعة الدهن الموجودة في بطنه والحمد لله معي الآن الولد وسوف أنجب مرة أخري بإذن الله