مصريات – آخر الأخبار تكتبها نوجين بارافي: شن الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب له اليوم هجوماً لاذعاً على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ووصفه بالاخوانجي الاجير، قائلاً “اردوغان الإخوانجي أجير صغير عند الأميركي، ويستجدي واشنطن للدخول إلى شمال سوريا منذ اليوم الأول للأزمة”.
يذكر ان تركيا ومنذ اعلان ترامب عن عزمه سحب القوات الامريكية من سوريا والمتحالفة مع قوات سوريا الديموقراطية، اعلنت مراراً على لسان الرئيس اردوغان ووزير الدفاع التركي وغيرهم، انها ستقيم ما سمته “منطقة آمنة” برعاية الجيش التركي، على طول الحدود التركية السورية وبعمق لاكثر من 30 كيلومتراً، مما يعني السيطرة الفعلية لتركيا على كافة المناطق التي يشكل السوريون الكورد غالبيتها، والتي تخضع حالياً لما يعرف بالادارة الذاتية.
وقال الأسد ان تهديدات اردوغان باجتياح شمال شرق سوريا مجرد استعراض للقوة، لأنه بدون موافقة ودعم امريكي لن يستطيع الدخول الى اي منطقة في سوريا.
وشدد الأسد على ان “كل شبر سيتحرر من سوريا، وسنتعامل مع القوات الأجنبية المتواجدة على أرضنا كقوات احتلال، والجيش السوري هو الوحيد القادر على حماية بعض المجموعات في شمال شرقي البلاد”. مشيراً فيما يبدو من جملته الاخيرة الى قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة عمادها الاساسي، اضافة الى بعض العشائر العربية والمجموعات الآشورية والسريانية.
جاء ذلك في خطاب بشار الاسد اليوم والذي استمر لاكثر من ساعة أمام رؤساء مجالس الادارات المحلية في المحافظات السورية، حيث تناول في كلمته ما سماه اربعة انواع من الحروب تخوضها سوريا وهي” حرب عسكرية، والحصار الاقتصادي، والحرب المعلوماتية ضد سوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والحرب ضد الفساد والفاسدين في الداخل السوري”، مؤكداً أن “الحرب لم تنته بعد”.
وطالب الرئيس السوري في الوقت نفسه “يجب ألّا نظلم الوطن ونتجاهل الحقيقة بأن هناك حرب وإرهاب، والوطنيون الحقيقيون هم من حملوا البندقية في مواجهة الإرهابيين”.
وحول مفاوضات اللجنة الدستورية قال الأسد: “هناك وكلاء يمثلون تركيا في اللجنة الدستورية والحقيقة أن الحوار يدور بين طرف وطني وآخر عميل، والأعداء فشلوا في المراحل السابقة عبر الاعتماد على الإرهابيين، والآن يدفعون بالعميل التركي إلى الشمال”.
يشار الى ان التشكيل النهائي للجنة الدستورية لم يتم حتى الان، واتفق على قرار تأسيسها برعاية روسية تركية ايرانية، في مؤتمر سوتشي بروسيا بين اطراف من ممثلي المعارضة الموالين في غالبيتهم العظمى لتركيا، وبين ممثلي الحكومة السورية.
وتطرق الاسد الى مأساة اللاجئين السوريين خاصة في دول الجوار، داعياً اياهم الى العودة إلى وطنهم مؤكداً على ان “سوريا بحاجة إلى جميع أبنائها وندعو اللاجئين إلى العودة”.
واضاف قائلاً: “الإرهاب فرض النزوح على ملايين السوريين من مناطقهم والدولة سعت إلى التخفيف من معاناتهم، وبعض الدول تمنع اللاجئين من العودة إلى سوريا وتساهم في مأساتهم، وهناك من تمسك وعرقل ملف عودة اللاجئين السوريين من أجل الصفقات والفسادـ، ومن الطبيعي ألّا نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل ملف اللاجئين إلى ورقة سياسية لتنفيذ مصالحهم”
كما دعا الأسد في كلمته “الجماعات المسلّحة إلى إلقاء السلاح والدخول في المصالحة”.
اما عن إعادة الاعمار فقد اشار الرئيس السوري في كلمته إلى توسيع اللامركزية الادارية، واهمية الادارة المحلية في تنمية الاقتصاد قائلاً “بعد تحسن الوضع الميداني، نحن أمام فرصة حقيقية ونقلة نوعية في تحسين الإدارة المحلية، إذ لم يعد ممكناً إدارة شؤون الدولة وتحقيق التنمية بالطرق السائدة في العقود الماضية”
كما أكد في هذا السياق على ان “إطلاق المشاريع التنموية محلياً سيتكامل مع المشاريع الاستراتيجية للدولة، والمؤسسات المركزية ستقوم بدورها الرقابي في مسألة عملية التنمية، وسيجري توسيع المشاركة في تنمية المجتمع المحلي، وبالتالي مع مؤسسات الدولة في صنع القرار، ويجب أن يكون الحل من القمة والقاعدة التي قد تكون أقدر على اجتراح الحلول وخاصة في الظروف الحالية”.
يوتيوب فيديو كلمة بشار الاسد اليوم