مصريات – أخبار الجزائر اليوم تكتبها حياة محمد الصالح: تقدم عبد الغني زعلان مدير حملة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الانتخابية، باوراق ترشحه رسمياً الى الأمانة العامة للمجلس الدستوري، المنوط به قبول ملفات المرشحين، وذلك لخوض انتخابات الرئاسة في الموعد المحدد لانعقادها وهو يوم 18 إبريل/ نيسان القادم.
يذكر انه وفي وقت سبق التقديم الرسمي بعدة ساعات نقلت حملة الرئيس بوتفليقة حوالي أربعة ملايين استمارة تحمل تواقيع ناخبين يدعمون ترشح بوتفليقة وذلك على متن ثلاث شاحنات.
وحول موضوع قيام مدير حملة المرشح بتقديم الملف نيابة عن الرئيس بوتفليقة نفسه، والتي اثارت لغطاً كبيراً كونه يتناقض مع ما قاله سابقاً عبد الوهاب دربال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، بأنه يتعيّن على كل مرشح في الانتخابات الرئاسية تقديم أوراق ترشحه شخصياً.
نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بياناً قالت فيه بأنه “لم ترد في الدستور أو في قانون الانتخابات الكيفية التي يتم بها إيداع ملفات الترشح لدى المجلس الدستوري، باستثناء المادة 139 من القانون المذكور التي تنص فقط على أنه يتم التصريح بالترشح لرئاسة الجمهورية بإيداع طلب تسجيل لدى المجلس الدستوري مقابل تسليم وصل”.
ويأتي ترشح بوتفليقة وسط مظاهرات معارضة عارمة تجتاح المدن الجزائرية بما فيها العاصمة بالاسابيع الاخيرة، يتمحور اهم شعاراتها حول مطالبة الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة بعدم الترشح لولاية خامسة نظراً لوضعه الصحي.
وكانت مظاهرات الجزائر قد ازداد زخمها وحدتها في الجمعة الاخيرة حيث قدرت اعداد المتظاهرين بعشرات الالاف، ويبدو بأن بوتفليقة وحملته قد اخذا بعين الاعتبار هذه المعارضة الواضحة والجلية لجزء كبير من الشعب الجزائري وشبابه وقواه السياسية، لهذا كان الترشح مرفقاً ببيان قرأه مدير حملته الانتخابية اطلق عليه اعلامياً بـ رسالة ترشح بوتفليقة.
ما هو نص رسالة ترشح بوتفليقة، وما هي التعهدات التي وعد بتنفيذها؟
بداية يدافع الرئيس بوتفليقة عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة قائلاً بانه جاء “استجابة لنداءات المواطنين والطبقة السياسية والمجتمع المدني، وبروح تحذوها نية استكمال الواجب السامي لخدمة بلدنا وشعبنا”، معتبراً أن ترشحه “حظي بدعم الملايين من مواطنينا، الذي ساهموا بنشاط في جمع التوقيعات وفي منحي تزكيتهم”.
إلا انه وفي نفس الوقت لا يبدو متجاهلاً لما يغلي في الشارع الجزائري فيقول: “أحيي التحضر الذي طبع المسيرات الشعبية الأخيرة، كما لا يفوتني التنويه بالتعامل المهني المثالي والراقي الذي تحلت به مختلف أسلاك الأمن”، ويؤكد بانه يشعر بمطالب الجماهير فيضيف “لقد نمت إلى مسامعي آهات المتظاهرين، ولا سيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا، وعبّروا عن قلقهم المشروع والمفهوم تجاه الريبة والشكوك التي حركتهم”.
تعهدات بوتفليقة الخمسة في رسالة ترشحه:
وبناء على هذا يقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسالة ترشحه الانتخابية خمسة تعهدات يقطعها على نفسه امام الشعب الجزائري بحالة نجاحه بالفوز بالانتخابلت الرئاسية المقبلة وهي:
التعهد الاول: تنظيم ندوة وطنية جامعة “مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، أدعو إلى تنظيم ندوة وطنية شاملة جامعة ومستقلة لمناقشة وإعداد واعتماد إصلاحات سياسية ومؤسساتية واقتصادية واجتماعية من شأنها إرساء أسيسة النظام الجديد الإصلاحيّ للدّولة الوطنية الجزائرية، المنسجم كل الانسجام مع تطلعات شعبنا”.
التعهد الثاني: تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة خلال سنة تضمن انتقالاً سلساً للسلطة ولن يكون بوتفليقة مرشحاً فيها “تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة طبقاً للأجندة (الزمنية) التي تعتمدها الندوة الوطنية لا يكون مرشحاً فيها وتضمن انتقالاً سلسلاً للسلطة في البلاد”. مضيفاً “أتعهد أنني لن أكون مرشحاً فيها، من شأن هذه الانتخابات أن تضمن استخلافي في ظروف هادئة وفي جو من الحرية والشفافية، وستحدد الندوة الوطنية هذه تاريخ الانتخابات الرئاسية المسبقة”.
التعهد الثالث: اعداد دستور جديد والتصويت عليه عبر استفتاء شعبي عام، وكذلك مراجعة قانون الانتخابات لانهاء التزوير والتلاعب في النتائج، حيث جاء في رسالة بوتفليقة “إعداد دستور جديد يزكّيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، يكرس ميلاد جمهورية جديدة والنظام الجزائري الجديد” وايضاً “مراجعة قانون الانتخابات، مع التركيز على إنشاء آلية مستقلة تتولّى دون سواها تنظيم الانتخابات”.
التعهد الرابع: منع التلاعب بمقدرات البلاد الاقتصادية من قبل بعض المجموعات المتنفذه خلال الفترة القادمة “أؤكد لكم أنني كلّي آذان صاغية لكل الآراء التي ينضح بها مجتمعنا، وأعاهدكم ها هنا أنني لن أترك أي قوة، سياسية كانت أم اقتصادية، لكي تحيد بمصير وثروات البلاد عن مسارها لصالح فئة معينة أو مجموعات خفية”.
التعهد الخامس: اعادة توزيع الثروة والتنمية المستدامة بشكل عادل عبر “وضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية، وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والإقصاء الاجتماعيين، ومنها ظاهرة الحرقة، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد، واتخاذ إجراءات فورية وفعالة ليصبح كل فرد من شبابنا فاعلاً أساسياً ومستفيداً ذا أولوية في الحياة العامة، على جميع المستويات، وفي كل فضاءات التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وتنتهي رسالة ترشح بوتفليقة الانتخابية بطلبه من الشعب الجزائري القبول بتعهداته وبفتح صفحة سياسية جديدة، قائلاً “أدعوكم الآن جميعاً، في هذه اللحظة، إلى كتابة صفحة جديدة من تاريخنا ولنجعل من الموعد الانتخابي لـ18 إبريل المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة كما يتطلع إليها الشعب الجزائري”، مؤكدا مرة أخرى على ان “الالتزامات التي أقطعها على نفسي أمامكم، ستقودنا بطبيعة الحال إلى تعاقب سلس بين الأجيال، في جزائر متصالحة مع نفسها”.
تعليق عمرو اديب على رسالة ترشح بوتفليقة